رأى القيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي الوزير السابق محمد يتيم، أن التدابير والإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطات المغربية ضد المتورطين في أحداث الشغب، التي تلت مباراة فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي نهاية الأسبوع الماضي بالرباط، أمر مطلوب، لكنها ليست كافية لوقف ظاهرة العنف في الملاعب.
وقال يتيم في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "دون شك، فإن الجهات المسؤولة سواء تعلق الأمر بالسلطات الأمنية والقضائية والأجهزة المسؤولة عن الكرة، ستتخذ التدابير والإجراءات اللازمة".
وأضاف: "لكن الأمر أكبر من معالجة ظرفية عقابية، بل ينبغي معالحة الظاهرة في أعماقها وفتح نقاش علمي يشارك فيه الخبراء النفسيون والاجتماعيون خاصة في سيكولوجية الجمهور، وأن بعض المقابلات في بعض المدن أصبحت تشكل امتحانا قاسيا للسلطات وللمواطنين المجاورين، وللمنشآت العامة والخاصة المجاورة للملاعب الرياضية".
وأكد يتيم أن "مشاهد التدمير والاعتداء على الملك العام بعد مباراة في كرة القدم بين فريقي الجيش الملكي وفريق المغرب الفاسي، تطرح أكثر من سؤال حول ظاهرة الهوليجانيزم أو شغب الملاعب في المغرب".
وقال: "هو سلوك غير مقبول أيا كانت الأسباب الداعية له ويتعين الضرب على مرتكبيه بيد من حديد، لكنه سلوك يكشف عن أكثر من سؤال حول وضعية الشباب الذين يتصرفون بهذه الطريقة. إنه شباب قادم في الغالب من مناطق هامشية ومن شباب محبط نفسيا واجتماعيا.. شباب تفجر في نفسه هزيمة في مجال تنافس رياضي مشاعر الإحباط والفشل".
ورأى يتيم أن ما جرى من إصابات في صفوف أفراد القوات العمومية والمواطنين وإحراق مركبات وتخريب وتعييب مرافق ومنشآت تابعة للمركب الرياضي المجمع الأمير مولاي عبدالله، أعمال "تتعلق بظاهرة خطيرة تحتاج لتحليل لمعالجة ما يقف من ورائها من أسباب وعوامل".
وقال: "هي ظاهرة تسائل نظامنا التربوي ومنظومتنا الثقافية، وتسائل الأوضاع الاجتماعية والتهميش والإحباط الذي يعاني منه هؤلاء الشباب. هي ظاهرة تكشف أشكالا من العنف الرمزي الذي يمارس يوميا في مجتمعاتنا بسبب سوء توزيع الثروة والتفاوتات الاجتماعية والمجالية داخل نفس المدينة. هي ظاهرة تسائل ما يسمى بالوينرز أو تنظيمات الأنصار والحاجة إلى فتح حوار معها، بل ودعمها للقيام بأدوارها في تأطير أنصار الفرق الرياضية".
وأنهى يتيم تدوينته قائلا: "الرياضة يظهر أنها كما تستدعي وتعزز فينا عددا من القيم الإيحابية، فإنها يمكن أن تستدعي فينا سلوكات سلبية مثل العنف اللفظي والعنف المعنوي.. وإنه لأمر محزن ومؤسف مشاهدة صور من التخريب للمنشآت الرياضية والملك الخاص والعام!!"، وفق تعبيره.
وأوقفت السلطات الأمنية بالرباط، العشرات من مشجعي الجيش الملكي بسبب أحداث شغب أعقبت مباراة نادي العاصمة مع المغرب الفاسي، على ملعب "مركب الأمير مولاي عبد الله".
وأعادت أحداث الشغب التي شهدتها المباراة، ظاهرة شغب الملاعب في المغرب إلى الواجهة، وأثارت الخوف من تكرار سيناريو أحداث "السبت الأسود" في ملعب "محمد الخامس" بمدينة الدار البيضاء في آذار / مارس 2016، التي سقط فيها ضحيتان.
وكان الاتحاد المغربي لكرة القدم، قد فرض عقوبات صارمة في حق جماهير نادي الجيش الملكي ونظيره المغرب الفاسي، عقب أحداث الشغب الخطيرة التي كان ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط مسرحا لها، الأحد الماضي، بعد نهاية المباراة، ضمن منافسات دور الـ32 من كأس العرش.
وبحسب بيان نشره الاتحاد المغربي لكرة القدم عبر موقعه الإلكتروني، فقد قررت لجنة الانضباط والروح الرياضية، معاقبة نادي الجيش الملكي بخوض مبارياته دون جمهور لغاية نهاية الموسم الجاري، مع حرمان الأنصار من التنقل لحضور مباريات فريقهم خارج مدينة الرباط.
وجرى تغريم نادي الجيش الملكي بمبلغ 120 ألف دولار أمريكي، لرمي جماهيره الحجارة داخل أرضية الملعب بعد اقتحامها، واستعمال الشماريخ، مقابل ذلك جرى تغريم نادي المغرب الفاسي بمبلغ 120 ألف دولار أمريكي أيضا، بسب سوء سلوك جماهيره واقتحام أرضية ملعب الرباط، والتراشق بالحجارة مع جماهير الفريق الضيف، واستعمال الشماريخ.
يذكر أن التقديرات الأولية تؤكد أن الخسائر تفوق مليون دولار أمريكي في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بعدما تضررت اللوحات الإشهارية المحيطة بالمستطيل الأخضر، التي كلّفت وحدها الشركة المكلفة بتسيير مرافق الملعب 800 ألف دولار أمريكي.
يذكر أن اللقاء الذي جمع الجيش الملكي بالمغرب الفاسي، انتهى لفائدة الأخير بهدفين مقابل لا شيء، وذلك في إطار دور الـ 16 من نهائيات كأس العرش.
اقرأ أيضا: عشرات الإصابات في أعمال شغب بعد نهاية مباراة بالمغرب (شاهد)
المغرب ينشئ منطقة عسكرية جديدة على الحدود مع الجزائر
مجلة فرنسية: مرتزقة فاغنر.. ظل روسيا في المغرب العربي