يبذل وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس جهودا سياسية بصورة انفرادية، بمنأى عن شركائه في الحكومة، سواء رئيسه المباشر نفتالي بينيت، أو شريكه وزير الخارجية يائير لابيد، وقد تبدى ذلك في لقاءاته السياسية الأخيرة، سواء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مرتين، وأخيرا زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان، والتقاؤه بالملك عبد الله الثاني، بحسب إعلام الاحتلال.
باراك رافيد الكاتب السياسي بموقع واللا، ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أنه "في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، التقى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بالملك عبد الله في أحد قصور عمان، بحضور وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري الذي توسط بينهما لتجديد التفاهمات حول الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وكانت هذه آخر مرة نشر فيها الأردنيون صورة مشتركة للملك مع نتنياهو".
وأضاف أن "الأمر استغرق سبع سنوات حتى ينشر القصر صورة أخرى بمبادرة منه مع مسؤول إسرائيلي كبير، وهو هذه المرة وزير الحرب بيني غانتس، حيث رفض الملك عبد الله خطوات نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية، لاسيما في الضفة الغربية، واعتبرها الملك موجهة ضده أيضا، لأنها تضر باستقرار المملكة، لكن لقاء الملك الحالي مع غانتس سبقه لقاء للأخير مع أبي مازن فقط، حيث ساهم لقاؤهما كثيرا، وبشكل كبير في نجاح قمة عمان، لأن عبد الله الثاني أراد الاستماع من غانتس مباشرة عن الخطوات التي يتخذها لتقوية السلطة الفلسطينية، وتحسين الوضع في الضفة الغربية".
اقرأ أيضا: عاهل الأردن يستقبل وزير حرب الاحتلال في عمّان
تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس اللقاء الأول بين عبد الله الثاني وغانتس، فعلاقتهما دافئة ووثيقة، وبينما في الماضي كانت اجتماعاتهما سرية، أو تُنشر بعد فترة طويلة، فإن هذه المرة سمح لقاء عباس-غانتس في منزل الأخير للأردنيين بالكشف المبكر عن اللقاء، وبالصور هذه المرة.
أوساط إسرائيلية تابعت عن كثب مجريات قمة عمان ذكرت أن ما اسمعه غانتس من مضيفه الملك، أن الاستقرار في الضفة الغربية مهم جدا للأردنيين، وهو يود أن يرى تقدمًا سياسيًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم أنه يفهم تعقيدات الواقع السياسي في إسرائيل، وربما يعتبر أن تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بينهما أفضل ما يمكن تحقيقه، مع العلم أن القضية الفلسطينية لم تكن الوحيدة في لقاء غانتس-عبد الله الثاني، وربما لم تكن حتى الموضوع الرئيسي للمحادثة بينهما التي استمرت ساعة ونصف الساعة.
وتبدي المحافل الإسرائيلية تقديرا مفاده أن "الأردنيين أرادوا الحديث مع غانتس عن الوضع في سوريا، فقد عمل الملك مؤخرا على تسخين العلاقات مع نظام الأسد، في ضوء فهمه بأنه باقٍ، لكن حدود بلاده مع سوريا هي النقطة الأكثر حساسية بالنسبة له، ولذلك فإن التعاون الأمني مع إسرائيل بشأن الوضع في سوريا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأردنيين، لأنهم قلقون مثل دول أخرى في المنطقة ما يبدو أنه انسحاب أمريكي زاحف من المنطقة، رغم إبلاغ رئيس الشعبة السياسية والأمنية بوزارة الحرب زوهار فيلتي مستشاري الملك أن إدارة بايدن تعهدت لإسرائيل بأن الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا والعراق في المستقبل المنظور".
يتابع رافيد: "لعل العامل الإسرائيلي الداخلي يحتل أهمية استثنائية لقمتي غانتس-عباس، وغانتس-عبد الله الثاني، لأن السنوات الماضية خلال تولي غانتس حقيبة الحرب أثناء حقبة نتنياهو، تصرف الأخير مرارًا وتكرارًا من وراء ظهره، وأحيانا منعه من المضي قدمًا في التحركات السياسية، لكنه في ظل الحكومة الحالية يبدو أن غانتس أكثر تحررا من تلك القيود، رغم أن ذلك لا ينال بالضرورة رضا رئيسه بينيت، وشريكه لابيد".
مخاوف إسرائيلية من تدهور الأوضاع الأمنية بالأراضي المحتلة
مستشارة بينيت السياسية تُغضب لابيد وشاكيد
"يديعوت": غياب التخطيط بعيد المدى يؤثر على مستقبل وجودنا