نشرت وكالة الأناضول التركية تقريرا، تطرقت فيه، لحياة شاب أردني بعد أن عاش داخل جسده قلبان مختلفان، حيث تحدث عن أشياء غريبة حدثت معه تثبت أن القلب قادر على تخزين الأحاسيس ولا تعنيه لغة القواميس، مهما تعدد حاملوه.
وقالت الوكالة إن القصة بدأت عام 2013، عندما تعرض شاب أردني يدعى محمد خليفة ويبلغ من العمر 31، لاختناق وغيبوبة استمرت 10 ساعات، ليكتشف ضعف عضلة قلبه، قال الأطباء إنه في حاجة ماسة إلى "زرع قلب" جديد، بعدما وصل أداء قلبه إلى 10 بالمئة فقط.
وأكدت الأناضول أن القصة ليست من الخيال، ولا تدعمها الحقائق العلمية، لكن الواقع أثبت أن القلب قادر على تخزين الأحاسيس ولا تعنيه لغة القواميس، فمهما تعدد حاملوه تبقى المواقف والشواهد حاضرة على ما عاشوه ورغبوه.
وتابعت بأن القصة بدأت عندما كان خليفة يعمل موظفا بإحدى الشركات الخاصة في المملكة، وتعرض لحالة اختناق وغيبوبة استمرت 10 ساعات، فأظهر التشخيص الطبي أنه يُعاني من انسداد في الشريان التاجي وتجمع سوائل على الرئة؛ جراء ضعف في عضلة القلب.
وعقب ذلك، أمضى الشاب الأردني عدة أيام تحت العلاج في مستشفى الأمير حمزة بالعاصمة عمان الحكومي، ثم جرى نقله إلى مركز القلب في المدينة الطبية وهو مستشفى عسكري، ومكث هناك 24 يوما.
فيما، خرج خليفة مريضا بالقلب، وبأداء لعضلته لا يزيد على 10 بالمئة، وسط محاذير طبية تدعو إلى الابتعاد عن الجهد والضغوط والأطعمة المالحة، والالتزام بـ 6 أقراص دوائية صباحا ومساء.
اقرأ أيضا: طعن زوجته وأحرقها بماء مغلي في مصر بسبب 300 دولار
وأوضح الشاب الأردني في مقابلة مع وكالة الأناضول، أنه واجه تحدياً كبيراً عام 2014، عندما أراد أن يثبت أنه إنسان طبيعي على الرغم من مرضه، إذ كان يصر على مرافقة أصدقائه في رحلات المسير إلى المناطق الجبلية والأثرية.
وأدى ذلك إلى تدهور في صحته، فعاد إلى المستشفى، وخرج منها بالتحذيرات الطبية السابقة ذاتها، وفي مقدمتها عدم الإجهاد والتعب.
وقال خليفة: "تعقدت نفسيتي وزادت اضطراباتي، وكنت من شدة اليأس أُكثر من التدخين؛ لفقد الأمل بأنني سأحصل على علاج".
وتابع: "نتيجة لذلك، حاول أهلي أن يخرجوني من حالتي النفسية، فالتحقت بدورة تدريسية للتصميم المطبعي والإنتاج التلفزيوني، وبدأت بعدها العمل".
وأوضح أن "الضغط النفسي أدى إلى ارتفاع نسبة السوائل على الرئة، ودخلت في حالة طارئة، وتوقع الأطباء أنني لن أعيش كثيرا، وقالوا إنني في حاجة إلى زراعة قلب".
واستدرك: "بالفعل، طلبوا مني أن أوقع على طلب للحصول على قلب حال توفر متبرع له، لأنهم عرضوا علي تركيب بطارية، ولكنني رفضت ذلك، لأنني قلت إنني لن أعيش كالرجل الآلي".
وذكرت الوكالة أنه مع إشتداد الأزمة لدى الشاب الأردني، قرر في مطلع أيلول/ سبتمبر 2018، أن يغادر بيت ذويه للإقامة عند أحد أصدقائه، ولكنه عاد بعد خمسة أيام.
وقال خليفة عن الحداثة: "لجأت إلى ربي، وبكيت كثيرا وأنا ساجد، ودعوته من شدة ألمي أن يأخذني له أو أن يعالجني، ثم قرأت سورة الملك، وذهبت إلى غرفتي".
وتابع: "بعد ذلك بنصف ساعة، كانت المعجزة؛ إذ ورد اتصال لأبي من طبيبي المعالج والمشرف على حالتي ويُدعى رازي أبو عنزة، ليقول إنه توفر متبرع بالقلب وهو جاهز".
وأوضح: "على الرغم من رفض أمي، فإنني أصريت على الذهاب، وذهبنا فورا وكانت معنوياتي عالية جدا، وأمسكت بأيدي أبي وأمي، وأضحكتهم كثيرا، وأنا أدرك أنهما يبكيان في داخلهما".
فيما استدرك بالقول: "وصل القلب إلى المستشفى عبر موكب، سيارة أمام باص الإسعاف وأخرى من خلفه؛ وذلك لتأمين وصوله بالسرعة الممكنة؛ لأن القلب يتوقف عن النبض بعد 12 ساعة".
اقرأ أيضا: البرق يحصد حياة نحو 2500 هندي سنويا.. معلومات عنه
كما لفت إلى أن "العملية الجراحية استمرت ساعتين ونصف الساعة، وشارك فيها عدد كبير من الأطباء؛ لأنها حدث أردني جديد".
وأردف: "عندما خرجت من العملية، أول ما طلبته هو رؤية أمي وكوبا من الماء، وقد بكيت كثيرا عندما شربت؛ لأنني شعرت أن الماء يدخل إلى جسمي كاملا، بعدما كنت أشربه قبل العملية بصعوبة".
وقال الشاب الأردني: "بقيت في المستشفى 4 أشهر تحت المراقبة، من دون ملامسة أحد، خوفا من التقاط أية فيروسات، لأن مناعتي كانت منخفضة، ومكثت المدة ذاتها في البيت بالإجراءات عينها".
وأضاف : "عرفت المتبرع بعد العملية، وهي معلمة للغة الإنجليزية، توفيت عن عمر 38 سنة، نتيجة مرض دماغي، ولها شقيقة توأم".
وتابع: "لم أكن أشرب القهوة، وبعد العملية صرت أشربها، وطلبت من أبي أن يحضر لي الكشري".
وأشارت الوكالة إلى أن خليفة لم يهتم بتلك التغيرات، لكنه كان مهتما بالتعرف إلى ذوي المتبرعة، مؤكدا أنه شعر بارتياح غير مسبوق فور الوصول إلى مكان سكنهم.
وقال: "عندما دخلت والتقيت بوالدتها، شعرت بلهفة الأم، ولم تكن شقيقتها التوأم قد وصلت ولم تكن تعلم بوجودنا، ولكنها قالت إنها شعرت بوجود شخص قريب منها في البيت".
وعقب تلك الزيارة، تحول خليفة إلى فرد من عائلة المتبرعة، فهو يعيش بقلب ابنتهم رغم اختلاف الجسد، مشددا على أنه ما كان يشعر به ويمر به من مواقف لم يكن مثبت علميا، في إشارة إلى تشاركيته مع مشاعر الفتاة وما كان في قلبها.
كما استشهد الشاب الأردني ببعض ما مر به من دليل على ذلك، مشيرا إلى أنه عانى ذات يوم من حالة ضيق نفسي كبير، فاتصل على إثرها بشقيقة المتبرعة التوأم، لتؤكد له أنها تعاني من ضغط نفسي جراء مشكلة في عملها.
ولفت خليفة إلى تكرار الموقف معه، ولكنه بطريقة عكسية، إذ اتصلت به التوأم لتسأله عن أسباب الضيق الذي كان يمر به، ليتفاجأ من السؤال، لأنه كان يعاني من ذلك بالفعل، فيما لم يكن يتطرق لاسمها بشكل قاطع، احتراما لأهلها ولموقفهم باحتساب الأجر والثواب عند الله؛ لتبرعهم بقلب ابنتهم ومساعدته على الحياة.
وروى الشاب الأردني للأناضول موقفا غريبا مر به، حيث قال إنه خرج ذات يوم مع زوج شقيقته الذي يعمل مديرا للنشاطات، لتنظيم برنامج معين في إحدى المدارس، ليدخل في نوبة بكاء شديدة، وانهيار عام في جسده من دون سبب، ليتبين لاحقاً أن المدرسة التي دخل ليعمل فيها هي مدرسة المتبرعة نفسها.
وقالت الوكالة التركية إن خليفة، الذي عرف جسده قلبين مختلفين، يحاول أن يعيش حياته كإنسان طبيعي، من خلال ممارسة عمله بالتصوير والمونتاج، والسعي في الوقت ذاته إلى المحافظة على أحاسيس ومشاعر من تبرّعت له بقلبها.
الأردن يستورد نصف مليون وردة لعيد الحب.. ونشطاء يعلقون
الثلوج تغطي مناطق واسعة في الأردن وفلسطين (شاهد)
هزة أرضية تضرب مناطق في شمال الأردن وفلسطين (شاهد)