مقابلات

مها عزام: الخوف أكبر عائق أمام ثورة المصريين.. وهذا هو الحل

رئيس المجلس الثوري المصري: لو نزل 3 بالمئة فقط من المصريين للشوارع والميادين ستنهار منظومة الديكتاتورية- عربي21


قادة الجيش خدعوا الجميع وتآمروا من اليوم الأول ضد كل من شارك في ثورة يناير

 
دول إقليمية تدخلت في مصر لإضعافها وإضعاف جيشها بتنفيذ أجندة صهيونية

 
لو نزل 3 بالمئة فقط من المصريين للشوارع والميادين فستنهار منظومة الديكتاتورية

أكدت رئيسة المجلس الثوري المصري مها عزام، أن الشعب المصري رغم مرور 11 عاما على ثورة يناير 2011، قادر على استعادة ثورته، وأنه واع بحقوقه وقادر على التخلص من ديكتاتورية النظام العسكري الحاكم، ولكنه يحتاج فقط لكسر حاجز الخوف بتحرك ثوري جديد.

وقالت عزام في حوار خاص مع "عربي21"، وبمناسبة الذكرى الـ11 لثورة كانون الثاني/ يناير 2011، إنه لو لم تتم المؤامرة من قادة الجيش والدولة العميقة وبعض الدول الإقليمية على ثورة وثوار يناير، لكانت مصر اليوم دولة ديمقراطية، فيها سيادة القانون، واحترام لحقوق الإنسان، وتداول للسلطة.

عزام، خاطبت المصريين: أنتم "شعب يستحق الحرية الكاملة، والعيش الكريم، والعدالة الاجتماعية، وأن يحيا في كرامة تليق بالإنسانية، ولن تنال حقوقك وحريتك إلا بالتحرك ضد هذه المنظومة القمعية الفاسدة".

وخلصت في نهاية حديثها إلى أن الثورة أصبحت ضرورة حتمية للمصريين وأنها الحل الأوحد لإنهاء الديكتاتورية في بلادنا.. وتاليا نص المقابلة:

كيف كانت مصر لتكون لو أنه لم يتم الانقلاب على مكتسبات ثورة يناير قبل 11 عاما؟


لو لم تتم المؤامرة على ثورة 25 يناير 2011، والانقلاب العسكري على أكبر مكتسب للثورة وهو الانتخابات الرئاسية الحرة والنزيهة في 2012، لكانت مصر دولة ديمقراطية، فيها سيادة القانون، واحترام لحقوق الإنسان.. ولخاضت معركة الحرب على الفساد، ولكانت مصر اليوم دولة مستقلة وغير تابعة لأجندة دول إقليمية، ولكافحت لأجل العدالة الاجتماعية لشعبها وتحسين حقوق المصريين وأحوالهم الاقتصادية.. ولكانت هناك شفافية ومحاسبة الآن، فليس لدينا الآن محاسبة أو شفافية، وهناك فقط سرقة لموارد المصريين.

كما أن الثورة لو استمرت لكان أيضا هناك احترام للحكومة المنتخبة شرعيا، ولرأينا تداولا للسلطة بشكل سلمي وقانوني، ولكان هناك احترام للدستور، ولم تكن هناك انتهاكات، ولو وقعت انتهاكات لكان هناك محاسبة. لكن المؤامرة على ثورة يناير دفع ثمنها الشعب المصري كله، والنتيجة أنها انتهكت حقوق الشباب والشيوخ والنساء. فالاعتقالات بعد الانقلاب العسكري تمت بشكل تعسفي وغير قانوني، والآن لدينا فوق الـ100 ألف معتقل بين رجال وشباب ونساء، وكل ذلك نتيجة المؤامرة والانقلاب ضد ثورة 25 يناير.

من الذي دعم مخطط القضاء على مكتسبات الثورة داخليا.. الاختلاف بين الثوار أم الدولة العميقة؟

 
لا شك أن وحدة الثوار من أهم عناصر نجاح أي ثورة، وخداع قادة الجيش للشباب الثوري كان عنصرا خطيرا أدى لإضعاف فرص نجاح الثورة. وحقيقة الأمر أن الجيش كان من اليوم الأول يتآمر ضد الكل، ضد الشباب والأحزاب والحركات الموجودة والكبيرة على الأرض. والعسكر من اليوم الأول للثورة ظهرت نواياه في قيادة انقلاب على أي مشروع ديمقراطي في مصر.

 

والدولة العميقة، كانت وما زالت العنصر الأكبر مع العسكر الذي ساهم في إضعاف ومحاولة إفشال أي تطور في المجتمع المصري. والدولة العميقة، هي سرطان في الجسد، جسد الدولة المصرية والمجتمع المصري.


وتطورت الدولة العميقة في مصر منذ عقود، ولذلك فإن الشعب المصري يحتاج لثورة عميقة تنهي جذور الدولة العميقة، وتقوم بتطهير المؤسسات كاملة من كل عناصر الدولة العميقة.

كما أن الجيش أخطأ في حق نفسه، وحق الشعب المصري عندما تدخل بشكل عنيف من خلال انقلاب عسكري ضد إرادة الشعب. وحقيقة الأمر أنه قام بنفس الدور الذي تعود عليه وهو السيطرة على الدولة والاقتصاد؛ ولكن الأمر امتد لأكثر من ذي قبل بسيطرته على كل المؤسسات والاقتصاد المصري.

الجيش المصري خسر كثيرا من خلال انقلاب 2013، وتدخله بعد الانتخابات الرئاسية الحرة النزيهة أضعفه وأضعف مصر كدولة وأضعف المجتمع المصري. وعلى الجيش المصري أن يسترد مكانته كحام للحدود المصرية، وللمصلحة الوطنية، والأمن القومي المصري، وليس كقامع لحقوق المصريين، والاستحواذ على الاقتصاد.

وما تقييمك للتدخل العربي والإقليمي في مصر بعد ثورة يناير؟

تدخل الدول الإقليمية كان من أخطر الخطوات التي تمت لإضعاف الثورة المصرية، ومساندة الانقلاب العسكري. وهناك دول إقليمية تدخلت ضد مصلحة مصر والشعب المصري، وفي حقيقة الأمر ضد مصلحة المنطقة كلها؛ لأنها كانت تنفذ وما زالت تنفذ أجندة صهيونية للسيطرة على الدول العربية وإضعاف كل الدول ومن أهمها مصر وجيش مصر ومجتمع مصر. والدور الذي قامت به هذه الدول كان لخدمة الأجندة الصهيونية. والشعب المصري خسر لهذا السبب الكثير، والمنطقة بأسرها ما زالت تعاني من نزيف تلك الخسارة.

من جنى على مصر والمصريين خلال 11 عاما من ثورتهم؟


المنظومة العسكرية والنظام الديكتاتوري هما أكبر عدو للشعب المصري والثورة. حقيقة الأمر أن أتباع النظام من الشرطة ومن القضاء ومن الإعلام هم جميعهم من يتآمرون حتى الآن على الشعب المصري وعلى أهداف الثورة من مبادئ سامية (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية). والمؤامرة ضد الشعب المصري مستمرة وهي مؤامرة مبنية على حماية مصالح الأقلية ضد الأغلبية.

هل تتحمل المعارضة بخلافاتها تبعات ضياع 11 عاما من عمر مصر في ظل الحكم العسكري؟

المنظومة العسكرية الدكتاتورية هي المسؤولة عن 11 سنة من الفشل، وهي المسؤولة عن عقود من الفشل. ومصر عانت الكثير من الأنظمة الدكتاتورية وتلك الأنظمة وحدها مع التابعين لها هي المسؤولة عن الفشل. والمعارضة خارج مصر مع كل الخلافات التي يشار إليها بشكل كبير عبر الإعلام الموالي لنظام الانقلاب؛ تريد حتى من خلال أجندات مختلفة تغييرا أفضل لمصر، وحاولت قدر المستطاع أن ترفع شعلة الحرية ومبادئ الثورة حتى الآن. ونحن سنستمر كمجلس ثوري في مقاومة المنظومة العسكرية ومقاومة الفساد حتى تنال مصر حريتها، وتكون دولة ديمقراطية تحترم حقوق كل مواطنيها.

والفشل الذي حدث خلال 10 سنوات مضت هو فشل نتيجة انقلاب عسكري وليس نتيجة لوجود معارضين في الخارج مهما كانت توجهاتهم.

رغم فشل المسيرة الثورية طيلة 11 عاما.. هل ما زلت تؤمنين بأهمية وقيمة الثورة؟

لو أن الشعب المصري يريد حريته وحقوقه فلا بد من تغيير النظام القائم في مصر، ومحاربة الديكتاتورية بكل أشكالها. ومبادئ الثورة ما زالت حية في نفوس المصريين؛ لكن القهر والقمع والفقر ضاغط كبير ضد تحرك الشعب المصري كي ينال حريته.

والمنظومة العسكرية ليست بالقوة التي يتصورها البعض، فهي قائمة على إرهاب الشعب المصري، والطريقة الوحيدة التي يمكن بها للشعب أن يسترد حريته ويستعيد حقوقه ويحسن من وضعه الاقتصادي أن يقوم بتحرك قوي ضد هذه المنظومة التي حكمت مصر منذ عقود فأفقرتها. لذا فإنه لا حل إلا إنهاء الديكتاتورية في بلادنا.

هل ما زال المصريون يحتاجون لانطلاق ثورة جديدة؟

لو أراد المصريون العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية فلا بد أن يقوموا بإنهاء المنظومة الديكتاتورية الآن. ولا يمكن أن ينالوا حريتهم أو حقوقهم من خلال منظومة فاسدة وقمعية، ولذلك فإن التغيير الجذري ضرورة حتى ينال الشعب حريته، وأي إصلاح جذري في مصر يُعتبر ثورة لأننا نغير ونقاوم جذور الفساد المستمر منذ عقود والذي نماه العسكر وأعوانهم. نعم الشعب المصري يحتاج إلى تحرك جماهيري لتحريك مطالبه بتغيير ثوري جذري للوضع الحالي الذي أفقر المصريين وأضعف مصر كدولة.


والشعب المصري لا يحتاج إلى إقناعه بأهمية ذلك فهي مسألة ضرورة، والشعب المصري واع وفاهم ويعرف مدى الفساد الموجود والسرقة وانتهاكات الحقوق. ويعلم أن من حقه أن تُحترم حقوقه، وأن يتعلم أبناؤه جيدا، ومن حقه منظومة صحية على مستوى عال، ويعلم أنه يحتاج لمستوى سكن محترم، ويعلم أن كل حقوقه بكل أشكالها منتهكة. ولكنه فقط يحتاج لكسر حاجز الخوف وأن يتحرك ويعرف أنه يمثل الأغلبية القادرة على إسقاط الأقلية الحاكمة للبلاد.

وما الطريق إلى نجاح تجربة ثورية مصرية جديدة؟


من الضروري أن تعمل القطاعات الثورية جميعها، وأن تنظم نفسها، وأن تتعاون كل القطاعات بكل أشكالها لحظة انطلاق الثورة، ويكون هناك التزام بالسلمية، ويكون هناك توحيد للهدف وهو إسقاط المنظومة الديكتاتورية بأكملها. ولا بد أن ندرك جيدا خطواتنا المقبلة كي لا نُستخدم كلقطة لإعادة النظام القديم بأي شكل، مع العلم بأن نجاح الثورة يعتمد على وحدة الصف والقيادة الصالحة الرشيدة التي لا تريد التعاون مع النظام القديم، والتي تون على استعداد لأن تستكمل الثورة.

والتجهيز للثورة ليس سهلا؛ يحتاج لترتيبات دقيقة من الشعب على الأرض، ومن القطاعات والقيادات الميدانية، وتفاصيل هذا المشروع الهام موجودة لدينا، ولا بد أن تطبق لنجاح الثورة.

وما المعوقات الحالية لأي عمل ثوري محتمل للمصريين وكيف يمكن إزالتها؟


أكبر عقبة أمام ثورة المصريين هي الخوف، من الضروري كسر حاجز الخوف، والترتيب الدقيق بين الهيئات والقطاعات المختلفة. والشعب يمثل الأغلبية، ولو نزل 3 بالمئة من الشعب المصري إلى شوارع وميادين مصر وفي وسطهم قطاعات منظمة فإنه يمكن إسقاط منظومة الديكتاتورية، وبعد ذلك يبدأ العمل على بناء مصر المستقبل.