تزعم أوساط سياسية إسرائيلية أن لقاءات الملك الأردني عبد الله الثاني مع كبار المسؤولين في القيادة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، عملت على تحسين موقع الملك في المنطقة.
والتقى الملك برئيس الوزراء نفتالي بينيت، مرورا بوزير الخارجية يائير لابيد، وانتهاء بوزير الحرب بيني غانتس، بمن فيهم رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس.
في الوقت ذاته، تفترض المحافل الدبلوماسية أن الانفتاح الأردني على تل أبيب، أدخل المملكة عهدا جديدا من دورها في المنطقة، تمهيدا لاستعادة مكانتها المؤثرة في العديد من المجالات.
دانا بن شمعون الخبيرة الإسرائيلية في شؤون الشرق الأوسط، ذكرت في مقالها بموقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "استفادة الأردن من علاقاته بإسرائيل تحققت عمليا قبل أكثر من شهر بقليل، بموجب اتفاقية ثلاثية بين عمان وتل أبيب وأبو ظبي، تم من خلالها بناء محطة إسرائيلية لتحلية المياه مخصصة للأردن، مقابل الكهرباء التي سيولدها الأخير لإسرائيل من خلال بناء محطة للطاقة الشمسية في صحراء المملكة".
وأضافت أن "هذا التعاون التاريخي والعلني بين إسرائيل والأردن أثار غضبًا شعبيًا في المملكة، ورغم الجفاف الشديد الذي ضرب المملكة، فقد اعتُبرت الخطوة علامة على التطبيع مع إسرائيل، وتسببت باندلاع موجة من احتجاجات الرأي العام الأردني، واستغلها نشطاء المعارضة لمهاجمة النظام الملكي، حيث أظهر الملك عبد الله اهتمامه بالأمر، خشية أن تهدد تقويض حكمه، إلى جانب ما شهدته المملكة قبل أشهر من حديث عن مؤامرة خارجية تستهدفه".
بجانب التطورات "الإيجابية" المتلاحقة بين الأردن وإسرائيل، فقد استمرت العلاقات البينية على الصعيد الأمني، بعد أن اشتدت التوترات بينهما في السنوات الأخيرة إثر سلسلة من الأحداث التي بلغت ذروتها في سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإعلانه عن صفقة القرن، حيث خشي الأردن أن الأمريكيين والإسرائيليين "يخططون" لإعادة "الخيار الأردني" إلى جدول الأعمال، أو ما يسمى بخطة "الوطن البديل"، بأن يكون الأردن هو وطن الفلسطينيين، مما يعتبر خطرا وجوديا على المملكة، وهو أكبر كابوس يتخيله الملك.
اقرأ أيضا: صحفي إسرائيلي: هذه المواضيع تصدرت لقاء غانتس بملك الأردن
في الوقت ذاته، فإن العلاقات الشخصية والودية التي تشكلت بين عبد الله الثاني وغانتس، لأن الأخير يدعم الحل السياسي المتمثل بفكرة الدولتين، ويعتبر أن موضوع "الوطن البديل" غير وارد، ورغم أن رئيس الوزراء بينيت يتبنى فكرة إسرائيل الكبرى، وينفي وجود دولة فلسطينية في الضفة الغربية، ويعارض تجديد العملية السياسية، لكن الأردنيين يفهمون أن هناك مكابح وعوامل تقييدية من شأنها أن تمنع إسرائيل في ظل إدارة بايدن عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية، مما قد يزعزع استقرار المنطقة، ويؤثر سلبًا على ما يحدث مع جارتها الشرقية، وهي المملكة.
تزعم الأوساط السياسية الإسرائيلية أن حصيلة مباحثاتها مع الأردنيين تشير إلى آخر ما يريد الملك رؤيته هو انتشار القوات الفلسطينية على طول الحدود المشتركة مع الضفة الغربية، حيث تشترك إسرائيل في نفس المصلحة بالضبط، وهناك عامل مقيد آخر وهو التكوين الحساس والهش للتحالف الحاكم في إسرائيل، والأردنيون يدركون ذلك أيضًا، ويبدو أنهم يتعلمون السياسة الإسرائيلية ببطء، وبدأوا بإقامة روابط لم نشهدها من قبل، فإضافة للاتصال المتجدد مع بينيت، هناك محاولات أردنية لبناء علاقات مع قادة التحالف الآخرين، خاصة منصور عباس الذي استضافه الملك، تحضيرا لإعداد بدائل "اليوم التالي".
الخلاصة الإسرائيلية بحسب المقال، أن الأردن يحاول بهذه الآونة من خلال عودة العلاقات الدافئة مع إسرائيل يسعى لتعويض "السنوات السيئة" التي ضعفت خلالها مكانته في المنطقة، خاصة خلال حقبة ترامب-نتنياهو، مما جعل من نتائج الانتخابات في أمريكا وإسرائيل تساهم بعودته للشرق الأوسط، والساحة الإقليمية والشرعية الدولية، حيث يقوم القادة الإسرائيليون بـ"الحجيج" لقصر الملك، واحدًا تلو الآخر، وكأن صفقة ترامب باتت خارج الطاولة، وإدارة بايدن أكثر انخراطًا فيما يحدث في المملكة، واهتمامًا باحتياجاتها.
الاحتلال ضرب عشرات الأهداف في سوريا عام 2021
تقدير إسرائيلي: الهجمات الفلسطينية تعرضنا لخطر وجودي
وزير أمن الاحتلال: اليهود يهددون حياتي