تسببت اعتداءات المستوطنين المتواصلة على
الفلسطينيين في الضفة الغربية بنشوب حالة من تبادل الاتهامات بين عدد من أقطاب
الحكومة الإسرائيلية ذاتها، ومع المعارضة اليمينية وقادة المستوطنين أنفسهم، بعد
أن وصلت اعتداءاتهم إلى جنود الجيش وأفراد الأمن.
آخر تجليات الاتهامات الإسرائيلية الداخلية
ظهرت على لسان نائب وزير الاقتصاد يائير غولان من حزب ميرتس، الذي علق على تظاهرات
المستوطنين لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية غير القانونية، وما رافقها من هجوم
على قرية فلسطينية في الضفة الغربية، بقوله إننا "نحن اليهود عانينا من مذابح
في التاريخ، لكننا نقوم اليوم بمذبحة للآخرين"، مما تسبب بإصدار رئيس الوزراء
نفتالي بينيت لموقف غاضب، وكذلك فعل زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي طالب
بطرد غولان من الحكومة.
إليشع بن كيمون المراسل الإسرائيلي لشؤون
الاستيطان كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، مقالا ترجمته "عربي21" جاء فيه
أن "غولان، وهو نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، تحدث مع قناة
الكنيست التلفزيونية حول قضية البؤرة الاستيطانية غير القانونية في شوماش.
وتكلم
بحدة ضد شبان البؤرة الاستيطانية الذين هاجموا سكان القرية الفلسطينية المجاورة،
واعتبر أنه غير مسموح للمستوطنين بأن يستقروا في مكان تم إخلاؤه قانونياً، يجب ألا
يكون هناك أحد، عندما كنت قائداً عسكريا للضفة الغربية لم أسمح لأحد من المستوطنين
بالاستقرار هناك".
وأضاف أن "ما يقوم به المستوطنون من
انتهاكات هو عار، خاصة حين يقوم مثيرو الشغب منهم بتدمير شواهد قبور الفلسطينيين،
ويقومون بمذبحة، مع أننا نحن اليهود عانينا من المذابح عبر التاريخ، ورغم ذلك نصنع
مذبحة للآخرين، هؤلاء المستوطنون الذين يقومون بذلك ليسوا بشرا، بل دونهم، إنهم
فئة حقيرة وفاسدة، ويجب ألا يحصلوا على أي دعم، بل إبعادهم بالقوة من هذا المكان،
وإعادة القانون والنظام".
وتسببت عبارة "دون البشر" التي وجهها
غولان إلى قطعان المستوطنين بظهور انتقادات حادة من اليمين، فكتب رئيس الوزراء
نفتالي بينيت ردا على ذلك أن "تصريحات غولان بشأن المستوطنين في شوماش صادمة،
وتوقف أحدنا على قدم وساق".
أما زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو فزعم أنه
"يشعر بالخجل من التعبير القبيح وغير الضروري الذي أطلقه غولان على
المستوطنين، بزعم أنهم ليسوا بشرًا، وخارجون عن القانون، ويجب إجلاؤهم"، لكن
غولان رد عليهما قائلا إنه "يقصد المستوطنين من مدمري القبور، ومهاجمي
الفلسطينيين الأبرياء، ومخربي ممتلكاتهم".
مع العلم أنه في خطة فك الارتباط قبل أكثر من
15 عاما، حين قرر أريئيل شارون إخلاء مستوطنات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، من
المحتمل أن تكون بؤرة شوماش الاستيطانية أعمق جيب في الضفة الغربية، ولكن بعد عام
ونصف من الإخلاء، أقيمت مدرسة دينية في الموقع، ويزورها طلابها من المستوطنين
المتدينين في كل يوم، رغم أنها تقع في قلب المنطقتين "أ و ب"، ويمر
طريقها بأكمله عبر الأراضي الفلسطينية، التي لا تزال تحت السيطرة الأمنية
الإسرائيلية.
ورغم صدور قرار عسكري إسرائيلي من الجيش بمنع
المستوطنين من البقاء في هذه المنطقة، وحظر بناء ونقل المباني إلى المكان، لكن
40 طالبًا ومعلمًا من المستوطنين يواظبون على المجيء إلى المدرسة الدينية
التي أقيمت في شوماش، حيث البؤرة الاستيطانية، ويعيشون هناك سبعة أيام في الأسبوع.
تقديرات إسرائيلية: اعتداءات المستوطنين ستشعل الضفة الغربية
مخاوف إسرائيلية من تدهور الأوضاع الأمنية بالأراضي المحتلة
تخوف إسرائيلي من فرض حل الدولة الواحدة مع الفلسطينيين