للمرة
الثانية يلتقي رئيس الأركان بالحكومة الليبية، محمد الحداد بالقائد العام المكلف من
قبل
حفتر عبدالرزاق الناظوري من أجل بحث توحيد المؤسسة العسكرية وأمور أخرى، وسط تساؤلات
من مراقبين حول أهداف هذه اللقاءات المتكررة والمتقاربة في الوقت.
والتقى
الحداد (ممثلا لعسكريي الغرب الليبي) بالناظوري (ممثلا لقوات حفتر) في مدينة سرت (وسط
ليبيا) للمرة الأولى في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأكدا في تصريحات متطابقة بأن
هناك تفاهمات، وأن التدخلات الخارجية هي التي حالت دون أن يلتقيا في السابق، وأن توحيد
المؤسسة العسكرية يحتاج إلى "قيادة سياسية رشيدة" وعدم التدخل الأجنبي"،
وفق تصريحاتهما.
دعم
أممي
ولاقت
الاجتماعات بين الطرفين دعما أمميا، حيث رحبت المستشارة الأممية، ستيفاني ويلياميز
بشدة باللقاء وتأكيد دعم الأمم المتحدة لكل الجهود المبذولة على مختلف المستويات
لتوحيد المؤسسة العسكرية.
لكن
لوحظ حالة من الصمت لدى اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة بمجموعة (5+5) على هذه اللقاءات،
حيث لم يصدر أي تعليق، ما فسره البعض بأن اللجنة غير مرتاحة لهذه اللقاءات في هذا التوقيت؛ كونها قد تشوش على جهود اللجنة العسكرية.
"توحيد
الجيش وفقط"
من جهته،
رأى وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "اللقاءات هدفها توحيد الجيش فقط، كون هذا الأمر هو غاية يسعى إليها جميع العسكريين النظاميين، وأنه لا يعترض على
توحيد المؤسسة العسكرية ويعارضها إلا المليشيات المسلحة خاصة فى طرابلس ومصراتة، التي انضم إليها للأسف بعض العسكريين النظاميين والمحسوبين على الجيش"، حسب رأيه.
وأشار
في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) هي أول
من سعى لتوحيد الجيش، ولها عدة اجتماعات سابقة وحالية في عدة دول لتحقيق هذا الهدف،
لذا كل العسكريين متفهمون لضرورة توحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة واحدة".
"مصالح
حفتر"
في حين
قالت المدونة والناشطة الحقوقية من الشرق الليبي نادين الفارسي، إن "هذه الاجتماعات
هدفها تحقيق بعض المكاسب لصالح حفتر، الذي تعود على المراوغة في كل مسار لكسب وقت وتحقيق
بعض المصالح، وعندما يتأكد أنه حقق مصالحه سينقلب وينسحب، وأعتقد أن الهدف من اللقاءات
هو وصول حفتر لوزارة الدفاع وتحويل الرواتب؛ كون قواته تمر بأزمة مالية كبيرة".
وأضافت
في تصريحات لـ"عربي21": "حفتر لن يرضى بتوحيد المؤسسة العسكرية إلا
إذا كان هو رئيسا لها، وتوحيد الجيش يحتاج إلى خطوات عديدة منها النظر في الرتب العسكرية
والنظر في قادة الكتائب الصغار، ومنهم أبناء حفتر وصهره، الذين يتقدمون من هم أكبر منهم
سنا ورتبة عسكرية".
"إخراج
المرتزقة"
المحلل
السياسي الليبي السنوسي إسماعيل الشريف، رأى من جانبه أن "لقاءات الحداد والناظوري
تصب في اتجاه توحيد الرؤى حول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، التي تشمل خروج المرتزقة
والبدء فعليا في توحيد هياكل الجيش بجميع مستوياتها".
وبخصوص
المرتبات أو أهداف أخرى للقاءات قال السنوسي لـ"عربي21": "بالتأكيد
سيسهم الاجتماع الأخير في حلحلة أزمة مرتبات العسكريين في الشرق، فبرغم أن هذا الموضوع
له أبعاد سياسية من حيث استخدامه في المناكفات بين الحكومة والعسكريين في المناطق خارج
سيطرتها في الشرق والجنوب، إلا أن الطبيعة الفنية المالية البحتة لأزمة التأخير في
دفع المرتبات المستحقة لعسكريي الشرق والجنوب، هي التي تطغى على النقاش الحاصل لحلحلة
هذه الأزمة، بما يحقق مصالح العائلات الليبية التي تعتمد غالبيتها في معيشتها على المرتبات".
"عودة
القطراني"
الكاتب
والمحلل السياسي الليبي فرج فركاش قال؛ إنه "نظرا للمعطيات الحالية وما توارد عن
خلاف حول دفع مرتبات أفراد قوات القيادة العامة، ربما يأتي هذا اللقاء في إطار إيجاد
حلول مناسبة لتسوية هذا الموضوع وبطرق قانونية وودية".
وأضاف:
"ويبدو أن الموضوع له علاقة بعودة نائب رئيس الحكومة حسين القطراني لطرابلس، وتأكيده أن هناك بعض الخلاقات التي قد سويت وبعضها تحتاج لتسوية، وعموما هذه اللقاءات
واستمرارها ضرورية إلى حين الوصول لتصور نهائي لهيكلية عسكرية موحدة تضمن عدم تغول
طرف على آخر، وإيجاد حلول واقعية تستوعب من خلالها الكتائب والمجموعات المسلحة المنتشرة
في عموم ليبيا وتحت قيادة عسكرية موحدة تمتثل للسلطة المدنية"، كما بيّن لـ"عربي21".