تناول مقال صحفي لصحيفة واشنطن بوست، الاعتقاد السائد لدى اليمين السياسي الأمريكي، بأن مواقف الرئيس السابق دونالد ترامب أقوى من الرئيس الحالي جو بايدن، مستدلة ببعض مواقف ترامب تجاه الرئيس الروسي بوتين.
وذكرت الـ"واشنطن
بوست" أن اليمينيين يعتقدون أن السبب الوحيد لغزو فلاديمير
بوتين أوكرانيا هو ضعف الرئيس بايدن، وعدم قدرته على ردعه، بحسب تغريدة لأحد
السياسيين اليمينيين، الذي قال فيها: "أنا مقتنع بأن بوتين سيكون أكثر ترددا
في الغزو لو كان ترامب رئيسا.. بايدن ببساطة لا يثير أي شعور بالقوة أو الخطر على
أعدائنا".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن هذا الاعتقاد يعني نسيان
تصرفات ترامب مع بوتين خلال فترة رئاسته، متسائلة، من يستطيع أن ينسى تملق ترامب
لبوتين في هلسنكي في 2018؟
ذكرت الواشنطن بوست أن
ترامب رفض النتائج التي توصل إليها جهاز الاستخبارات في الولايات المتحدة بشأن
اختراق انتخابات عام 2016، حيث قال: "الرئيس بوتين يقول إنها ليست روسيا.. لا
أرى أي سبب أن تكون هي".
وتابعت بالتساؤل، من
يستطيع أن ينسى استخدام ترامب للمساعدة العسكرية الأمريكية لابتزاز حكومة أوكرانيا
لمساعدته سياسيا؟ وكذلك، مناهضة ترامب لحلف شمال الأطلسي حين تساءل عن الانسحاب من
الحلف، وشكك في ضماناته الأمنية بموجب المادة الـ5، وأمر بسحب 12 ألف جندي من ألمانيا.
وأكدت الصحيفة أن إدارة ترامب اتبعت أحيانا سياسات صارمة
تجاه روسيا بشكل مستقل عن الرئيس، لكن الأمر كان جهد المسؤولين الذين تم الاستغناء
عنهم قبل فترة طويلة من نهاية ولاية ترامب.
وتابعت بأنه بحلول نهاية
فترة رئاسته، كان ترامب محاطا بأشخاص مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي وصف
بوتين مؤخرا بأنه "رجل دولة موهوب للغاية"، و"ذكي جدا"، و"قادر جدا"، وقال: "لدي احترام كبير له".
وأوضحت أن بومبيو مستعد للاعتراف بأن بوتين هو
"المعتدي" والأوكرانيون هم "ضحاياه".
اقرأ أيضا: بايدن:
عقوبات مدمّرة لموسكو.. وعلى بوتين تحمل النتيجة
وأضافت أن مثل هذا اللوم لم يكن جليا في تصريحات ترامب يوم الثلاثاء لمقدم برامج البودكاست اليمينية باك سيكستون، فقد قال ترامب إن اعتداء بوتين على أوكرانيا هو عمل "عبقري"، موضحا أن "بوتين أعلن أن جزءا كبيرا من أوكرانيا دولة مستقلة.. قلت هذا رائع. وما هو مدى ذكاء ذلك؟.. سيدخل لحفظ السلام".
وأردف: "هذه أقوى قوة سلام رأيتها على الإطلاق.. كان عدد دبابات الجيش أكثر مما رأيته في حياتي. سوف يحافظون على السلام على ما يرام.. لا، لكن فكر في الأمر.. هذا رجل ذكي للغاية".
لقد ادعى ترامب أن "هذا لم يكن ليحدث معنا أبدا"، لكن هذه كانت حيلته الخطابية المعتادة لإلقاء اللوم على العدوان الروسي على الرئيس السابق باراك أوباما أو على بايدن بدلا من بوتين.
في الواقع، من الصعب التفكير في كلمة سلبية واحدة قالها ترامب على الإطلاق عن الطاغية الروسي، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.
وهذه هي الطريقة التي يحبها معظم أنصاره المخلصين. صحيح أن العديد من الجمهوريين ينتقدون بايدن لكونه أضعف من اللازم تجاه روسيا. لكن هناك اعتقاد بأن بايدن كان أيضا معاديا جدا لبوتين.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن تاكر كارلسون أصبح المدافع الأمريكي الأول عن بوتين، والمفضل لدى التلفزيون الروسي الحكومي، من خلال قوله باستمرار إن الولايات المتحدة ليس لها مصلحة في العدوان الروسي على أوكرانيا.
وصرح كارلسون: "فلاديمير بوتين لا يريد بلجيكا.. إنه يريد فقط الحفاظ على أمن حدوده الغربية.. لهذا السبب لا يريد أوكرانيا أن تنضم إلى الناتو، وهذا أمر منطقي".
كتبت اليمينية كانديس أوينز في تغريدة على تويتر: "الناتو (تحت إشراف من
الولايات المتحدة) ينتهك الاتفاقات السابقة ويتوسع شرقا.. نحن المخطئون".
بينما قال زميلها تشارلي
كيرك: "يبدو الأمر كما لو أن بوتين يذهب إلى الأماكن التي تريده.. إنه نزاع
عائلي لا ينبغي أن ندخل فيه، هذا أمر مؤكد".
فيما قال مرشح مجلس الشيوخ
عن ولاية أوهايو، جيمز فانس: "لا يهمني حقا ما يحدث لأوكرانيا".
إلى ذلك، رأت ماريا
بارتيرومو من فوكس نيوز بأن "هستيريا" إدارة بايدن بشأن الغزو الروسي
لأوكرانيا قد تكون "حيلة" لصرف الانتباه عن المزاعم الأخيرة بشأن
تجسس هيلاري كلينتون على ترامب.
واختتمت الصحيفة مقالها بمقارنة بين شعور اليمين
الأمريكي بالرضا عن غزو بوتين لأوكرانيا في مقال الهيستيريا التي أصابتهم تجاه
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عندما تم اعتقال متظاهرين مناهضين للقاحات، حيث ادعى كارلوس أن "كندا ألغت الديمقراطية"، بينما تتجاهل التهديد الوجودي
الفعلي للديمقراطية في أوكرانيا.
وخلصت الواشنطن بوست إلى
أن كارلسون يعبر عن الصوت الحقيقي لحركة ترامب أمريكا أولا.
وأوضحت أنه في حال تولى
ترامب الرئاسة في عام 2024، فربما يعتمد على المزيد من المساعدة السياسية من بوتين
من النوع الذي حصل عليه في عام 2016، داعية إلى عدم الاستخفاف بالعقول عند القول
بأن ترامب هو المرشح المتشدد تجاه روسيا، أو أنه يمكن له أن يردع بوتين.
وقالت: "إنه يتعلق
بروسيا أولا أكثر من أمريكا أولا".
TA: دبلوماسية الغرب تفشل أمام عجرفة الروس
"التلغراف": وحل أوكرانيا قد يدفع بوتين لتأجيل غزو البلاد
ذي أتلانتك: بوتين يسعى لدفن الماضي وتشكيل الحاضر