لا تترك أذرع الاحتلال التهويدية جانباً من المدينة المحتلة من دون خططٍ تستهدفه، وتسعى إلى تهويده. ولا تترك هذه الأذرع شبراً من المدينة من دون استهداف، إن كان عبر المشاريع الاستيطانية والاستيلاء على منازل المقدسيين، أو من خلال زرع المعالم اليهودية الدخيلة من كُنسٍ ومشاريع تهويدية ضخمة قريبة من المسجد الأقصى، وصولاً إلى الاعتداء المباشر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، ومحاولات السيطرة على المسجد الأقصى.
ويُعد فرض الرواية اليهودية "المكذوبة" على المدينة المحتلة واحداً من أبرز الأهداف الكبرى التي تسعى إليها سلطات الاحتلال، وهو أداتها الأساسية لتحقيق المزيد من السيطرة على المدينة، فلا تكتفي سلطات الاحتلال بهدم المعالم التاريخية في المدينة، بل تعمل على استبدالها بمعالم أخرى لا تمت لتاريخ المدينة وواقعها بصلة. وتنعكس استراتيجية الاحتلال هذه على مجموعة من المسارات التهويدية التي تطال مختلف نواحي المدينة وأرجائها، وهي المسارات الأساسية التي تنعكس على واقع المدينة ومجريات الأحداث وتفاصيل الاعتداءات شبه اليومية على القدس والمقدسيين.
قامت فكرة سيطرة الاحتلال على فلسطين عامة وعلى القدس بشكلٍ خاص، على مبدأي الضمّ والتوسع، فهو يعمل من جهة على السيطرة على أكبر مساحة من الأرض بمختلف الأدوات والقوانين الاحتلالية والاستيطانية، ومن جهة أخرى يسعى إلى طرد أكبر عددٍ من الفلسطينيين، عبر مجموعة من الأدوات المختلفة تبدأ بهدم المنازل ولا تنتهي بطرد المقدسيين من مناطقهم.
قامت فكرة سيطرة الاحتلال على فلسطين عامة وعلى القدس بشكلٍ خاص، على مبدأي الضمّ والتوسع، فهو يعمل من جهة على السيطرة على أكبر مساحة من الأرض بمختلف الأدوات والقوانين الاحتلالية والاستيطانية، ومن جهة أخرى يسعى إلى طرد أكبر عددٍ من الفلسطينيين
وفي سياق تطبيق هذا المسار تُنفذ سلطات الاحتلال مجموعة من السياسات على أرض الواقع من بينها:
تهويد كل ما في المدينة من معالم دينيّة وعمرانيّة وثقافيّة، وضمن هذا المسار تسعى سلطات الاحتلال إلى تثبيت اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وتكثيف الوجود اليهودي داخله، وحماية أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية فيه، في سياق ما بات يُعرف بـ"التأسيس المعنوي للمعبد"
ويتصل هذا المسار بسابقه، خاصة أن الكثير من المعالم اليهودية التي تبنيها أذرع الاحتلال تشكل جزءاً من خططه لتغيير هوية المكان، وخطوة لتغيير الهوية العربية والإسلامية للقدس المحتلة، ومحاولة اختراع هوية يهودية، وما يتصل بهذه الرواية من أساطير دينيّة وتاريخيّة وقانونيّة، واستهداف الطابع العام للمدينة، عبر مجموعة من الأدوات، من بينها:
- استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعرقلة وصول المصلين إلى الأقصى في الأعياد الإسلامية، والتنغيص على احتفالات المسيحيين بعيدي الميلاد والفصح، وما يتصل بهذا الاستهداف من إجراءات منوعة.
- تغيير أسماء الأماكن في المدينة المحتلة، إذ تعمل سلطات الاحتلال على تغيير أسماء الشوارع والأزقة والساحات في المدينة المحتلة، وإطلاق أسماء متصلة بأسطورة "المعبد" وحاخامات يهود بدلاً عنها، في محاولة لإسقاط الرواية الدينيّة اليهوديّة على واقع القدس وتاريخها.
- استهداف مقابر القدس الإسلامية، التي تُشكل جزءاً من هوية المدينة، وتحويل هذه المقابر إلى حدائق توراتية، على غرار ما يجري في المقبرة اليوسفيّة، وإلى مشاريع استيطانية على غرار ما جرى في مقبرة مأمن الله.
- على جانب آخر من استهداف المقابر، تزرع أذرع الاحتلال في أنحاء متفرقة من المدينة المحتلة قبوراً يهوديّة وهمية، لتدعي عبرها أن الوجود اليهودي في المدينة قديمٌ جداً، ولتكون لاحقاً ذريعة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين، وإقامة مشاريع استيطانية.
مسار التهويد الديموغرافي
وهو واحدٌ من المسارات التي تستهدف الفلسطينيين بشكل مباشر، إذ تسعى سلطات الاحتلال إلى زيادة أعداد المستوطنين القاطنين في المدينة، وفي المستوطنات المحيطة بها، في مقابل السعي الدائم إلى تقليل أعداد المقدسيين، واستهداف وجودهم، وضرب مقومات صمودهم. وتستخدم سلطات الاحتلال مجموعة من الأدوات من بينها:
تسعى سلطات الاحتلال إلى زيادة أعداد المستوطنين القاطنين في المدينة، وفي المستوطنات المحيطة بها، في مقابل السعي الدائم إلى تقليل أعداد المقدسيين، واستهداف وجودهم، وضرب مقومات صمودهم
تستهدف سلطات الاحتلال كل القطاعات التي تتصل بحياة المقدسيين وسبل عيشهم، فتعمل على استهداف الهوية الفلسطينية عبر التعليم، وصمود المجتمع الفلسطيني من خلال استهداف المؤسسات الأهلية، وغير ذلك.
- استهداف قطاع التعليم، ومحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس الفلسطينية في المدينة، وإضعاف المدارس الوقفية وتلك التي تدرس المنهاج الفلسطيني.
تستهدف سلطات الاحتلال كل القطاعات التي تتصل بحياة المقدسيين وسبل عيشهم، فتعمل على استهداف الهوية الفلسطينية عبر التعليم، وصمود المجتمع الفلسطيني من خلال استهداف المؤسسات الأهلية، وغير ذلك
اللجنة المركزية ووقف التنسيق الأمني "المقدس"
جبهة وطنية فلسطينية.. بقوة الواقع والمبادرة