نشرت
صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرًا، تحدثت فيه عن الأهداف النهائية والسرية
التي ترغب روسيا في تحقيقها من خلال شن حرب على أوكرانيا.
وقالت
الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هدف فلاديمير بوتين كان
واضحًا منذ إعلانه الحرب على أوكرانيا، وهو الإطاحة برئيسها فولوديمير زيلينسكي، الرئيس
المنتخب ديمقراطيًا في البلاد. لكن، هل احتلال هذه الدولة المستقلة منذ سنة 1991
هو الهدف النهائي المنشود للكرملين؟
يرى
العديد من الضباط والخبراء العسكريين الروس أن المخطط الروسي العلني ليس الاستيلاء بالكامل
على أوكرانيا، التي تفوق مساحتها فرنسا، وإنما الضفة الشرقية لنهر دنيبر، الذي يقسم
البلاد إلى قسمين من الجنوب إلى الشمال. بدءًا من جنوب البلاد، ربما تسعى القوات الروسية
إلى التقدم على طول نهر الدنيبر، في محاولة لمحاصرة 40 ألف جندي من الجيش الأوكراني
المتمركزين شرق البلاد.
وذكرت
الصحيفة أنه من غير الواضح حاليا ما إذا كانت روسيا تحاول احتلال الجزء الغربي من البلاد.
وحسب أحد المتخصصين، فإن التكتيك الهجومي الذي تتبعه القوات الروسية هو السيطرة على
جسور نهر دنيبر؛ "لمنع انسحاب" القوات التي تتصدى لها شرق البلاد.
براغماتية
بوتين
وفقًا
للرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الخارجي برنارد باجوليه، الذي كان يتردد بانتظام
على جهاز الأمن الداخلي والخارجي المحيط بفلاديمير بوتين، فإن النية الحقيقية للكرملين
واضحة، وهي "إعادة تشكيل الإمبراطورية السوفيتية ومنطقة نفوذها. لهذا السبب، لست
متأكدا على الإطلاق من اقتصار الغزو الروسي على الجزء الشرقي من أوكرانيا. وحسب الظروف
والفرص التي سوف تتوفر له، أظن أنه سيحاول حيازة ما أمكن من الأراضي الأوكرانية، ثم
إطلاق التحذيرات".
وأوردت
الصحيفة أن بوتين أيّد انفصال ناغورنو كاراباخ على حساب أرمينيا، تماما كما فعل مع جورجيا؛ من خلال الاعتراف بالانفصاليين في أوسيتيا الجنوبية. وذكر برنارد باجولي أن "أهداف
فلاديمير بوتين تتعدى مجرد الغزو. إنه براغماتي، ولا يعرف هدفه النهائي في أوكرانيا.
نحن نرى قواته تتقدم، لكننا ندرك أيضًا مدى ترددها في الاستيلاء على كييف بالقوة".
وأضاف: "أعتقد أن بوتين تخيل أن فولوديمير زيلينسكي كان سيهرب بمجرد شن هجوم على بلاده، كما فعل أشرف غني في كابول عندما استولت طالبان على السلطة. يريد بوتين أولًا تحييد
أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا باستخدام القوة، ثم تحويلها إلى نظام صوري، مثلما هو الحال
في بيلاروسيا".
نقلت
الصحيفة عن ميشيل فوشر، الجغرافي والدبلوماسي الذي كان سفيرًا في لاتفيا، أن الهدف
الأول الذي حددته القوات الروسية هو الإطاحة بفولوديمير زيلينسكي، "أو احتجازه
كرهينة، أو اغتياله، أو اصطحابه إلى موسكو لمحاكمته بتهمة الإبادة الجماعية. وقد أبدى
السكان مقاومة غير متوقعة، وهو ما يشير إلى أن بوتين لم يفهم منذ البداية الشعور القومي
الأوكراني، وذلك على حد تعبير فوشر.
ويرجّح فوشر سيناريو تقسيم أوكرانيا على جانبي
نهر الدنيبر، ويفترض أن بوتين يطمح للسيطرة على كييف، بينما لا يهمه الجزء الغربي من
البلاد.
في هذه
المرحلة، يدير الجيش الروسي الحرب بطريقة تقليدية إلى حد ما؛ فهو لا يتعمّد استهداف
المدنيين والمستشفيات. ويشير أحد الخبراء العسكريين إلى أن الضربات الصاروخية على المباني
أو رياض الأطفال من المرجح أن تكون قد أخطأت الهدف. وتعدّ إدارة الحرب "كلاسيكية"؛ بسبب تزامن الهجمات التي تنفذها طائرات الهليكوبتر الهجومية وصواريخ كروز مع الإنزال
البرمائي والهجمات البرية في شمال البلاد وشرقها.
بلومبيرغ: باحث صيني يتوقع تأثر الغرب بعقوباته على روسيا
"التلغراف": وحل أوكرانيا قد يدفع بوتين لتأجيل غزو البلاد
ذي أتلانتك: بوتين يسعى لدفن الماضي وتشكيل الحاضر