صحافة إسرائيلية

تباين في المواقف الإسرائيلية من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا

تفاقم الأزمة بين أوكرانيا وروسيا يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة وشيكة- جيتي

فيما تسعى دولة الاحتلال للنأي بنفسها عن تبعات الأزمة الناشبة بين روسيا وأوكرانيا، لكن طول أمدها قد يجبر الإسرائيليين على اتخاذ موقف واضح، ينحاز لأي من الطرفين، ما قد يكون له تبعات سلبية على مختلف الأصعدة، سياسيا وعسكريا واقتصاديا.


في الوقت ذاته، فإنه لا يبدو أن دوائر صنع القرار الإسرائيلي على قلب رجل واحد في الموقف من الأزمة المتفاقمة، مع ظهور مواقف إسرائيلية متباينة، بين من يرى ضرورة الانخراط بجانب المنظومة الغربية، والأمريكية تحديدا، ومن يرى أنه لا تجب خسارة كل العلاقات مع روسيا دفعة واحدة.


وزير الشتات نحمان شاي أجاب في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" ردا على سؤال "عن إمكانية أن تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل الانضمام للعقوبات المفروضة على الروس.. بأن إسرائيل ستحاول تجنب الوصول لهذه النقطة، مع أن ولاءنا للولايات المتحدة. ومع ذلك فإن سياستنا لم تتغير، فنحن نحتفظ بقناة للحوار مع الروس والأوكرانيين، لا ندري ما هي العقوبات التي قد تفرض على روسيا، وليس واضحا بعد ما هو الموقف الإسرائيلي في حال فرضها".

 

اقرأ أيضا: "يديعوت": خوف تل أبيب من موسكو منعها من نقل أسلحة لكييف

وأضاف: "سننظر في موقفنا من تطورات الأزمة، ولكن من مصلحتنا ألا تتطور إلى مواجهة عسكرية، نحن نفضل الحل الدبلوماسي للصراع للحفاظ على مصالحنا السياسية والاقتصادية، ما زلنا نحافظ على خط واضح، ولا نتدخل، وأعتقد أننا سنستمر بعدم التدخل، لأنه ليس من الصواب لنا التدخل في مثل هذا الوضع المعقد، فنحن لا نعرف ماذا سيحدث، هناك ألف سيناريو محتمل، نحاول إعداد أنفسنا لأكثرها ترجيحا".


وتبحث الدوائر الإسرائيلية كل أنواع السيناريوهات المتوقعة، بما فيها المتطرفة حقًا، لكن القناعة السائدة في تل أبيب أنها في موقف صعب، صحيح أنها مدينة بالعلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت ذاته ترتبط مع روسيا بعلاقات مصلحية مهمة، خاصة في الشرق الأوسط، ولن تكون تل أبيب مرتاحة إن طلب منها اتخاذ موقف حاسم ضد موسكو، لأن ذلك كفيل بخسارتها لإنجازات عسكرية حققتها تحديدا في جارتها الشمالية سوريا من خلال سماح روسيا لها باستهداف القواعد الإيرانية وشحنات الأسلحة عبر الضربات الجوية المتواصلة بصورة دورية. 


يذكر أن تفاقم الأزمة بين أوكرانيا وروسيا يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة وشيكة، صحيح أنها تتفاخر بعلاقاتها الخاصة معهما، لكنها في مواجهة الأزمة قد يتعين عليها قريبًا أن تقرر ما إذا كان من الأفضل مضايقة بوتين أو بايدن، ما يجعلها تلعب دورًا غريبًا إلى حد ما، وغير سار وغير مريح، رغم أنها على مدى سنوات من الصدمات العديدة التي حدثت بينهما، تمكنت من السير بين السقوط وحماية مصالحها، دون الانجرار لحروب ليست حروبها، ودون مواجهة الخيار غير المرغوب فيه.


وفي أزمات سابقة بين موسكو وكييف، فإن الخط الدبلوماسي الإسرائيلي التزم بالصمت قدر المستطاع، ونقل رسائل محسوبة للغاية، رغم أنها تعلم أن الأزمة ليست بين روسيا وأوكرانيا، بل بين روسيا والولايات المتحدة، وتل أبيب تعلم فوائد الصداقة المرغوبة مع بوتين، لأنها واضحة ومعروفة، أهمها أنه يمنحها حرية التصرف على الأراضي السورية.