قالت باحثة وأكاديمية إسرائيلية، إن رئيس الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، يحاول تثبيت دعائم حكمه الاستبدادي، عبر استنساخ الماضي الفرعوني، لتبرير مزاعم تطبيق حكم فعال ومركزي وواسع الصلاحيات، مقابل طمس الهوية العربية والإسلامية للبلاد.
وشرحت ميرا تسوريف في مقال لها نشره مركز "ديان" لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، أسباب اهتمام السيسي بالهوية الفرعونية لمصر، ومحاولة إبرازها على حساب الهوية العربية والإسلامية.
وذكرت في هذا الصدد أن وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد، أعاد خلال زيارته الأخيرة لمصر بعض التحف الأثرية الفرعونية المسروقة، مشيرة إلى أن هذا الحدث وجد صدى واسعا في الصحافة المصرية.
وشددت تسوريف على أن فترة حكم السيسي هي فترة فرعونية من نواح كثيرة، ففي الثالث من نيسان/ أبريل الماضي، اختار النظام المصري تدشين وافتتاح المتحف القومي الجديد في "الفسطاط" بتكلفة ملياري جنيه مصري.
وتضيف أنه بحضور السيسي تم نقل 22 مومياء من ميدان التحرير إلى مقرها الجديد. وقد كلفت الاحتفالية المبهرجة ميزانية طائلة شارك فيها آلاف ممن ارتدوا الزي الفرعوني اصطفوا حول مراكب كانت تقل المومياوات تم تصميمها على شكل قوارب في نهر النيل.
اقرأ أيضا: السيسي: لن نبني مسجدا دون أن يكون بجانبه كنيسة (شاهد)
وعشية هذه الاحتفالية، أعلن وزير المالية المصري، أن وزارته ستصك ورقة نقدية من فئة المئة جنيه تحمل صورة مسيرة الذهب الفرعونية. وفعلا هذا ما حصل، وقد طبع عليها اسم المهرجان بالعربية والإنكليزية وصور رموز فرعونية.
وتقول الباحثة الإسرائيلية إن القنوات التي بثّت المسيرة الفرعونية الذهبية قبل نحو عام، أبحرت في وصفها وكيْل المديح للثقافة الفرعونية، وشددّت على أن مصر هي عرش الحضارات وفيها ولد التاريخ والحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين، وبعد أيام نشرت وسائل الإعلام المصرية بتوسّع عن اكتشاف "مدينة الذهب المفقودة" في الأقصر التي تأسسّت على يد الملك الفرعوني أمنحوتوب الثالث.
وترى الباحثة الإسرائيلية أن تنمية الهوية الفرعونية تخدم أجندة عبد الفتاح السيسي فهو يقود المعركة على الوعي ضد عدو النظام الحاكم، خاصة الإخوان المسلمين، ممن يتعامل معهم السيسي كأعداء.
وشددت في الوقت ذاته على أن الهوية الفرعونية التي يرعاها السيسي كمحاولة لتبرير الزعم بأن الحصول على حكم فعال مجد يلزم بنظام حكم مركزي وواسع الصلاحيات على غرار الفراعنة وبالتالي منح الشرعية لحكمه الاستبدادي.
وترى الباحثة الإسرائيلية أن الهوية الفرعونية هذه تمنح الصلاحية للسياسات المتوسطية التي ينتهجها السيسي على أساس أن المصريين القدماء نسجوا علاقات وثيقة مع بلدان حوض البحر المتوسط.
هآرتس: إسرائيل حاولت تجنيد "هيكل" في عهد عبد الناصر