صحافة دولية

NYT: كيف تسبب ديوكوفيتش في انتقاد رئيس وزراء أستراليا؟

الصحيفة شككت في أن إلغاء تأشيرة ديوكوفيتش كان تحركا سياسيا ناجحا- أرشيف

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إلغاء تأشيرة الدخول إلى أستراليا للاعب التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش، بسبب عدم حصوله على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، "بدا وكأنه تحرك سياسي ناجح".

واستعرضت الصحيفة في مقال لرئيس مكتبها في سيدني، داميان كيف، ترجمته "عربي21"، طريقة تعامل السلطات الأسترالية مع قضية اللاعب الصربي، الذي تم منعه من دخول البلاد من قبل رئيس الوزراء سكوت موريسون، على الرغم من وصوله مع إعفاء طبي من تفويض التطعيم في البلاد للزوار الدوليين.

ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء عاد إلى تكتيك تم اختباره جيدا، وهو "إثارة دعم الناخبين من خلال استخدام الإجراءات الصارمة على الحدود".. لكن باستعادة لاعب التنس ديوكوفيتش لتأشيرة الدخول بعد جلسة استماع قاسية أمام قاضٍ فيدرالي يوم الاثنين، فقد بدأ حرص موريسون على تصويره على أنه منتهك متعجرف لمثل أستراليا المتعلقة بالمساواة يبدو وكأنه كان خطأ لم يكن مضطرا لارتكابه.

وأشارت إلى أن قضية ديوكوفيتش، جعلت رئيس الوزراء الآن يواجه خيارا صعبا، إما الإصرار على موقفه، أو الانسحاب والسماح للاعب التنس بمحاولة الفوز بلقبه العاشر في بطولة أستراليا المفتوحة، التي تبدأ يوم الاثنين.

ولفتت إلى أن القانون الأسترالي يسمح لوزير الهجرة بترحيل ديوكوفيتش أو أي حامل تأشيرات آخر بسبب أصغر الانتهاكات: خطر طفيف على الصحة العامة، أو بيان غير صحيح على استمارة الهجرة أو خلل ملحوظ في الشخصية.

ورأت "نيويورك تايمز" أن "السماح لديوكوفيتش بالبقاء في البلاد لا يعني فقط قبول هزيمة قانونية لرئيس الوزراء؛ بل إن هذا يعني أيضا تحدي ماضيه وتوجهاته السياسية".

 

اقرأ أيضا: WP: يجب منع لاعب التنس ديوكوفيتش من بطولة أستراليا المفتوحة

وسلطت الصحيفة الضوء على قيام موريسون في أثناء شغل منصب وزير الهجرة في عامي 2013 و2014، بحملة قادها الجيش تسمى عملية الحدود السيادية، والتي اتبعت نهج عدم التسامح مطلقا مع أي طالب لجوء يحاول الوصول إلى شواطئ أستراليا عن طريق القوارب.

وتم إرجاع الآلاف أو اعتقالهم، حتى مع استنكار نشطاء حقوق الإنسان لما وصفوه بأنه نهج غير إنساني في التعامل مع الهجرة، ولا يزال العديد من هؤلاء اللاجئين محتجزين في أستراليا في مراكز احتجاز في الخارج، وفق "نيويورك تايمز".

وقالت إيلين بيرسون، مديرة "هيومن رايتس ووتش" في أستراليا، إن "ديوكوفيتش قد سلط بطريق الصدفة ضوءا مطلوبا بشدة على نظام أستراليا القاسي واللاإنساني للاحتجاز الإلزامي".

وأضافت: "ربما جعل العالم والأستراليين العاديين يتساءلون عن ميل أستراليا للاحتجاز أولا وطرح الأسئلة لاحقا".

وبينت الصحيفة أن هذا هو بالضبط الميل الذي أكدته جلسة يوم الاثنين بشأن ديوكوفيتش، حيث قرر القاضي أن اللاعب الرياضي اعتقد أنه فعل كل ما في وسعه للامتثال للقواعد، كما أنه اتهم المسؤولين الحكوميين بعدم التصرف بشكل عادل ومعقول.

ونبهت إلى أن قضية ديوكوفيتش، قد تغير آراء الناخبين بشأن موريسون، إذ قد يعتمد الناخبون على الاتجاه الذي ستذهب فيه القضية بعد ذلك.

وقال شون كيلي، المستشار السابق لحزب العمال ومؤلف سيرة موريسون الجديدة، "اللعبة"، إن رئيس الوزراء كان معتادا على المبالغة في تصوير الأمور التافهة وسلبيا مع تحديات أكبر.

وقدمت حكومة موريسون رسائل متباينة إلى مؤسسة تنس أستراليا حول ما إذا كان يجب التعامل مع إعفاءات التطعيم على مستوى الولاية أو المستوى الفيدرالي، ويبدو أن ديوكوفيتش قد فعل ما في وسعه، باستثناء التطعيم، لمتابعة ذلك.