حقوق وحريات

في اليوم العالمي للمرأة: نحو 10 آلاف معتقلة أو مفقودة بسوريا

معاناة متعددة الأوجه للمرأة في سوريا- جيتي

رصد تقرير حقوقي جانبا من معاناة المرأة في سوريا، مع وجود أكثر من 9700 امرأة قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في الوقت الحالي.


وفي تقرير بعنوان "في اليوم الدولي للمرأة انتهاكات متعددة من مختلف أطراف النزاع في سوريا"، صدر الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 9774 سيدة لا زلن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في سوريا، كما قُتلت 16228 سيدة، إضافة إلى مقتل 93 امرأة بسبب التعذيب.

وبحسب التقرير فإن الانتهاكات بحق المرأة لا تقتصر على النظام السوري، وهو المسؤول الأول عن هذه الانتهاكات، بل شملت معارضيه أيضا.

ولفتت الشبكة في تقريرها إلى أن "السوريين الذين شاركوا في الحراك الشعبي تأملوا أن تكون المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري نماذجَ في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واستقلال القضاء، وما إلى ذلك من مقتضيات دولة القانون، لكن هذا لم يحدث، وغالباً ما تقوم السلطات في تلك المناطق بمقارنة حالة الحريات، والحقوق والقضاء مع النظام السوري".

وأكد التقرير أن الانتهاكات ضدَّ المرأة "تعتبر عقبة أمام تحقيق التنمية، والمساواة والانتقال نحو الديمقراطية والسلم، كما أنها تغرس الخوف وانعدام الأمن لدى المرأة، وتعرقل ممارستها للأنشطة الأساسية كالعمل والتنقل والتعليم، والمشاركة السياسية والاجتماعية".

ومنذ آذار/ مارس 2011، وثقت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 16228 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، 11952 منهن قتلن على يد قوات النظام السوري، و977 على يد القوات الروسية، فيما قتل تنظيم الدولة 587 امرأة، وقتلت هيئة تحرير الشام 77 امرأة. وحمّل التقرير فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني مسؤولية مقتل 882 سيدة، فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) 165 امرأة. وسجل التقرير مقتل 658 سيدة على يد قوات التحالف الدولي، و930 سيدة على يد جهات أخرى.

وطبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 9774 سيدة لا يزلنَ قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ مارس 2011، بينهن 8096 لدى النظام السوري، و255 لدى تنظيم الدولة، و44 لدى هيئة تحرير الشام، و857 لدى جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، و522 لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ويظهر تحليل البيانات أن النظام السوري مسؤول عن قرابة 83 في المائة من حالات الاعتقال والاختفاء القسري مقارنة ببقية أطراف النزاع، وهذا "يدل على تعمد النظام السوري ملاحقة واعتقال/ احتجاز وإخفاء الإناث بدوافع متعددة، على نحوٍ مخطط ومدروس"، وفق التقرير.

ووثق التقرير مقتل ما لا يقل عن 93 سيدة بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهن 74 قتلن على يد قوات النظام السوري، و14 على يد تنظيم الدولة، واثنتان على يد كل من قوات سوريا الديمقراطية وجميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، وواحدة على يد جهات أخرى.

إضافة إلى ذلك، وثق التقرير ما لا يقل عن 11523 حادثة عنف جنسي ضد الإناث، كانت 8013 حادثة منها على يد قوات النظام السوري، و3487 على يد تنظيم الدولة، و12 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و11 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني.

ورأى التقرير أن كلاً من النظام السوري وتنظيم الدولة قد "مارس العنف الجنسي كسلاح حرب استراتيجي وأداة تعذيب وانتقام ضد المجتمع السوري".

ورصد التقرير أيضا تعرض النساء اللواتي انخرطن في الأنشطة المجتمعية والسياسية والإعلامية والإنسانية لمخاطر خاصة، فقد "دفعن ثمناً باهظاً تجسَّد في تعرُّض كثير منهن لأنماط مختلفة من المخاطر والتهديدات، والاعتداءات الجسدية والمعنوية".

وأكد التقرير أن هذه الانتهاكات تسببت في ردع النساء عن المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات؛ السياسية والإعلامية، وما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، والنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص فيما يتصل بنقد الانتهاكات بحق المرأة.

كما سجل التقرير العديد من حالات الاضطهاد والعنف ضد المرأة، والتي وصلت في بعض الأحيان حد قتلها، "وذلك على خلفية جنسانية" مرتبطة بشكل أساسي بما يطلق عليه مجتمعياً اسم "جرائم الشرف".

ورأى التقرير أن هذه الاعتداءات والجرائم انعكاس واضح لمدى هشاشة البنية القانونية والقضائية الناظمة لحقوق المرأة.