في تطورات ملف مساءلة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عن ما عرف بحفلات أوقات الحظر في بريطانيا، أعلنت شرطة لندن، الجمعة، أنها أرسلت إلى جونسون استمارة أسئلة تتعلق بالحفلات التي نظمت في "داونينغ ستريت"، خلال فترة الإغلاق المتعلق بكوفيد-19.
وقال متحدث باسم الشرطة في بيان: "نستطيع أن نؤكد أن رئيس الوزراء تلقى استبيانا من شرطة لندن. سيرد عليه كما ينبغي".
وكان رئيس الوزراء البريطاني، قد أبدى "أسفه" نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، أمام البرلمان بعد صدور تقرير رسمي حول حفلات دوانينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) انتهكت تدابير الإغلاق العام التي كانت مفروضة لاحتواء كوفيد-19، متعهدا "بإصلاح الأمور".
وأثارت هذه الحفلات صدمة في بريطانيا التي كانت تخضع حينها لقيود صارمة لمكافحة جائحة كوفيد-19، كما أنها أوقعت جونسون في أزمة خطيرة مهددة بقاءه في منصبه، مع تزايد الدعوات إلى استقالته حتى من داخل معسكره المحافظ.
وأقرت كبيرة الموظفين الحكوميين سو غراي، بمحدودية ما يمكنها التصريح به في ما يتعلق بالتقرير الذي أعدته وطال انتظاره، بعدما أطلقت شرطة مدينة لندن تحقيقها الخاص في الفضيحة.
لكن في تقريرها الواقع في 12 صفحة، نددت غراي بـ"الاستهلاك المفرط للكحول" في مناسبات عدة أقيمت في داونينغ ستريت حينما كان عامة الشعب خاضعين لقيود صارمة تحظر إقامة المناسبات الاجتماعية.
وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت سابقا أنها ستضم حفلة حضرها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى التحقيق الذي تجريه بشأن حفلات 10 دوانينغ ستريت، بعدما نشرت صورة لجونسون في الحدث.
اقرأ أيضا: من هو رئيس الوزراء الفعلي؟ تساؤلات عن نفوذ زوجة جونسون بالحكم
وتعود الصورة لمسابقة يفترض أنها أجريت عن بُعد لموظفين حكوميين بمناسبة عيد الميلاد في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2020، وشارك فيها جونسون من مكتبه، لكن الصورة الجديدة التي نشرتها صحيفة ميرور؛ أظهرت أن جونسون لم يكن بمفرده، بل رافقه ثلاثة موظفين، وقد ظهر مرافقوه وهم يرتدون زي سانتا أو زينة ملونة، كما حضرت زجاجات الكحول.
وبعدما تمت مواجهة جونسون بالصورة خلال الجلسة الأسبوعية لاستجواب رئيس الوزراء في البرلمان، أعلنت الشرطة أنها ستضم هذه الحفلة إلى 12 حفلة أخرى أجريت في مقر الحكومة خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا، ويجري التحقيق فيها حاليا من قبل الشرطة.
وكانت الشرطة قد قررت استبعاد هذه الحفلة من تحقيقاتها، قائلة إن صورة أولى نشرت سابقا لا توفر أي دليل على حدوث مخالفة.
ومن المتوقع أن تزيد الأدلة الجديدة من الضغوط على جونسون للاستقالة، لكنه لا يزال يقاوم هذه الضغوط.
ولا يبدو أن تصويتا لحزب المحافظين على سحب الثقة منه سيكون قريبا، وألمح نواب متمردون من الحزب إلى أنهم سينتظرون التقرير النهائي لكبيرة موظفي الحكومة سو غراي بشأن هذه الحفلات قبل طلب التصويت.
تغييرات من أجل البقاء
وكان جونسون قد أجرى الثلاثاء، بعض التعديلات في حكومته، في مسعى لاسترضاء نواب حزبه الذين أغضبتهم سلسلة من الفضائح. لكن لم تشمل التغييرات أيا من المناصب الوزارية الرئيسة.
وكان جونسون قد تعهد بإعادة ضبط إدارته، في مواجهة أكبر أزمة له حتى الآن، والتي أججها الكشف عن إقامة حفلات في مقر رئيس الوزراء ومقر إقامته أثناء سريان قيود الإغلاق العام الصارمة لمكافحة كورونا.
وأصبح مارك سبنسر رئيسا لكتلة المحافظين في البرلمان، بدلا من جيكوب ريس موغ، الذي تم تعيينه وزيرا معنيا بشؤون بريكست وكفاءة الحكومة.
وقال المتحدث باسم جونسون، في وقت سابق، إن رئيس الوزراء أبلغ مجموعة الوزراء الرئيسيين مجددا بالبدء في تقديم سياسات لتحسين الظروف المعيشية.
وعين جونسون عضو البرلمان أندرو غريفيث رئيسا للإدارة السياسية لرئيس الوزراء، وستيفن باركلي مديرا لمكتبه.
وفي الأسابيع الماضي، تعرضت حكومة جونسون لهزة عنيفة مع استقالة خمسة من كبار المستشارين في الحكومة.
اتصال ابن سلمان وجونسون يؤكد على التعاون الأمني المشترك
جونسون يخسر 4 من معاونيه إثر "فضيحة الحفلات"
سلاح الجو البريطاني يعترض طائرات يعتقد أنها روسية