قالت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، إن "هناك قناعات إسرائيلية آخذة في الازدياد، مفادها أن عنصر التوتر الحقيقي يوجد في قطاع غزة، حيث تتمتع حماس بسيطرة مطلقة هناك، ولا تبدو أنها خائفة من الاحتلال، على الرغم من الحروب الأخيرة".
وأشارت صحيفة "إسرائيل اليوم"، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "حماس تواصل تركيزها أكثر على تجنيد المسلحين في مناطق الضفة الغربية، وتسعى لتجنيد سكان النقب.
وأضافت: "مع العلم أن زيادة الهجمات الأخيرة تسببت بانهيار المفهوم السائد لدى المستوى السياسي الإسرائيلي، الذي بثته المؤسسة العسكرية في صفوفه منذ أكثر من عقد، ويفيد بأنه يمكن ردع حماس واحتوائها واستيعابها من خلال العلاقات مع مصر، والدعم المالي من قطر، بحيث تبقى حماس نصف مردوعة، لكن الأحداث الأخيرة أثبتت أن هذا المفهوم لا أساس له من الصحة".
وأوضحت الصحيفة في المقال، الذي كتبته "شاحار كلايمان"، أن "حماس تتمتع بالاستقرار الأمني والدعم المالي في قطاع غزة، وفي نفس الوقت تحاول إشعال القدس والضفة الغربية، وتستمر في التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي".
ونبهت إلى أن "خطة حماس تتكون من شقين، أولهما تحصين قطاع غزة عسكريا، وتحسين ظروفه المعيشية اقتصاديا، وفي الوقت نفسه كسب السيطرة السياسية والعسكرية في الضفة الغربية والقدس، وحتى داخل الخط الأخضر".
وقالت: "حماس تواصل عمليات التقوية، رغم ما يشنه الجيش وأجهزة الأمن من اعتقالات متلاحقة لعناصرها للاشتباه في قيامهم بتحويل أموال لعائلات الشهداء والأسرى".
ونوهت إلى أن "حماس شكلت في وقت سابق من هذا الشهر، هيئة في غزة لدعم فسطينيي48 في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن "ذلك هو ما دفع حماس لاعتبار النقب، الذي عانى لسنوات من الإهمال والفوضى من قبل الحكومة الإسرائيلية، هو الحلقة الضعيفة لإسرائيل، وحاول السيطرة عليه".
اقرأ أيضا: الاحتلال يسعى إلى تغذية منظومة أمنية لتعقب الفلسطينيين
ولفتت الكاتبة الإسرائيلية إلى أنه "أصبح من الواضح للجميع أن حماس لم تتأثر أبدا بالضغوط الأمنية التي مورست عليها من قبل السلطات الإسرائيلية والسلطات الفلسطينية على حد سواء"، مشيرة إلى أن "خوض حماس لانتخابات البلدية في الضفة الغربية عبر مرشحين دون انتماءات تنظيمية، يميلون إليها، هو خير دليل على ذلك".
وأكدت أن "خوض حماس لهذه الانتخابات بهذا الشكل، يعني بصريح العبارة أن الجانبين: الاحتلال الإسرائيلي والسلطة والفلسطينية، أمام فشل استراتيجي فيما يتعلق بالتعامل مع حماس".
وأفادت بأن "القراءة العسكرية والميدانية الإسرائيلية للواقع القائم في الأراضي المحتلة، يثبت أن حماس تتكثف بعد كل جولة قتال، وتفعل كل شيء لتثبيت ما تراه انتصارا لها، بحيث تبقى على وضعها المستقر في غزة، وتواصل علاقاتها مع الدول الإقليمية، وفي الوقت ذاته تواصل مكافحة إسرائيل عسكريا داخل حدودها".
وأضافت: "صحيح أن الاحتلال الإسرائيلي منشغل هذه الفترة، بالحملة السرية ضد إيران، باعتبارها هي الأهم، لكن ذلك لا يعني، تأجيل العمل مباشرة ضد حماس، وإلا ستجد إسرائيل مع مرور الوقت أن الجبهة الجنوبية في غزة لا تقل خطورة عن الجبهة الشمالية مع لبنان".
جنرال إسرائيلي يعيد طرح توطين سكان غزة بسيناء "برعاية عربية"
تقدير إسرائيلي حول تأثير التقارب مع تركيا على موقفها من حماس
غزو أوكرانيا يزرع خوفا إسرائيليا من فشل جاهزيته بدخول حرب