رأى
باحثون في عدد من مراكز الدراسات الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال مطالبة بالتركيز
على ثلاثة تهديدات رئيسية من حيث خطورتها، وازدياد الاستعداد لمواجهة طهران
وحلفائها في المنطقة، وسط تحذيرات من أن الوضع في الضفة الغربية على وشك الغليان،
وكذلك التهديد الاجتماعي داخل إسرائيل.
وقدم
معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، ما وصفها بـ"وثيقة التقييم
الاستراتيجي السنوية"، والتي تضمنت جملة من التهديدات الأمنية المحيطة بالدولة،
لا سيما إيران التي تواصل السعي وراء "العتبة النووية"، كما أنها مصممة
على بناء وتعزيز الخيارات العسكرية لتهديد إسرائيل على طول حدودها من عدة ساحات،
ومن خلال تشغيل قدراتها في هجوم مضاد من خلال صواريخ وطائرات بدون طيار ونيران
دقيقة.
وكشف
تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أعده المراسل السياسي إيتمار آيخنر،
وترجمته "عربي21" أنه "بعكس التسلسل الهرمي للتهديدات في السنوات
السابقة، حدد باحثو المعهد أنه في عام 2022 هناك ثلاثة تهديدات رئيسية حسب خطورتها، وأن
التحدي الرئيسي هو استجابة إسرائيل المتكاملة لها، حيث تكمن إيران بوصفها أخطر
تهديد خارجي لإسرائيل".
وعلى
الصعيد الفلسطيني، أشارت الصحيفة إلى أن العام المنصرم شهد جولة المواجهة بين
إسرائيل وحماس خلال عملية حارس الأسوار، في حين أن "الوضع الأمني في الضفة
الغربية على وشك الغليان بسبب ضعف السلطة الفلسطينية، وتوحيد الفصائل ومظاهرات
الشوارع ضدها".
وأضافت:
"رغم أن الوضع لا يزال تحت السيطرة بسبب نشاط الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام،
والتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، لكن الأخيرة تضعف، وقد تصبح غير فعالة، أما
الجيل الفلسطيني الشاب فبدأ يتحفز لفكرة "الدولة الواحدة"".
اقرأ أيضا: النقب الفلسطيني.. مخزون ثوري قابل للانفجار بوجه الاحتلال
وعلى
الساحة الدولية، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى تزايد النقد الموجه لإسرائيل
في ضوء إحباط المجتمع الدولي من احتمال تنفيذ حل الدولتين، وخطر اتخاذ إجراءات
قانونية ضد إسرائيل، مع اشتداد تعريفها بـ"دولة الفصل العنصري"، إضافة
للتآكل الجاري في الثقة بالمؤسسات الحكومية، فضلا عن الفجوات القائمة في الاستعداد
لسيناريوهات الحرب متعددة الجبهات، والخسائر المتوقعة، وحوادث العنف بين اليهود
وفلسطينيي48، وهذه الساحة بالذات تمثل تحديا للأمن الإسرائيلي.
واعتبرت
أوساط المعاهد البحثية الإسرائيلية أن عواقب نقاط الضعف الإسرائيلية هذه تقوض
استجابتها لتحديات الأمن القومي الأخرى، لأنه في مواجهة التهديدات الخارجية، تبدو
إسرائيل مطالبة بتحسين جاهزية قوتها العسكرية، وفي الوقت نفسه تنمية واستغلال
القوى الناعمة مثل منجزاتها في التكنولوجيا والعلوم وتحلية مياه البحر والطاقة
والمناخ والصحة، فضلا عن مواجهة العواقب الاقتصادية لوباء كورونا.
وأبدت
الأوساط الإسرائيلية قلقها من التآكل الجاري في الاستعداد الأمريكي للاستثمار في
توسيع وتعميق اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية البراغماتية، الأمر
الذي يعكس مخاطر وتهديدات قائمة، على اعتبار أن أمن إسرائيل يرتبط بصورة وثيقة
بمناعتها الوطنية الداخلية، وقدرتها على التعامل مع أعمق الخلافات الحزبية.
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي يعترف بممارسة المستوطنين "إرهابا منظما"
وقدم
باحثو المعهد الإسرائيلي عشر توصيات لمواجهة التهديدات الأمنية والعسكرية
الخارجية، من أهمها صياغة استراتيجية محدثة وجريئة وشاملة، ومتكيفة مع البيئة
الاستراتيجية والتشغيلية المتغيرة، والاستعداد بالتوازي لمواجهة التحديات الناشئة
من إيران والقضية الفلسطينية والساحة الداخلية الإسرائيلية، وإنشاء آليات تخطيط
وعمل حكومي تكاملية لاستعادة القانون والنظام والحكم في الجيوب غير الخاضعة
للرقابة في إسرائيل، والتعامل مع ظاهرة الجريمة، والحد من التوتر والعداء وعدم
المساواة بين الجماعات في إسرائيل.
ودعا
الباحثون لإبقاء الخيار العسكري لإخراج إيران من القنبلة النووية قائما، ومن
الأفضل التنسيق مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه معالجة جميع مكونات التحدي
الإيراني، مع التركيز على وقف المشروع الصاروخي الدقيق في لبنان، وإحباط جهود
النفوذ الإقليمي، ودفع تحركات البنية التحتية السياسية والاقتصادية لتقوية السلطة
الفلسطينية، وتحسين الظروف المعيشية لسكانها، وبحث شروط الانفصال عنهم، وخيارات
أخرى للمستقبل.
وبالنسبة
للوضع في قطاع غزة، طالب المعهد ببذل الجهود لوضع تدابير منطلقة من روح
"الاقتصاد من أجل الأمن"، مع تسخير مصر والجهود الدولية والعوامل
الإقليمية وجهود السلطة الفلسطينية لتحقيق هذه الفرضية، وتعميق التنسيق مع
الولايات المتحدة لترسيخ الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع، والعلاقات مع الأردن
ومصر، وتخفيف التوترات مع تركيا.
جنرال إسرائيلي يشكو من خسارة الرأي العام العالمي
حديث إسرائيلي عن 4 قضايا فشل الاحتلال في التعامل معها
تقدير إسرائيلي: الهجمات الفلسطينية تعرضنا لخطر وجودي