التوائم الروسية غير القطط السيامية.. التوائم الروسية هررة أليفة لدى المحتلين، نمور جارحة على شعوبهم، أذلّة على الروس، أعزّة على رعاياهم.
أمست
سوريا وكازاخستان حديقتان روسيتان خلفيتان، فقد جرى احتلالهما احتلالاً مباشراً.
روسيا دولة عظمى سابقة وما تزال عظيمة في سلاحها وعرضها، وكانت قطباً اشتراكياً، وقد تحولت إلى الهجوم والغزو بعد أن غيرت عقيدتها من الاشتراكية إلى التبشير بالمذهب الأرثوذكسي، لكنها بقيت على عقيدتها الإمبراطورية، وكانت أسداً يوماً، ولا يخلو عرينها من العظام. ورأينا مشهد الطائرات الروسية وهي تهب لنجدة بستاني حديقتها الخلفية
كازاخستان؛ الرئيس الكازاخي قاسم جومرد توكاييف. ذكرت الأخبار أن روسيا استنفرت 75 طائرة لنجدة بستاني الحديقة.
تذكّر الرئيسان الروسي والكازاخي "معاهدة الأمن الجماعي" في دفاتر الديون والعهود والغدر والوفاء، وهي تحالف عسكري حكومي دولي، تعود أصوله إلى القوات السوفييتية المسلحة في 15 أيار/ مايو 1992، والدول المتحالفة هي: كازاخستان، وروسيا، وأرمينيا، وقرغيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان. انسحبت دول من المعاهدة، وعاد بعضها إليها، واستقر العدد على ست دول. تهمة الإرهاب جاهزة للثائرين، فثمة صكوك غفران ولوائح تجريم جاهزة لدى الدول.
أمست سوريا وكازاخستان حديقتان روسيتان خلفيتان، فقد جرى احتلالهما احتلالاً مباشراً. روسيا دولة عظمى سابقة وما تزال عظيمة في سلاحها وعرضها، وكانت قطباً اشتراكياً، وقد تحولت إلى الهجوم والغزو بعد أن غيرت عقيدتها من الاشتراكية إلى التبشير بالمذهب الأرثوذكسي، لكنها بقيت على عقيدتها الإمبراطورية
زعم رئيس كازاخستان أن الإرهابيين تلقّوا أوامر من الخارج.. تُهم الرؤساء لا تحتاج إلى أدلة وبراهين. زعم أيضاً أنهم يتدربون في الخارج، من غير صور ووثائق، ولو كانت مختلقة كما في صور إعلام النظام السوري، ولم يكن الخارج هو الذي رفع أسعار الغاز. وكان رفع أسعار الغاز هو سبب اندلاع المواجهات بين النظام والشعب الذي ثار فحرق أبنية رسمية، وحطم أنصاباً للرئيس السابق، وُضعت حبال وأرسان في عنق نصب الرئيس وجُرَّ جرَّ البهائم إلى المسلخ، ثم انتثر قطعا معدنية وأشلاء.
وقد رفعت أسعار الغاز في سوريا ومصر مرات، ولم يثر أحد، والسبب أنَّ الشعوب بأشرافها ورؤسائها، وهم في السجون. القاعدة في العلوم السياسية التي قالها أبو الأسود الدؤلي شعراً هي: "لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم".
ويصير الأمر أشدُّ من حبس الرؤساء والقادة: وَلا سَراةَ إِذا جاهلهم سادوا.
وهي حالنا وكررت الأخبار قولها؛ أنّ كازاخستان حديقة خلفية لروسيا، فالدول العظمى تحتاج إلى حدائق خلفية وأمامية وشمالية وعلى اليمين، القساوسة والشيوخ يمنحون الملوك حدائق في الجنة أيضا. وكانت سوريا بعيدة عن روسيا، فلا حدود بينهما، فما جعلها حديقة خلفية لها سوى حاجة الدول الإمبراطورية إلى منتجعات بعيدة ومياه دافئة.
الإرهابيون إسلاميون عادة، وشعب كازاخستان مسلم، وكان السوفييت قد عمدوا إلى توطين كثير من الروس في شمال كازاخستان، فالتوطين أفضل الوسائل للاحتلال، حتى بلغ عدد المستوطنين الروس ثلث السكان، وغيروا العاصمة من "الما آتا" إلى "نور سلطان"، وبدّلوا اسمها أيضاً، فجعلوا العاصمة أقرب إلى روسيا تخوماً من الصين، تحرزاً من احتلال الصين لها. موقع العاصمة يجب أن يكون حصيناً، ويفضّل أن يكون في وسط البلاد.
كازاخستان حديقة خلفية لروسيا، فالدول العظمى تحتاج إلى حدائق خلفية وأمامية وشمالية وعلى اليمين، القساوسة والشيوخ يمنحون الملوك حدائق في الجنة أيضا. وكانت سوريا بعيدة عن روسيا، فلا حدود بينهما، فما جعلها حديقة خلفية لها سوى حاجة الدول الإمبراطورية إلى منتجعات بعيدة ومياه دافئة
اتُهم المتظاهرون الغاضبون من رفع سعر الغاز في بلاد ثروتها الكبرى هي الغاز بالإرهاب، والغاز ما أشعل النار في البلاد، فهي بلاد تُحكم بالحديد والغاز. ولم يصدر أي فيديو لجماعات إسلامية ترفع علماً أسود كتبت عليه شعارات داعش، لم تقطع رؤوس، لم تفجر جماعات إسلامية الأضرحة كما في سوريا التي تغيرت أهداف حزبها الحاكم الاشتراكي من ثلاثة أهداف هي: الوحدة والحرية والاشتراكية، إلى أربعة؛ أضيف إليها هدف رابع: الأضرحة، وقد يستدرك هذا الأمر لاحقاً. حجب المعلومات وتضليل الناس أول عمل يقوم به النظام عادة.
إن كان من ضريح خشي عليه رئيس كازاخستان الحالي قاسم جومرد توكاييف، الذي عينه رئيس كازاخستان السابق نور سلطان نزار باييف، فهو تمثال الرئيس السابق، والأنصاب نافعة مثل فزاعات العصافير في الحدائق. وقد كسب الرئيس الكازاخي قاسم جومرد توكاييف نقطتين في المباراة حتى الآن: الأولى؛ تخلص من استبداد معلمه السابق به وتحرر منه، وكان يحكم من وراء الستار، والثانية؛ تخلص من المعارضة، فزُجّ بنحو أربعة آلاف معارض منهم في السجون. يستطيع الرئيس قاسم جومرد أن ينصب لنفسه نصباً.. الأنصاب المصنوعة من خلائط معدنية مقاومة لعوامل المطر والرياح آلات لقياس معدل الاستعباد لدى الشعوب.
أما النقطة التي خسرها، فهي أنه اتخذ الضرغام الروسي بازا لصيده:
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
الرؤساء يحرّمون الخيانة على شعوبهم ويحللونها لأنفسهم، فخيانةً أن يجتمع ثلاثة من الرعية للتداول في شؤون البلاد سياسة أو اقتصادا، يقتطع الرئيس للمحتل المنقذ أرضاً من البلاد كما فعل الرئيس السوري جزاء له على الانقاذ، فأجّر ميناء طرطوس نصف قرن للروس. الأسد وقاسم توكاييف يتشابهان في هذه الفضيلة.
هناك وجوه شبه ووجوه اختلاف بين الرئيس السوري والرئيس الكازاخي، منها أنَّ الرئيس الكازاخي العجوز الجمهوري نور سلطان نزار باييف، الذي حكم مدة تقارب مدة حكم حافظ الأسد، لم تبلغ به القحة أن ينصّب ولده أو أحد أقربائه رئيساً، بينما تجرأ حافظ الأسد الجمهوري على تولية ابنه وريثا جمهوريا
كان الأسد قد اتخذ ضراغم كثيرة لصيد شعبه، وحاله أسوأ من حال الرئيس الكازاخي، أولهم الضرغام الفارسي الذي نزع به الحنين إلى إمبراطورتيه القديمة، ثم اضطر إلى الضرغام الروسي، الذي نزعه حنين إلى إمبراطورتيه القديمة أيضاً، فلم يكن لإيران حق الفيتو الذي للروس، ولأنَّ الثورة السورية كانت شديدة احتاج البستاني السوري إلى مؤازرة إمبراطوريتين لدحر الشعب السوري. لقد استعان حاكم عاصمة الأمويين بالإمبراطوريتين الفارسية والرومية اللتين دحرهما الأمويون لطحن عظام الشعب السوري ولحمه.
هناك وجوه شبه ووجوه اختلاف بين الرئيس السوري والرئيس الكازاخي، منها أنَّ الرئيس الكازاخي العجوز الجمهوري نور سلطان نزار باييف، الذي حكم مدة تقارب مدة حكم حافظ الأسد، لم تبلغ به القحة أن ينصّب ولده أو أحد أقربائه رئيساً، بينما تجرأ حافظ الأسد الجمهوري على تولية ابنه وريثا جمهوريا. اختلاف ثان: لم يبلغ عدد ضحايا نور سلطان ضحايا الرئيس السوري وابنه؛ اللذين جعلا نصف الشعب نازحاً والنصف الباقي جائعاً. ضحايا نور سلطان يمكن عدهم على أصابع الأيدي.
نسينا أنهما من دين واحد: هما علمانيان. وهناك حدائق أخرى مثل جورجيا وتركمانستان وأذربيجان وبستانيون.
من الصعب توقع مقاومة مسلحة في كازاخستان على الغرار الأفغاني، بسبب عوامل عدة؛ مثل طبيعة الأرض الكازاخية السهلية، والإخصاء السياسي الطويل، والدين الذي تعرض إلى سلخ بسكاكين
الاحتلال السوفييتي مع أنّ الكازاخيين هم أحفاد المغول الذين اجتاحوا العالم ذات يوم.
تفاءلوا بالخير تجدوه.
twitter.com/OmarImaromar