تساءلت صحيفة "التايمز" عن أثر تصريحات دومينك كامينغز، مستشار رئيس الوزراء البريطاني السابق على قيادة بوريس جونسون، مشيرة إلى أنه بات يواجه أزمة حقيقية.
وجاء في تقرير أعده المحرر السياسي أوليفر رايت وكبير المراسلين السياسيين هنري زيفمان، أن أول ظهور لجونسون بعد غياب أسبوع كشف عن الخطورة التي تواجه قيادته.
صحيح أنه جادل ونفى ما قاله مستشاره السابق دومينيك كامينغز بأنه حذر مقدما حول حفلة 10 داونينغ ستريت في 22 أيار/ مايو 2020، وأنها ستكون بمثابة خرق للقيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا.
ورغم أنه تمسك بدفاعه أثناء سؤال رئيس الوزراء في مجلس العموم، الأربعاء، بأنه اعتقد أن الحفلة كانت لقاء عمل، لكن نبرة رئيس الوزراء وسلوكه كانا يقدمان صورة أخرى عن كل الحكاية، فمع أن نصف وجهه كان مغطى بالكمامة، إلا أنه في حالة يأس، بحسب الصحيفة.
وفي المقابلة التي أجرتها شبكة سكاي نيوز معه، ظهر جونسون وهو مرتبك، وكان عاطفيا عندما سئل عن زعيم تنظيم حفلة صاخبة في مقر الحكومة عشية دفن دوق أدنبرة الأمير فيليب، زوج الملكة الذي توفي في العام الماضي.
وقال: "أعتذر بشدة، ونادم بمرارة على حدوث هذا، كل ما أقوله هو تجديد اعتذاري لصاحبة الجلالة وكل البلد على سوء التقدير الذي حدث وأتحمل مسؤوليته".
وأكثر ما يثير قلق جونسون هو ما يجب عمله لإنقاذ قيادته، فالاعتذار المصاغ بعناية، والذي قدمه لمجلس العموم الأسبوع الماضي لم يؤد لتخفيف مشاعر الغضب بين نواب المحافظين، الذين بات مصير جونسون معلقا بأيديهم.
ويرى الكثيرون منهم أن جولة رئيس الوزراء بعد الجلسة في غرفة شرب الشاي بالعموم لم تكن كافية لتخفيف غضبهم، وأنه لم يظهر الندم الكافي.
ومن أكثر الغاضبين هم النواب الذين صوتوا على لائحة المحافظين في انتخابات 2019 الحاسمة والتي سمحت لجونسون بالسيطرة على البرلمان.
وهناك شائعات تتردد بأنهم يعملون على رسالة لسحب الثقة منه، وهم يحتاجون إلى 54 نائبا لعملية التصويت على سحب الثقة من قيادته.
وقال أحد النواب المنتخبين من "الجدار الأحمر" وهي معاقل العمال التي سقطت للمحافظين في انتخابات 2019: "قد نحصل على الرسالة قبل تقارير غري"، وهي الموظفة المدنية المستقلة التي أوكلت لها مهمة التحقيق في خرق قيود الإغلاق داخل مقرات ووزارات الحكومة.
وأضاف: "وإن لم يحصل، فسنحصل عليها بعد ذلك بفترة قصيرة. وهناك الكثيرون الذين ينتظرون، ونريد فقط مبررا للرسالة".
وسواء منحت سو غري المبرر أم لا، فهذا أمر آخر. الأسئلة الرئيسية ستظل قائمة. مثل، كم عدد الحفلات التي عقدت؟ ومن كان يعرف عنها؟ وما هو الفرق بين الحفلة ومناسبة عمل؟ والسؤال الأهم: كم من المسؤولية يتحمل رئيس الوزراء؟
لكن مزاعم كامينغز الأخيرة تعقد من المشكلة. ولو ثبتت صحتها فستكون مضرة بل وقاتلة لرئيس الوزراء، ولكن لا يمكن أخذها على محمل الجد، فهي مدفوعة بدافع الإطاحة بجونسون، فيما لم يخف كامينغر رغبته هذه. وهي في النهاية كلامه مقابل كلام رئيس الوزراء ولن تغير من الأمر.
اقرأ أيضا: رئيس وزراء بريطانيا يرفض الاستقالة بعد فضيحة الحفلات
والشخص الوحيد الذي سيكون له أثر هي غري، حيث حاول الساسة من الحزبين وضعها بمرتبة عالية بل وأسطورية. ولكن عندما سيصل تقريرها فإنه قد يخيب الآمال، وكالعادة في كل التحقيقات، فصلاحياتها محدودة وليس مطلوبا منها إصدار أحكام أو تحديد من قال الحقيقة أو لم يقلها.
ولا تقتضي صلاحياتها البحث في الرسائل الإلكترونية المتبادلة بين العاملين أو رسائلهم عبر واتساب بحثا عن أدلة. وربما لم يقدم تقريرها معلومات ابعد مما هو توفر اليوم، وقد تقدمها كما هي دون بذل جهد للتفريق بين لقاء في حفلة ولقاء للعمل.
ويعرف النواب، بعيدا عن ما ستتوصل إليه غري، أن الناخبين في مناطقهم قد حسموا أمرهم ولا يصدقون جونسون ولا أنه يقول الحقيقة.
وتعلق الصحيفة بأن جونسون سيخرج جريحا وأعرجا من هذه الأزمة ولن يخسر سلطته، فالناخبون يعرفون أن لديه سجلا بالفوز بالانتخابات أكثر من الذين يحاولون أخذ عرشه.
تقرير بريطاني يستعرض دور الأسد وحزب الله في تجارة الكبتاغون
إندبندنت: حان الوقت لتحقيق العدالة للشعب السوري في بريطانيا
الغارديان: كيف يواجه الأمير أندرو "يوم العار"؟