وصف الناشط السياسي الفلسطيني المصري رامي شعث، ما عاشه في سجنه خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، وأسوأ ما مر به في معتقله، كاشفا عن أنه سيتحدى التخويف الذي لقيه من السلطات المصرية، لينشط في المجال الحقوقي حتى الإفراج عن آخر معتقل رأي في مصر.
وسألته المذيعة: "أخبرني كيف تشعر بأنك بخير، بعد مرور 100 يوم على إطلاق سراحك من سجنك الذي استمر أكثر من 800 يوم؟" ليجيب: "أنا سعيد، وأشعر بالحرية، ولكن ما زلت أحتاج وقتا للتعافي مما مررت به، فقد مرت فترة طويلة من السجن، وأنا ما زلت أتعلم العودة إلى الحياة الطبيعية، فأنا الآن أستطيع استخدام الهاتف وقيادة السيارة، والكثير من الأمور الحياتية الاعتيادية التي كنت أفتقدها لأكثر من 800 يوم عشتها في السجن".
أسوأ ما عاشه
وعند سؤاله حول أسوأ ما عاشه في السجن، قال إن ذلك بدأ منذ أول ثلاثة أيام عاشها معتقلا، قضاها معصوب العينين ومكبلا بالأصفاد طيلة الوقت إلى الحائط، وانتهت أيام بالسجن بالطريقة ذاتها لآخر 3 أيام قبل الإفراج عنه.
وقال: "لمدة عامين ونصف مكثت داخل مساحة 23 مترا، كغرفة معيشة صغيرة فيها من 18 إلى 32 شخصا آخرين من المعتقلين".
اقرأ أيضا: رامي شعث: النظام القمعي المصري يخلق أمة يائسة
وتابع: "كان هذا فقط ما هو متوفر من المساحة القليلة التي يمكن التعبير عنها بشبر تقريبا فقط للحصول على النوم والطعام والحركة اليومية".
وأضاف: "ليس في الغرفة كان سوى بطانية بسيطة ينام عليها وفتحة في الأرض، عوضا عن المرحاض، وحمام ماؤه بارد".
وقال: "كان يتواجد حمام واحد لنا جميعا بمساحة 75 مترا تقريبا، وعلينا جميعا استخدامه، واستعمال الدش ذاته وأكل الطعام وتنظيف الملابس بنفس الوقت جميعا".
وروى أنه "لم يتم توجيه تهم رسمية لي قط، واستجوبت مرة من خلال مكتب المدعي العام لمدة 45 دقيقة للاستجواب مع حراسة شديدة، حيث سألني عن رأيي في ثورة 25 يناير و30 يونيو وقلت له ما علاقة هذا باعتقالي أو بأي أمر آخر؟".
وتابع: "أخبرني المدعي العام بأنني متهم بمساعدة منظمة إرهابية، ونشر أخبار ومعلومات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف زعزعة استقرار البلاد. إنه اتهام مثير للضحك بالنسبة لي؛ لأنني لا أستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، ورد علي بأن هذا ما لدي من اتهامات".
التخويف والتهديد
وقال: "إننا نعيش في خوف في مصر، والناس تخاف من النزول إلى الشارع، آلاف المعتقلين في السجون، فقط بسبب أن رجل شرطة قام بإيقافهم في الشارع وصادر هاتفهم ووجد في حساباتهم على فيسبوك ما يزعجه حتى لو كان مزاحا".
ولفت إلى أن مثل هذه الأسباب كانت كافية لإيداعهم السجن، مضيفا أن "سياسة التخويف لا تزال مستمرة إذا كنت في السجن أو حتى بعد تحررك منه، فبالنسبة لي بعد إطلاق سراحي، قامت السلطات بإرسال تحذيرات لعائلتي إذا أنا تكلمت وكسرت حاجز الصمت، وأصررت على ذلك".
وقال: "التخويف يجب أن يتوقف في البلاد، واستخدام الاتهامات بالإرهاب للناس والاعتقالات التعسفية والسجن لفترات طويلة وتوجيه التهم بسبب ما تحتويه هواتف النشطاء كل ذلك يجب أن ينتهي".
مواصلة العمل
وكشف شعث: "أنا أخطط لمواصلة نشاطي بالفعل، فأنا لا أستطيع النوم وأنا أعلم أن الآلاف من الأشخاص الذين رأيتهم وعشت بينهم كانوا هناك فقط بسبب آرائهم".
وقال: "كثير من المعتقلين السياسيين هناك محامون وأطباء ونشطاء وأعضاء حزبيون، علينا العمل لتكون مصر مكانا أكثر أمانا لشعبها".
وختم بالقول: "سأعمل حتى أصل إلى اليوم الذي أشهد فيه السماح لي بالعودة إلى بلادي".
اقرأ أيضا: أسرة شعث: تم إكراهه على التخلي عن جنسيته المصرية مقابل حريته
"HRW" تهاجم تحركا لإشراك مصر بقيادة هيئة عالمية ضد الإرهاب
أسرة شعث: تم إكراهه على التخلي عن جنسيته المصرية مقابل حريته
السلطات في مصر تخلي سبيل الناشط رامي شعث