تعيش الأسواق في سوريا حالة من الركود، وسط ارتفاع حاد في أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار والفواكه، مع حلول شهر رمضان الكريم.
وحسب مصادر "عربي21"، بلغت أسعار السلع الأساسية في سوريا مستويات قياسية، خصوصا الخضار والفواكه، والتي ارتفعت أسعارها بفعل موجات الصقيع المتأخر، التي ضربت الزراعات الصيفية المبكرة والمحمية.
مناطق النظام
وفي الأسابيع الماضية، ارتفعت الأسعار في مناطق سيطرة النظام بشكل كبير، وسط فقدان للمواد الأساسية كالغاز المنزلي، والمحروقات.
وقدّر تاجر يعمل ببيع الخضار والفواكه في سوق الهال، بمدينة حلب، ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 30- 50 في المئة، مشيرا إلى أن "ذلك سببه قلة المعروض من الخضار والفواكه".
وأوضح خلال حديثه لـ"عربي21"، أن كيلو البطاطا وصل إلى 4 آلاف ليرة سورية، في حين ارتفع سعر الباذنجان إلى 3500 ليرة، والبندورة إلى 4000 ليرة سورية.
وبحسب التاجر، فإن الإقبال على الشراء في حدوده الدنيا، مؤكدا أن "حالة الجمود تسود الأسواق كلها".
من جانبها، قالت المواطنة السورية "ربا"، والتي تعمل كمعلمة في إحدى مدارس مدينة حلب، إنها لا تستطيع براتبها الذي لا يتجاوز الـ150 ألف ليرة سورية (35 دولارا أمريكيا) أن تؤمن إلا الجزء القليل من احتياجات أسرتها.
وأوضحت خلال حديثها لـ"عربي21"، أن تجهيزاتها لرمضان اقتصرت على شراء علبة "تمر هندي" بثمن 5000 ليرة سورية، لإعداد المشروب الذي تفضله في الشهر الكريم.
اقرأ أيضا: تركيا تعتقل عناصر شرطة حاولوا توريط لاجئين سوريين
الشمال السوري
وفي الشمال السوري، ارتفعت الأسعار بشكل مخيف، حيث تعتمد المنطقة على استيراد غالبية السلع من الأسواق التركية، التي تشهد هي الأخرى ارتفاعا في الأسعار.
ويقول الصحفي السوري "عبد العزيز الخطيب" المقيم في الشمال السوري، إن أسواق مدينة أعزاز تبدو خالية من المتبضعين عشية رمضان.
وأوضح خلال حديثه لـ"عربي21"، أن غالبية المواد ارتفعت بما يقارب الـ60 في المئة، مؤكدا أن "الغلاء لا يوصف، والأهالي حائرون في كيفية شراء المواد الأساسية لشهر رمضان".
ونوه عبد العزيز إلى أن يومية العامل التي تتراوح ما بين 30 إلى 50 ليرة تركية، لا تكفي إلا لشراء طبق بيض، بعد أن ارتفع سعره إلى حدود 45 ليرة تركية.
ولفت إلى أن "أسعار اللحوم الحمراء، التي يكثر الطلب عليها في رمضان، بلغت ذروتها، حيث وصل سعر الكيلو إلى 90 ليرة تركية، بعد أن كان سعره عند 60 ليرة قبل نحو شهر".
وعن أسباب ارتفاع الأسعار، يقول الجزّار يوسف الحسن، إن "السبب الرئيسي هو ارتفاع أسعار المواشي بسبب ارتفاع تكلفة تربية الأغنام والأبقار، وعدم توفر الأعلاف، وهو ما ينطبق على الدواجن أيضا".
من جانبه، قال وزير الاقتصاد والمالية في "الحكومة السورية المؤقتة" عبد الحكيم المصري، إن نسبة التضخم العالمي قياسا على الدولار ارتفعت بمعدل يتجاوز الـ20% في الشهور الثلاثة من العام الحالي 2022.
وأوضح خلال حديثه لـ"عربي21"، أن الشمال السوري ليس بمنأى عن التضخم العالمي، مؤكدا أن ما تشهده الأسواق هو انعكاس لذلك.
وعن الاتهامات لبعض التجار بالجشع والسعي لتحقيق أرباح أكثر مع دخول رمضان، يقول المصري إن "مديريات التموين" في المجالس المحلية تفعل ما بوسعها لضبط الأسعار.
وأكد أن زيادة الطلب على السلع في رمضان تؤثر على الأسعار، مضيفا أن "الأسواق تشهد زيادة في الطلب، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار".
شرق سوريا
وفي الشرق السوري، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، سجلت الأسعار قفزة في اليومين الأخيرين، وفق ما أكد شهود عيان من المنطقة لـ"عربي21".
وقال أحد تجار المواد الغذائية في مدينة الرقة، لـ"عربي21"، إن "جملة عوامل أسهمت في ارتفاع الأسعار هذا العام، من أهمها تداعيات الحرب في أوكرانيا، وزيادة الطلب على المواد الغذائية الرئيسية، وفي مقدمتها الطحين والسكر والسمن والبرغل والأرز".
ونوه التاجر إلى أن الأسعار متجهة للزيادة، مضيفا أنه "يبيع المادة بالمفرق بسعر مقبول، ومن ثم يعاود الشراء بسعر أعلى".
خبراء يحذرون من تداعيات طباعة عملة جديدة في سوريا
سوريا.. من الاكتفاء الذاتي إلى الانهيار التام