وجهت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، انتقادات حادة للسلطات في تونس، بسبب اعتداء الأمن على الصحفيين من ضمنهم مراسلها.
وقالت إنها "تدين بأشد العبارات الاعتداء بالعنف الشديد على مراسلها في تونس ماثيو غالتيي، رغم تعريفه بنفسه بالعربية وبالفرنسية، وإغراقه بوابل من اللطمات والركلات في كل الجهات وبالغازات على وجهه".
ونددت بافتكاك هاتفه الجوال وسرقة بطاقة الذاكرة التي تحتوي الصور والفيديوهات التي التقطها واقتياده إلى مركز الشرطة من طرف أعوان الأمن، في أثناء أدائه لمهامه في تغطية مظاهرات سلمية لإحياء الذكرى الحادية عشر لفرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وللاحتجاج على المنحى الفرداني الذي اتخذه الرئيس قيس سعيد وإجراءاته الاستثنائية.
اقرأ أيضا: "عربي21" توثق قمع الأمن لمتظاهرين ضد سعيّد (شاهد)
وبحسب تقرير الصحيفة، فإنه تم نقل الصحفي الفرنسي إلى المشفى حيث عاين الأطباء آثار الاعتداءات، وجرحا بعشرة سنتيمترات على الجبين، وآثار عنف زرقاء في اليد اليُمنى، وآلاما في الظهر وفي الصدر والبطن، وانتفاخا في القدم اليسرى.
وقالت إنه تم اعتقال صحفي آخر، بحسب الصحفية الإيطالية ناتاليا رومان، رئيسة نادي مراسلي الصحافة الأجنبية في شمال أفريقيا، التي وثَّقت كل الاعتداءات على الصحفيين بالتنسيق مع النقابة الوطنية للصحفيين.
وينتظر أن تنشر النقابة الوطنية للصحفيّين تقريرها عن منظوريها، الّذين وثقت الاعتداءات عليهم في أثناء أدائهم لرسالتهم الإعلامية المقدسة، بحسب الصحيفة.
ولم يصدر بعد أي بيان من النقابة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا تعد المرة الأولى التي يتعرض فيها مراسلها ذاته إلى الاعتداء من السلطات الأمنية في تونس.
وسبق أن تسبب الاعتداء عليه في احتجاج رسمي للخارجية الفرنسية.
وعبرت الصحيفة عن مخاوفها من أن يكون الاعتداء على مراسلها قد يكون متعمدا من جهة داخل الأجهزة الأمنيَّة، قصدت مع الإضمار والترصد استهداف الصحفي الفرنسي، وهو ما سيكون مطلوبا من القضاء تحديده بدقة وتحديد المسؤوليات ووضع الجزاء المقابل لعقابه لردع الجريمة، وفق تعبيرها.
اقرأ أيضا: مواجهات واعتقالات في تظاهرات لإحياء ذكرى الثورة بتونس
وأعلنت الصحيفة أنها قامت بإيداع احتجاج رسمي لدى سفير تونس في باريس محمَّد كريم الجمُّوسي، مبرزة أنَّ حالة الاستثناء الَّتي أعلنها الرَّئيس قيس سعيد لا تبرر بأية حال من الأحوال تهديد حرية الصحافة، داعية السفير إلى إعادة الوثائق الفوتوغرافية للصحفي حالا، وإلى وفتح تحقيق لتحديد هويَّة المعتدين ومقاضاتهم.
ولم تصدر أي جهة رسمية تونسية أي تعليق أو تكذيب أو نفي أو تأكيد للخبر.
يشار إلى أن مظاهرات ذكرى الثورة في تونس، الجمعة، قوبلت بقمع شديد من الأجهزة الأمنية، التي قامت بالاعتداء على المتظاهرين السلميين واعتقال عدد منهم.
وقامت الأجهزة الأمنية بالاعتداء على الصحفيين في وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية.
تسجيلات مسربة تكشف تفاصيل "هروب" ابن علي (شاهد)
FP: كيف ينبئ خلاف على مكب نفايات عن مستقبل تونس؟
NYT: سعيّد منشغل بتعزيز سلطته ولا وقت له لمعاناة التونسيين