شهد أقدم الأحزاب السياسية في مصر، "الوفد"، تغييرات لافتة طالت قيادته، ما عكس تغيرات تطرأ على الحياة الحزبية في البلاد.
والجمعة، أجرى حزب "الوفد" انتخابات، فاز على إثرها الأكاديمي المتخصص في القانون الدولي الدكتور "عبد السند يمامة"، حتى عام 2026، فيما خسر "بهاء أبوشقة" والد "محمد أبوشقة" المستشار القانوني لرئيس النظام في مصر عبد الفتاح السيسي، منصب رئاسة الحزب، الذي بقي فيه منذ عام 2018.
وفي أولى قراراته، ألغى عبد السند يمامة، قرار أبوشقة بإقصاء 7 من أكبر قيادات الحزب منذ نيسان/ أبريل 2018، والذين عارضوا خضوع الحزب لتوجيهات حزب "مستقبل وطن"، ما أحدث انقساما بالحزب.
وتزامن فوز عبد السند، مع فوز المهندس طارق النبراوي لرئاسة نقابة المهندسين، الجمعة، على حساب النقيب السابق ووزير النقل الأسبق ومرشح حزب "مستقبل وطن" للنقابة الأهم بمصر، هاني ضاحي.
"بداية جديدة"
وتعليقا على هذه التطورات، أكد رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "فوز عبد السند برئاسة الوفد لن يكون بداية جديدة للحزب فقط ولكنه بداية لحياة حزبية وسياسية مصرية جديدة فاعلة بعد أن سادها الخمول والكسل وعدم القدرة على الحركة والتأثير".
وقال: "انتخاب يمامة أهم متغير في حياتنا الحزبية والسياسية، ويؤكد لنا أن الأمل موجود بحياة حزبية وسياسية تعمل لصالح الوطن والشعب".
وتعليقا على نتيجة انتخابات الأحزاب الأخيرة، قال قيادي بحزب "الوفد"، فضل عدم ذكر اسمه، خلال حديثه مع "عربي21"، إنها "فرصة جيدة كي يستعيد الوفد تاريخه وتأثيره وشعبيته التي فقدها في السنوات الماضية، حتى انفض عنه الكثير من الشخصيات المؤثرة والفاعلة وذات التأثير السياسي".
وعما يمكن أن يحدثه تغيير قيادة الحزب في الشارع السياسي المصري، قال: "أتوقع بعض التغيير داخل الحزب للأفضل، ولكنه ليس بالكبير في ظل غلق المجال العام، الذي من الصعب أن يسمح بمرور أي أجندة غير التي يطرحها النظام".
اقرأ أيضا: الشارع المصري يشتكي ارتفاع سعر أشهر أكلة شعبية
من جانبه، فضل العضو السابق بالهيئة البرلمانية لحزب الوفد والنائب البرلماني الدكتور محمد فؤاد، خلال حديثه لـ"عربي21"، عدم التعليق على نتيجة انتخابات حزب الوفد، مؤكدا أن القرار هو قرار الرئيس الجديد للحزب.
وعن قرار رئيس الحزب الجديد بإعادة اللحمة للوفد وعودة المفصولين، قال فؤاد: "أترك مساحة التعليق والعمل لقيادات الحزب الحالية، حيث أنني لا تربطني بالحزب علاقة تسمح لي بالتطرق إلى الشؤون الداخلية".
"لا تحولات حقيقية"
بدوره، أكد الناشط السياسي اليساري حسن حسين، لـ"عربي21"، أن التغييرات الجديدة بالأحزاب "لن تؤدي لتحولات جذرية ولا شكلية".
وقال: "في جملة واحدة بدون إطالة ولا إسهاب ولا تفاصيل لا طائل من ورائها أقول: لا توجد حريات عامة، وبالتالي لا توجد حياة سياسية بأي شكل من الأشكال".
ويرى حسين، أن "تغييرات الوفد ونقابة المهندسين، لن تؤدي إلى تحولات جذرية ولا حتى شكلية، ما زالت السلطة الفاشية تقبض بيد من حديد على كل مؤسسات الدولة، ولا تسمح بأي خروج عليها ولا انتقاد لمواقفها وقراراتها".
وأضاف: "في الوقت نفسه لا تجرؤ الأحزاب أو النقابات على مواجهة أو معارضة النظام الحاكم، وما زالت المعادلة كما هي ولم تتغير، السلطة تقبل على مضض بوجود شكلي وديكوري بالمؤسسات السياسية والنقابية، شريطة أن تعمل وفق هواها ولا تتعدى حدود مقراتها، ولا حتى أن تصبح ظاهرة صوتية".
"صحوة وتغيير قريب"
من جهته، وصف الكاتب الصحفي طه خليفة، سقوط أبوشقة، وفوز عبد السند، بأنه "تطور مهم في الحزب العريق الذي فقد بوصلته وطريقه الصحيح منذ رحيل الباشا فؤاد سراج الدين آخر قادة الوفد التاريخيين في آب/ أغسطس 2000".
وعبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، أفاد الكاتب الصحفي عادل صبري، بأن فوز عبد السند، "له دلالة كبيرة تبشر بإمكانية التغيير الديمقراطي، إذا كان الشعب يعي ما يريد ومستعد لامتلاك إرادته وقراره"، مضيفا أن "التغيير في الوفد دلالة على أن هناك أملا بأن مصر ستتغير حتما في القريب".
وقال الصحفي علاء طه، إن "فوز طارق النبراوي برئاسة نقابة المهندسين وفوز عبد السند يمامة برئاسة حزب الوفد في يوم واحد يحمل دلالات ورسائل كبيرة وعديدة"، مؤكدا أن "هذا إعلان شعبي واضح على سقوط مدو للجان الإلكترونية مدفوعة الثمن والإعلام".
التحالف يحضر لعملية باليمن بعد قصف الحوثي مطارا في جازان
إصابة رئيس وزراء الأردن بكورونا وإلغاء لقائه مع السيسي