يؤدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زيارة إلى السعودية والإمارات، اعتبارا من الأربعاء، ضمن مسعى لحث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار، فيما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الخام الروسي بعد غزو أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يلتقي جونسون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومسؤولين إماراتيين، على أمل أن يتمكن من إقناعهم بزيادة إنتاج النفط؛ للتخفيف من أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، على أسعار الطاقة العالمية، وبإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وإلى جانب قضية النفط وحرب أوكرانيا، تحمل الزيارة دلالات سياسية مهمة، إذ إن جونسون هو ثاني زعيم غربي يزور المملكة للقاء ابن سلمان، منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
اقرأ أيضا: روسيا تفرض عقوبات على بايدن.. انسحبت من "مجلس أوروبا"
وتأتي الجولة القصيرة أيضا بعدما نفّذت السلطات السعودية حكم الإعدام في حق 81 شخصا في يوم واحد، السبت، على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب والانضمام لتنظيمات مسلحة.
وقال جونسون إن هناك حاجة لتحالف جديد لمنع روسيا من إبقاء الدول الغربية رهائن لإمدادات الطاقة، متجنبا الإجابة عن أسئلة مفادها أن ثمن معالجة الارتفاع في أسعار النفط هو التعاون مع دول يتعرض سجلها الحقوقي لانتقادات.
وقال: "نحن بحاجة للتحدث إلى منتجين آخرين حول العالم بشأن كيفية فك الارتباط بهذه التبعية"، مضيفا: "نريد بناء أوسع تحالف ممكن؛ لضمان أننا نركز على ما يحدث في أوكرانيا، وتأثير ذلك على أسعار النفط والغاز".
من جهته، قال المتحدث باسم جونسون إن الزيارة ستتطرق إلى المخاوف بشأن حقوق الإنسان وعمليات الإعدام، وإن رئيس الوزراء البريطاني سيطلب من محمد بن سلمان إدانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزو موسكو لكييف.
وقال للصحافيين: "إنها رسالة سينقلها رئيس الوزراء إلى جميع قادة العالم"، معتبرا أنه "من المهم أن يكون لدينا رد منسق" لمواصلة الضغط على روسيا.
وقاومت السعودية والإمارات، اللتان تجنبتا حتى الآن إدانة الغزو الروسي، الضغوط الأمريكية والأوروبية، في محاولة منها للمحافظة على تحالف "أوبك بلاس"، الذي يتحكم بكميات الإنتاج في السوق وتقوده الرياض وموسكو.
وعلى غرار الولايات المتحدة، تخطط بريطانيا للتخلص التدريجي من واردات النفط الروسية، كجزء من عقوبات واسعة النطاق تستهدف الشركات والأثرياء الروس.
وتمثل الواردات الروسية 8 بالمئة من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة.
ولم يصدر عن دول الخليج الثرية، التي تستضيف قوات أمريكية على أرضها وتقيم حلفا ثابتا مع واشنطن منذ عقود، مواقف مؤيدة لإدارة الرئيس جو بايدن في محاولتها خنق موسكو.
جونسون يزور السعودية من أجل إقناعها بزيادة إنتاج النفط
FT: حياد الخليج تجاه أوكرانيا يعكس عمق العلاقات مع روسيا
الإمارات تمتنع عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا بمجلس الأمن