نشرت روسيا قرب حدود أوكرانيا المئات من الدبابات والمدافع والصواريخ الباليستية قصيرة المدى من مناطق بعيدة مثل سيبيريا.
وذكرت صحيفة "الغارديان"، أن خطاب موسكو أصبح أكثر عدوانية، وطالب فلاديمير بوتين بضمانات قانونية بأن أوكرانيا لن تنضم أبدا إلى الناتو أو تنشر أنظمة صاروخية، وهي "تنازلات من غير المرجح أن يحصل عليها". فيما لم تؤد التحركات الدبلوماسية لتهدئة التوترات.
وأشارت إلى أن بوتين ليس لديه المزيد من الوقت، ولا يمكن لقواته البقاء بهذا الشكل، وعليه من المحتمل بحلول أواخر الشتاء أن يضطر إلى شن هجوم أو تقليص قواته.
في عام 2014، أرسل بوتين قوات لضم شبه جزيرة القرم، وهي منطقة يتحدث أغلب سكانها اللغة الروسية في أوكرانيا. كما حرضت روسيا على "انتفاضة انفصالية" في لوغانسك ودونيتسك، وأرسلت جنودا وأسلحة لإثارة الصراع الذي تحول إلى حرب.
ووضع اتفاق سلام أبرم عام 2015 خطا فاصلا، ودعا الجانبين إلى تقديم تنازلات. ومنذ ذلك الحين، استمر القتال على مستوى منخفض على طول الجبهة، واتهم الجانبان الآخر بانتهاك الاتفاق، الذي يقول مراقبون إنه على وشك الانهيار.
اقرأ أيضا: خبير تركي يستبعد احتلال روسيا لأوكرانيا.. ما دور "المسيرات"؟
واعتبارا من 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، قدر وجود حوالي 66 كتيبة "تكتيكية" للجيش الروسي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
ونشرت الصحيفة صورا ملتقطة من أقمار اصطناعية، تظهر الأماكن التي تتمركز فيها القوات الروسية، وهي تتوزع على عدة مناطق، ومنها "يلنيا"، وساحة تدريب "بوغونوفو"، وساحة تدريب شرق "كورسك"، و"فولغوغراد"، ومخازن مركبات وقواعد جوية وساحات تدريب في شبه جزيرة القرم.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك وحدات عسكرية منتشرة بشكل دائم بالقرب من الحدود، وتقدر أوكرانيا أن عشرات الآلاف من القوات يتمركزون في المناطق الانفصالية المدعومة من روسيا في دونيتسك ولوغانسك.
وأشارت الغارديان، إلى أنه بداية العام الجديد، نقلت روسيا الدبابات والمدافع وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة إلى بيلاروسيا لإجراء مناورات مشتركة من المقرر إجراؤها في الفترة من 10 إلى 20 شباط/ فبراير، لكن هذا النشر كبير وغير عادي.
اقرأ أيضا: معهد واشنطن: موسكو تطبق خطة "عاصفة الصحراء" بأوكرانيا
وأظهرت خريطة نشرتها المخابرات العسكرية الأوكرانية، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، سيناريو "أسوأ حالة"، وهو عبور القوات الروسية الحدود الأوكرانية من الشرق، والهجوم من شبه جزيرة القرم، وهجوم برمائي على أوديسا في الجنوب، وهجوم من بيلاروسيا في الشمال.
وشن الهجمات من الشرق وعبر القرم يبدو ممكنا بالفعل، لكن الهجوم من بيلاروسيا مرتبط بعامل القوات التي لم تصل بعد إلى المنطقة.
وكان التفكير السائد لدى الأوكران، أن هجوما مركزا من الشرق هو السيناريو الأكثر ترجيحا، وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إنه منذ بداية الشهر زودت موسكو الانفصاليين في شرق أوكرانيا بدبابات إضافية ومدافع وقذائف هاون وأكثر من 7000 طن من الوقود.
وأضافت الصحيفة، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعدون بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة في حال وقع هجوم روسي على أوكرانيا.
ويقول المحللون إنه بدون تحقيق نصر دبلوماسي واضح، فإن أي انسحاب روسي قد يبدو وكأنه هزيمة.
وذكرت الصحيفة أن أي هجوم محتمل في دونباس قد يكون بعد 4 شباط/ فبراير المقبل، حيث من المقرر أن يحضر بوتين افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين ويلتقي نظيره الصيني، كما أنه من المقرر أن تنتهي المناورات العسكرية في بيلاروسيا في 20 شباط/فبراير، وهي اللحظة الأكثر وضوحا للعملية الهجومية.
"هآرتس": من مصلحتنا منع حرب بين روسيا وأوكرانيا.. لماذا؟
كيف تضع روسيا والصين مصير القوة الغربية على المحك؟
صحيفة: بوتين يقامر من أجل استعادة أمجاد روسيا المفقودة