قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن دبي فتحت أبوابها لنخبة الأوليغارش الروس، المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد فرارهم من أوروبا إثر العقوبات الدولية بسبب الحرب التي تشنها بلادهم على أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مطار دبي استقبل الشهر الجاري، رحلات كان على متنها العشرات من الروس، ومعظمهم من الأثرياء المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين.
وأشارت إلى أن الإمارات تستقبل الأوليغارش بترحيب كبير في قاعة كبار الشخصيات، ثم تقودهم في رحلة بسيارات فاخرة، منوهة إلى أن أبو ظبي لم تتبع الدول الغربية في فرض العقوبات على الأثرياء الروس، كما أنها لا تفكر ولا تدعم هذه الفكرة من الأساس.
ونوهت إلى أن ثروات الأوليغارش، بدأت تتدفق بشكل غير مسبوق عبر وسائل سرية إلى الإمارات، مؤكدة أن دبي بدأت تشهد حركة بيع للمنازل والسيارات وحتى المساحات المخصصة لإرساء اليخوت.
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري، قوله إن مبيعات العقارات وعقود الإيجار، تجري بصورة كبيرة بواسطة العملات المشفرة، في حين كان هناك تحويلات مباشرة من كيانات مالية روسية، مرتبطة بأثرياء خضعوا للعقوبات.
وأكدت "الغارديان" أن تصرفات كهذه، تضعف من قوة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على القادة الروس، مشيرة إلى أن ذلك سيجعل العقوبات محط للسخرية.
ونقلت الصحيفة عن عاملين في قطاع العقارات الإماراتي، قولهم إن النخبة الروسية أشعلت سوق العقارات بمستويات غير مسبوقة، إما عبر شراء البيوت والشقق بالدفع المباشر أو الحصول على عقد إيجار لمدة عام.
اقرأ أيضا: الولايات المتحدة تستهدف مقربين من بوتين بعقوبات جديدة
وقال المستشار في شركة إسباس العقارية بدبي ألان بينتو، للصحيفة: "إنه أمر لا يصدق، المستثمرون الروس، يشترون ويستأجرون العقارات ويدفعون بصورة مقدمة".
وأضاف: " إنهم يقومون بتحويل أموالهم بطريقة مشفرة، ولديهم وسطاء ممن يقومون بعمل هذا لهم ثم يتم تحويل الأموال النقدية إلى أصحاب البيوت".
وأكد أن "الكثير من المستثمرين الروس الجدد يحاولون التصرف بسرية"، منوها إلى "أنهم لم يشتروا عقارات بشكل مباشر، بل تم ذلك عبر شركات تقوم بفعل ما يريدون".
ولفتت الصحيفة إلى "شائعات تنتشر بين السماسرة في دبي، تفيد بأن مالك نادي تشيلسي رومان أبراموفيتش، يبحث في دبي عن عقار فاخر مطل على الخليج، بعد أن أصبحت أمواله محلا للتمحيص حول العالم، حيث إنه بات يملك مئات العقارات في المناطق الفرنسية".
وقال أحد العاملين في مجال العقارات بدبي: "سيفعل رومان أبراموفيتش هذا هنا أيضا"، مشيرا إلى أنه باع عقارات راقية قيمتها 20 مليون دولارا لأثرياء روس، حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن رجل أعمال روسي لجأ إلى دبي، قال إنه "لا يريد أحد تقبلك باستثناء دبي.. لا مشكلة من كونك روسيّا هنا".
وأضافت: "في الوقت الذي يواصل فيه الأوليغارش رحلاتهم بين موسكو ودبي، ويقومون بعمليات الشراء، تواصل الطائرات القيام برحلاتها التجارية، دون رقيب أو حسيب".
وأفادت بأن المستثمر في الإمارات يحصل على إقامة وحساب بالبنك في غضون 30 يوما بعد تسجيل شركته، منوهة إلى أن من الممكن شراء الإقامة الدائمة بسعر شقة فيلا بقيمة مليون دولار، لافتة إلى أن الموظفون الكبار في المصارف المهمة بدأوا القيام بذلك.
وقالت: "كان مصرف "غولدمان ساكس"، الذي كان يملك موظفا في موسكو قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، من أوائل البنوك التي أعلنت إغلاق أعمالها في روسيا"، منوهة إلى أن نصف العاملين في المصرف انتقلوا إلى دبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بنك روتشيلد الخاص، الذي لديه وحدة إدارة ثروات، قرر التوقف عن قبول عملاء جدد من روسيا، ويفهم أنه قام بنقل بعض من موظفيه إلى الإمارات.
وبينت أن قبول السلطات الإماراتية للروسي وسط التمحيص الدولي، سيعرض الإجراءات الجديدة التي اتخذتها لتنظيم مال المستثمر في البلاد للامتحان.
وأضافت: "كما أن ذلك سيضع الإمارات في تضارب مع واشنطن، وبخاصة في ظل اقترابها من الصين التي تعد منافسة للولايات المتحدة ولكونها مركز للبدائل المالية الدولية"، مشيرة إلى أن نظام الدفع العابر للحدود "سيبس" تم تقديمه على أنه بديل عن سويفت.
وأشارت إلى الإمارات لم تتردد في التعبير عن عدم رضاها عن الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، منوهة إلى أن موقف إدارة بايدن من هجمات جماعة الحوثي على أبو ظبي لم يكن مرضيا للإمارات.
بدوره، قال مدير وحدة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، "جوليين بارنز داسي": "في ظاهر الأمر، يبدو أنهم يفكرون في الإمارات بقدرتهم للتحايل على العقوبات الأمريكية ولكن من الباكر، استيعاب ما تعنيه حملة العقوبات الأمريكية".
"صنداي تايمز": مستقبل بوتين يعتمد على الرئيس الصيني شي
NYT: بوتين يواجه عقوبات لكن أصوله لا تزال لغزا
"ديلي ميل": بوتين مستعد لخسارة 50 ألف جندي في أوكرانيا