ملفات وتقارير

هل تشهد العاصمة الليبية حربا بسبب أزمة "الدبيبة باشاغا"؟

تشكيلات عسكرية وصلت من مدينة مصراتة إلى طرابلس السبت، لدعم الدبيبة- موقع الحكومة

أثارت التحشيدات العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس الداعمة لحكومة الدبيبة؛ مزيدا من التكهنات والتساؤلات حول إمكانية حدوث صدام بين عسكريي الغرب الليبي بسبب حكومة باشاغا الجديدة.


ووصلت تشكيلات عسكرية من مدينة مصراتة إلى طرابلس السبت، لدعم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بعد تشكيل البرلمان حكومة جديدة برئاسة وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا.


ووصلت أرتال عسكرية مؤلفة من أكثر من 100 مركبة إلى طرابلس، في وقت تشهد فيه العاصمة منذ أيام انتشارا أمنيا مكثفا وتمركزات في مختلف شوارع المدينة بالإضافة إلى مرور أرتال عسكرية مدججة بالأسلحة في شوارعها.


والسؤال: هل تسبب الأزمة بين الدبيبة وباشاغا حربا وصداما مسلحا في غرب البلاد؟ وما تداعيات التحشيدات العسكرية؟


"رفض عسكرة الدولة"


من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بمجلس الدولة محمد الهادي، إن "التحشيدات والأرتال تأتي تباعا للعاصمة لحمايتها ولحماية الشرعية، لذا لن يكون هناك صدام مسلح بين الأطراف، خاصة مع وجود من يسعى لحلحلة الأمور بالطرق السلمية، بينهم الحكماء والأعيان".

 

اقرأ أيضا: حكومة الدبيبة تتمسك بمهامها.. وباشاغا يبدأ مشاوراته

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "القضية هي أن هناك شعورا عاما لدى الليبيين بأن خطوة البرلمان هذه محاولة للتمديد والالتفاف على خارطة الطريق والانقلاب على أهداف الشعب الطامح لإجراء انتخابات حرة، وأعتقد أن باشاغا أعقل من أن يجر مدينته وأهله لحرب لن يكون هو رابحا فيها مهما كانت نتائجها"، بحسب تقديره.


وتابع: "رغم هذه التحشيدات واستقواء كل طرف بمؤيديه إلا أن شعارات الدولة المدنية وأهدافها لم تنته بل سيعود للشعب حرية اتخاذه قراره وما حدث هو قطع الطريق على محاولة عسكرة الدولة".


"حفتر أفسد المشمد"


في حين قال الضابط من الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي، إن "أغلب المجموعات المسلحة والقوى العسكرية التي وصلت إلى العاصمة تتبع لحرس حماية مقرات الدولة وإن الأمر تم بدعم وإسناد من كتائب ثوار مدينة مصراتة ومدينة الزاوية".

 

اقرأ أيضا: ويليامز تلتقي باشاغا والدبيبة.. والأخير يدعو لسلطة منتخبة بليبيا

وأضاف لـ"عربي21": "السبب الرئيس في هذه الأزمة هو رئيس البرلمان ومجموعته التابعة لدولة مصر وما قاموا به من تزوير على الملأ، أما بخصوص وقوع صدام في العاصمة فأستبعد ذلك كون الغرب الليبي يرفض حكم العسكر ويرفض وجود أو دخول حفتر للعاصمة، لكن للأسف لن تكون هناك دولة مدنية بوجود حفتر في المشهد كونه أفسد الأمور كلها".


"تسليم آمن"


المحلل السياسي الداعم لحكومة باشاغا، أحمد الروياتي، قال من جانبه إنه "لن تكون هناك أي حروب ولن يلجأ رئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا لها، ولدينا من الوسائل الأخرى ما سيغنينا عن هذه الحروب ونعد الجميع بانتقال سلمي للسلطة".


وأشار إلى أن "التحشيدات العسكرية هنا وهناك هي للأسف واقع نعيشه ونتعايش معه ولا نستطيع أن نتجاوزه ولكننا نستطيع التعاطي معه والاستفاده منه بما يحقق توازن القوة الرادعة لأي صدام وإن كانت تلوح به، أما الدولة المدنية فهي هدفنا الذي سنصل إليه وننجحه كما فعل رئيس الحكومة الجديد وقتما كان وزيرا للداخلية"، وفق قوله وتصريحاته لـ"عربي21".