شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، الاثنين، مظاهرات للمطالبة بـ"حكم مدني كامل" وتسليم العسكر للسلطة، ولقيت قمعا من الأجهزة الأمنية لا سيما المتجهة منها للقصر الرئاسي.
ورفع المتظاهرون لافتات: "لن تدوم الأيام الثقال" و"الحرية للمعتقلين، سننتصر ولو بعد حين"، ورددوا هتافات: "السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات" و"يا عسكر ما في حصانة".
وأطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع والمياه العادمة في محاولة لتفريق آلاف المحتجين في الخرطوم، ضد ما أكدوا أنه انقلاب عسكري منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وحاولت قوى الأمن تفريق المتظاهرين على بعد حوالي 500 متر من قصر الرئاسة بوسط العاصمة.
وحمل محتجون أعلام السودان من منطقة باشدار بالديم في طريقهم للقصر الرئاسي (بنحو 5 كيلومترات جنوب) بالخرطوم.
اقرأ أيضا: الأمن السوداني يقمع متظاهرين.. ودعم أوروبي للمبادرة الأممية
ورددوا ذات المطالب التي رفعت خلال الـ100 يوم الماضية، بإسقاط النظام الحالي وتكوين حكومة مدنية كاملة.
وتأتي تظاهرات الاثنين وسط خلافات قوية ضربت قوى الشارع بشأن مواقفها من مبادرة الحوار الأممية.
وتأتي الاحتجاجات المرتقبة تزامنا مع تهديد الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات إضافية ضد الجيش السوداني في حال استمرار العنف في البلاد.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية، مولي في، قالت إن الولايات المتحدة أبلغت القادة العسكريين السودانيين أن واشنطن مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية ضد الجيش إذا استمر العنف ضد المتظاهرين.
وفي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد، هتف عشرات المحتجين: "ارجع ثكناتك يا عسكر.. سلم شركاتك يا عسكر"، وفق بث مباشر للجان مقاومة ود مدني.
وشهدت مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر (شرقا) تظاهر العشرات للمطالبة بالحكم المدني.
والأحد، أعلنت "لجان مقاومة الخرطوم"، عن توجه "مظاهرة 7 فبراير" إلى القصر الرئاسي بالعاصمة للمطالبة بحكم مدني كامل وتضامنا مع المحتجين شمالي البلاد عقب إغلاقهم الطريق القاري الرابط مع مصر.
ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يغلق محتجون الطريق القاري "شريان الشمال" (الرابط بين السودان ومصر)؛ احتجاجا على زيادة أسعار الكهرباء ونقص وارتفاع أسعار سماد "اليوريا" المستخدم في الزراعة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن قبل عزل قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 نيسان/ أبريل 2019.
ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا".
وفي أكثر من مناسبة نفى البرهان قيام الجيش بانقلاب عسكري، وتعهد بتسليم السلطة لحكومة انتقالية.
وقفات احتجاجية بالسودان ودعوات للتوجه للقصر الرئاسي
تفاصيل اجتماع مجلس الأمن حول السودان.. واحتجاجات بالخرطوم