انتهت أعمال المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في إسطنبول، اليوم الأحد، في دورته الثانية، وأصدر بيانا ختاميا، عبر فيه عن آليات عمله وأولوياته.
واستمر المؤتمر تحت عنوان القدس موعدنا" لثلاثة أيام، منذ الجمعة الماضية، وشهد ندوات وفعاليات ونقاشات حول القضية الفلسطينية، ودور فلسطينيي الخارج فيها، ونقل حقائق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وشهد مشاركة أكثر من ألف شخصية فلسطينية من خمسين دولة، وحضورا رسميا تركيا وعربيا.
من جانبه، دعا رئيس المؤتمر الشعبي منير شفيق، الذي أعيد انتخابه للدورة الثانية، إلى "تشكيل جبهة وطنية متحدة من القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية، لتحمل المسؤولية الوطنية".
وقال إن الهدف من تشكيلها "لتكون هذه الجبهة الوطنية خطوة مهمة على طريق توحيد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وحشد قواه الحية في معركة العودة للاجئين الفلسطينيين".
من جهته، أشار القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي، ماجد الزير، إلى أن "المشاركة الواسعة للفلسطينيين في فعاليات المؤتمر تعكس رسالة الشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله ضد الاحتلال".
ولفت إلى أن "انتخابات الأمانة العامة جرت بشكل ديمقراطي، وأخرجت قيادات تعبر عن طموحات ومطالب الشعب الفلسطيني في الخارج".
اقرأ أيضا: فلسطينيو الخارج يعقدون مؤتمرهم الثاني بإسطنبول
وسبق أن أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن مكتب الهيئة العامة والأمانة العامة توافقا على ترشيح واختيار منير شفيق رئيسا جديدا للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.
وضمن فعالياته، أجرى المؤتمر الشعبي انتخاباته الداخلية لاختيار رئيس وأعضاء الهيئة العامة للمؤتمر للدورة القادمة.
وحاز سمعان خوري على رئاسة الهيئة العامة للمؤتمر للخمس السنوات المقبلة.
وجاء في البيان الختامي الذي اطلعت عليه "عربي21"، أن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج عقد مؤتمره العام الثاني في مدينة إسطنبول، في ظل صمود شعبنا وتمسكه بأرضه ومقدساته في الأقصى وحي الشيخ جراح وكل فلسطين، وفي تبعات معركة سيف القدس، التي جاءت ردا على اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته في القدس والأقصى".
وتابع بأن المؤتمر "انعقد في ظل تطورات دولية مهمة، قد تفتح فرصا أفضل للعمل من أجل القضية الفلسطينية".
وأكد على "ثوابت شعبنا وجوهرها تحرير كامل أرض فلسطين، واستعادة القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم وبيوتهم التي أخرجوا منها".
وأفاد بأن المؤتمر "يحيي وحدة الشعب الفلسطيني، التي تجلت في الانتفاضات الشعبية في كل فلسطين، وفي معركة سيف القدس المنتصرة العظيمة، في رمضان المبارك أيار/ مايو 2021، فإنه يرى أنها قد رسمت استراتيجية عليا في مقاومة الاحتلال والاستيطان، ومخططات تهويد القدس، والاعتداءات المتصاعدة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصا في المسجد الأقصى".
وأشاد بـ"فشل كل محاولات إنهاء الانقسام، وإعادة بناء المؤسسات والمرجعيات الوطنية الفلسطينية طوال أكثر من خمسة عشر عاما".
تشكيل جبهة وطنية
ودعا إلى "تشكيل جبهة وطنية متحدة من القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية، لتحمل المسؤولية الوطنية في مواصلة مسار الدفاع عن شعبنا وثوابت قضيتنا في المواجهة اليومية للاحتلال والاستيطان، ومخططاته في اقتلاع أهلنا من أرضهم وأحيائهم، كما يحدث في الشيخ جراح وسلوان والنقب".
وشدد على أهمية الخطوة، بأن "تكون هذه الجبهة الوطنية على طريق توحيد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وحشد قواه الحية في معركة التحرير والعودة في مواجهة الاحتلال الصهيوني".
ودعا المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى "تفعيل دور الخارج الفلسطيني في دعم شعبنا في الداخل في مواجهة الاحتلال وإجراءاته، ويسعى إلى توسيع دور الخارج وأنشطته وبرامجه في مواجهة الحركة الصهيونية ومخططات التطبيع والاختراق".
وأكد أهمية "دعم كافة المبادرات التي تخدم المصلحة الفلسطينية، بما يحقق الشراكة مع الداخل الفلسطيني، ومشاركتهم في تحمل أعباء المسؤولية الوطنية، والتأكيد على وحدة النضال الفلسطيني في الداخل والخارج، والعمل معاً بروح أخوية وتكاملية في مواجهة الاحتلال، والتصدي للتحديات والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية".
وطالب بـ"العمل على الإسهام في الحوارات المتعلقة بقضايا التمثيل والانتخابات، والأدوار والأطر، والإجراءات العملية، خلال الحوار والتعاون مع كافة القوة الحية ومختلف الشخصيات الناشطة في الدفاع عن ثوابت القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال".
بالإضافة إلى "السعي لتشكيل أوسع رأي عام فلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي لدعم سياسات المقاطعة، ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورفض التطبيع مع هذا الكيان العنصري".
ولفت إلى أن "المؤتمر يعتبر القرار الرئاسي الذي صدر في رام الله مؤخرا باعتبار شؤون منظمة التحرير الفلسطينية جزءاً من مؤسسات سلطة الحكم الذاتي، تصغيرا لمنظمة التحرير، وإمعاناَ في تهميش دورها ومكانتها، وتعميقا للانقسام والخلافات في الساحة الفلسطينية، ما يَضع سلطة رام الله في تناقض صارخ مع الكل الفلسطيني".
وختم بالقول: "لا بد من التأكيد على تزايد الفرص المواتية لتصعيد النضال الفلسطيني، والمضي على طريق التحرير والعودة، وإنجاز أهدافنا وحقوقنا الوطنية. فالاحتلال يعيش مأزقا سياسيا خارجيا وداخليا، ويواجه تناقضا وعوامل تفكك اجتماعي وسياسي، إضافة إلى عجزه عن كسر إرادة أهلنا في القدس وحي الشيخ جراح، ومع الحالة النضالية المتنامية في الضفة الغربية وأهلنا في 48 في مواجهة الاحتلال وإجراءاته العدوانية والعنصرية، إلى جانب تنامي الحراك الوطني والنضالي على مستوى فلسطينيي الخارج، والذي يأتي هذا المؤتمر كأحد تعبيراته الكبيرة والمهمة".
يشار إلى أن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هو تجمع شارك في تأسيسه فلسطينيون من مختلف دول العالم، وأعلن عن إطلاقه في شباط/ فبراير 2017 بتركيا، ويتخذ من بيروت مقرا له، بحسب ما نشر على الموقع الرقمي للمؤتمر.
ويهدف المؤتمر، وفق البيان التأسيسي الذي صدر عنه، إلى "إطلاق حراك شعبي لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج في قضيتهم".
وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج ستة ملايين نسمة، معظمهم لاجئون في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، في حين يعيش آخرون بدول أوروبية والأمريكتين ودول أخرى.