كان يوم الإثنين 31 كانون الثاني (يناير) الماضي تاريخيا بأتم معنى العبارة، لأنه أعلن عن محطة سياسية جديدة في العلاقات الدولية بتصنيف دولة قطر من قبل الولايات المتحدة شريكا استراتيجيا.. وهذه الخطوة كانت متوقعة من قبل المجتمع الدولي وأشادت بها الصحف الأمريكية قبل غيرها مع خبراء الدبلوماسية الأمريكية الذين أجمعوا على أن الرئيس بايدن أقر بالمنزلة الرفيعة التي استحقتها دولة قطر بفضل حكمة أميرها مما بوأ قطر مكانة وسيط الخير والسلام والأمن في المنطقة والعالم والحامية المتحمسة للقانون الدولي واحترام ميثاق منظمة الأمم المتحدة.
جاء قرار الإدارة الأمريكية تتويجا لمسيرة قطرية مباركة جنبت العالم أزمات كانت تهدد بالاندلاع في عديد المناطق من الشرق الأوسط، وأطفأت فتائل كثيرة كانت تشتعل هنا وهناك لتهدد السلام الإقليمي الهش.
يوم الإثنين بحث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر والـرئـيـس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية علاقات التعاون الثنائـي الاستراتيجي الـوطـيـدة بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المـجـالات. كما بحثا خـلال اللقاء الـذي عقد بالبيت الأبيض أبرز المستجدات إقليميا ودوليا وصرح الرئيس الأمريكي في بداية الـلـقـاء فرحــب بالأمـير قائلا: "يـسرني أن يكون بيننا اليوم صديق حقيقي تجمعنا به علاقة رائعـة منذ توليت الرئاسة ومن قبلها.. سمو الشيخ أرحـب بـك فـي البيت الأبيض".
وأشاد الرئيس بـايـدن بشراكة البلدين التي تـمـتـد لـخـمـسـين عــامــا والــتــي تــصــدرت فــي الـعـام المنصرم واجـهـة الكثير مـن المصالح الأمريكية من ضمنها إجــلاء عـشـرات الآلاف مـن الأفــغــان وحفظ الاستقرار في غزة عبر تقديم المساعدات لإنقاذ حياة الفلسطينيين والتعامل مع التهديدات.. وفيما يتعلق بجدول أعمال الأمير والرئيس بـايـدن أكــد الأخير أن الكثير من المسائل تشمل الأمـن في منطقة الخليج والشرق الأوسط واستقرار إمدادات الطاقة العالمية ومـواصـلـة الـعـمـل الـثـنـائـي لـدعـم الـشـعـب الأفـغـانـي وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مـجـمـوعـة الـخـطـوط الـجـويـة الـقـطـريـة مع شركة بوينغ معتبرا أنها واحدة من أكبر الصفقات التي أبرمتها بوينغ على الإطلاق وستخلق عشرات الآلاف من فرص العمل المجزية في الولايات المتحدة.
وعـن دولة قطر قال الرئيس بايدن: "قطر صديق عزيز وشريك موثـوق وقادر وسأبلـغ الـكـونغـرس نـيـتـي بـتـصـنـيـف قـطـر بـكـونـهـا حليفا رئيسيا لـلـولايـات المـتـحـدة مـن خــارج حـلـف الناتو بـمـا يـعـكـس أهـمـيـة عـلاقـاتـنـا"، مؤكدا أن هـذه الخطوة كان يجب أن تتخذ منذ وقـت طـويـل. كما أعـرب عـن شكره لأمـيـر دولة قطر على الـزيـارة والـتـزامه تجاه علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين.
مـن جـانـبـه أعــرب أمـيـر دولة قطر عـن خالص شـكـره للـرئـيـس بـايـدن عـلـى حـفـاوة الـلـقـاء وأن الـعـام 2022 بـالـغ الأهـمـيـة، حيث يـصـادف مــرور خمسين عـامـاً عـلـى إقـامـة الـعـلاقـات الـدبـلـومـاسـيـة بـين دولــة قـطـر والــولايــات المـتـحـدة معربا عن اعتزازه بهذه العلاقات المتينة وبما حققه البلدان منذ تأسيسها حول أمن المنطقة، منوها بما يتوفر عليه البلدان من عوامل قوة بلغت شأوا هاما في عملهما سوياً في أفغانستان.
قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" وجاء ذلك أثناء حديثه في البيت الأبيض مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يجري حاليا أول زيارة لزعيم خليجي إلى واشنطن في عهد بايدن.
وفي هــذا الـصدد عـبـر أمير قطر عـن فـخـره بـالمـسـاعـدة في إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من أفغانستان مشيرا كـذلـك إلــى أنــه يـبحث مــع الــرئــيــس الأمريكي قـضـايـا متعددة تـشـمـل حــقــوق الـشعب الـفـلـسـطـيـنـي وغـيـرهـا مــن قـضـايـا المـنـطـقـة بما يجمع قطر والولايات المـتـحـدة مـن عـلاقـات، كما أكـد على مـواصـلـة العمل سوياً لإيجاد السبل لتحقيق السلام في المنطقة.
كما اهتمت كبرى الصحف الأمريكية (الواشنطن بوست) بزيارة أمير دولة قطر إلى واشنطن وقالت يوم الثلاثاء الماضي: "إن القمة القطرية الأمريكية تعتبر علامة تحول استثنائي في العلاقات وحـظـيـت الزيارة باهتمام واسع في الـصـحـف ووسـائـل الإعـلام الأمريكية الكبرى، حيث تطرقت الصحيفة إلى أهمية الأجندة والقضايا التي تـطـرقـت إلـيـهـا مـحـادثـات أمـيـر دولة قطر في الولايات المتحدة وأكدت في تقريــر نــشــرته أن الـقـمة الـقـطـريــة الأمـريـكية ركــزت عـلـى المـسـاعـدة فـي تعزيز إمـــدادات الـغـاز الـطـبـيـعـي إلــى أوروبـا في حــال تـصـاعـدت أزمــة أوكـرانـيـا إلــى حـرب وقــطــعــت روســيــا تدفقها للقــارة".
ومن جهتها علقت وكالة (بلومبيرغ) على الزيارة فقالت: "قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" وجاء ذلك أثناء حديثه في البيت الأبيض مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يجري حاليا أول زيارة لزعيم خليجي إلى واشنطن في عهد بايدن". وأشاد بايدن بـ"العلاقات القوية" مع قطر مؤكدا أن الدوحة كانت "مركزية للعديد من مصالحنا الحيوية" بما في ذلك مساعدة البعثة الأمريكية في أفغانستان وجهود الإخلاء في أغسطس الماضي وتقديم المساعدات للمحاصرين في قطاع غزة و"الضغط المستمر" على تنظيم الدولة.
وأضاف بايدن أنه سيبلغ الكونغرس بإدراج قطر كـ"حليف رئيسي" من خارج شمال الأطلسي "الناتو"، وهو "ما سيعكس أهمية علاقاتنا". وتابع: "أعتقد أن هذا قد طال انتظاره... قطر صديقة جيدة وشريك موثوق".
لماذا يخشى قادة (إسرائيل) الفراغ؟
هل يعيد الغاز القطري المسال الصلابة للاستراتيجية الأمريكية؟
المسلمون الجدد والكنيسة المصرية