انتقد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، السبت، ما وصفه بظاهرة "عسكرة الحلول" التي تنامت لتصل إلى واحدة من أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية، بحسب تعبيره.
وقال أمير قطر خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى الدوحة 2022: "نؤكد موقفنا الثابت على رفض العنف وترويع المدنيين والاعتداء على سيادة الدول وكل خرق للقيم الإنسانية والقوانين الدولية".
وحذر تميم من الأصوات الشعبوية ذات النبرة الاقصائية في زمن التوترات المجتمعية والانكماش الاقتصادي، لافتا إلى تصاعد الظواهر الإقصائية في السنوات الأخيرة ومنها ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأضاف: "ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تقتصر على قوى اليمين الشعبوي وتحتاج إلى وقفة حازمة وجادة ضدها كتلك التي شهدها العالم في الوقفة ضد التمييز العرقي وضد العداء للسامية مع الملاحظة المستحقة هنا أن تهمة العداء للسامية باتت تستخدم على نحو خاطئ ضد كل من ينتقد سياسات إسرائيل الأمر الذي يضر بالصراع ضد العنصرية والعداء الفعلي للسامية".
وعبر تميم عن أسفه بسبب تقلص المساحات السياسية والدبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة، موضحا أن عسكرة الحلول بدأت في التنامي لتصل إلى واحدة من أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية.
وفي سياق التعبير عن تضامن قطر مع ملايين الأبرياء واللاجئين ضحايا الحرب الأوكرانية غير العادلة والحسابات الجيوسياسية، قال تميم: "أود أن أذكر بملايين الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر منذ 7 عقود".
ولفت أمير قطر إلى أن العالم وصل إلى مرحلة مفصلية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مؤكدا أن هذه المرحلة تتطلب مراجعات جذرية قبل أن نصل إلى حالة من فقدان التوازن.
وشدد تميم خلال كلمته على أن العدالة الاجتماعية هي صمام الأمان للمجتمع، وهي تتطلب سياسة ضريبية عادلة.
اقرأ أيضا: انطلاق فعاليات منتدى الدوحة بمشاركة دولية واسعة
وانطلقت السبت في العاصمة القطرية، فعاليات النسخة العشرين من منتدى الدوحة تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد" لمناقشة التحديات الحرجة التي تواجه العالم، بمشاركة نخب رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والبرلمانيين والمفكرين.
ويعقد المنتدى في نسخته العشرين على مدار يومين متتالين حضوريا للمرة الأولى منذ بداية جائحة كورونا، وسط تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة شهدها العالم منذ آخر نسخة للمؤتمر التي عقدت قبل الجائحة عام 2019.
وتتمحور مناقشات المنتدى وجلساته حول عدد من المجالات الأساسية، من بينها: التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الاستدامة وتغير المناخ.
ومن بين العناوين التي سيناقشها منتدى الدوحة هذا العام الإصلاحات التي يجب إجراؤها لمواجهة التحديات المتصاعدة بالعالم، وإعادة تصور نماذج الأعمال في عصر ما بعد الجائحة، والمعلومات المضللة والتطرف عبر الإنترنت وأفريقيا ما بعد الجائحة، ودور المجتمع الدولي في إدارة تدفقات اللاجئين: سوريا وما بعدها، وظهور قطاع "الفضاء الجديد"، والمخاوف المصاحبة، ووعود ومخاطر الذكاء الاصطناعي والتحليلات التي تغذي عمليات اتخاذ القرار.
وتتضمن مناقشات المنتدى أيضا استنفار سيادة القانون للاستجابة لأزمة المناخ، والانتقال بسلاسة لتلبية الطلب على الطاقة أثناء التحول إلى البدائل الخضراء، ومستقبل نظيف للغاز الطبيعي، وأفغانستان ودور الغرب ومجالات النفوذ في عصر عدم السلام، وحقيقة المنافسة الأمريكية الصينية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والثورة الصناعية الرابعة: التحديات والفرص في عصر جديد.
وتشمل جلسات منتدى الدوحة في نسخته العشرين تسليط الضوء على كيفية تغطية وسائل الإعلام لتطورات القضية الفلسطينية ونقل الحقائق على الأرض بشكل أدق، وقدرتها على التأثير وتوفير طريق سياسي واعد للمضي قدما، وكيفية توزيع اللقاح بشكل عادل، والسلام والازدهار بمنطقة الهندي-الهادئ، ودور المرأة في تغيير بيئات الصراع، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتحقيق النمو المستدام بمنطقة الخليج العربي مع تقدم العالم نحو الانبعاثات الصفرية.
وعقدت آخر نسخة حضورية للمنتدى في كانون الأول/ ديسمبر 2019، وضمت 243 متحدثا و142 جنسية و300 إعلامي، إلى جانب أكثر من 100 لقاء ثنائي و40 مقابلة "وجهة نظر"، والتي تعد منصة المقابلات الخاصة بمنتدى الدوحة، وتتيح الفرصة لتوجيه أهم الأسئلة المتداولة إلى أبرز الشخصيات السياسية والصناعية من جميع أنحاء العالم.
وخلال العامين 2020 و2021، واصل منتدى الدوحة أعماله افتراضيا من خلال سلسلة من الجلسات التي ضمت مجموعة من كبار صانعي السياسات والخبراء والباحثين لمناقشة عدد من القضايا العالمية الملحة.