صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: حرب أوكرانيا تدفع بتسارع التقارب مع تركيا

المحافل الإسرائيلية تشير إلى أن الزيارة المتوقعة لبينيت قد تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ- الأناضول

فيما تراقب دولة الاحتلال تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وتسعى للتقليل من خسائرها المفترضة منها سياسيا واقتصاديا، فإنها في الوقت ذاته تتابع النهج التركي الجديد الذي يبدو أنه مستفيد من هذه الحرب، حيث يثبت الأتراك أن لديهم فرصة جديدة للتقرب من الأمريكيين، والاستفادة من أزمة الغاز في أوروبا، مما قد يستدعي منهم التقارب مع الإسرائيليين، وهو ما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان للإعلان عن زيارة قريبة لرئيس الحكومة نفتالي بينيت.


في الوقت ذاته، تشير المحافل السياسية الإسرائيلية إلى أن الزيارة المتوقعة لبينيت قد تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ، والآن يبقى فقط انتظار التوقيت المناسب، مما يجعل الإسرائيليين يعتبرون أن أردوغان 2022 هو بلا شك أردوغان آخر، لأنه بات ينظر إلى المثلث الجديد للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا الغربية، ويدرك فرصة عظيمة للعودة إلى كونه لاعبا رئيسيا مع جميع الأطراف، دون إطلاق رصاصة واحدة، ودون اللجوء إلى التصريحات الحربية، ودون تهديد أوروبا بفيض من اللاجئين، وبين ذلك كله ترميم العلاقة مع إسرائيل.


الخبير العسكري أمير بال-شالوم ذكر في مقاله بموقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21" أن "أحد أسباب التقارب التركي الإسرائيلي المتسارع أن الأتراك باتوا "يشمون" رائحة الغاز جيدا، وقد شكلت زيارة الرئيس إسحق هرتسوغ لأنقرة البداية الرسمية لرحلة الأتراك المتجددة إلى إسرائيل، وبعد أن سحبت الولايات المتحدة البساط من مشروع خط أنابيب الغاز الإقليمي Eastmed، أدركت تركيا جيدًا إمكاناتها الكامنة في هذا المشروع".

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: زيارة هرتسوغ لن تحول "النمر" التركي لـ"بجعة"

وأضاف أن "المحافل الإسرائيلية تراقب عن كثب خطوة متوقعة تتمثل بتنسيق تركي أمريكي بالعودة إلى حلف الناتو، بعد شراء أنقرة لأنظمة صواريخ إس -400 من روسيا، لا سيما أن تركيا وإسرائيل معا بصدد الدخول في مرحلة مهمة من إدخال الغاز إلى أوروبا، لأنه سيحل محل أنابيب نورد ستريم الروسية التي أغلقت بعد غزو أوكرانيا، ولكن للقيام بذلك، يجب على أردوغان أن يتخذ بعض خطوات بناء الثقة تجاه إسرائيل، لأنها لا تزال حذرة للغاية، والخطوة الأولى الواضحة هي تغيير العلاقة مع حماس التي تقيم قيادتها في إسطنبول، وهذا لم يحدث حتى الآن، رغم التلميحات الإسرائيلية، ويفهم الأتراك جيدا أنه بدون هذه الخطوة فلن يكون هناك تقدم". 


تتحدث الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية أنه يمكن تأطير زيارة هرتسوغ لأنقرة كرسالة إسرائيلية تشير إلى أن هناك شيئا يمكن الحديث عنه، وهو بانتظار أن ترد تركيا على رسالته، وهذه المرة نقدا، وربما لهذا السبب لم يحدد أردوغان موعد زيارة بينيت، مما يعني أن تل أبيب تنتظر منه بعض التحركات الداخلية التي قد تؤهل جبهته الداخلية للتقارب مع إسرائيل، والابتعاد عن الإسلاميين.


بدا لافتا أن تتوقع المحافل الإسرائيلية أنه في الوضع الراهن، ربما يتوقع الأتراك أن تعلن حماس بنفسها في ظل التقارب بين القدس وأنقرة، سحب مقراتها من تركيا، وتنقلها إلى لبنان، حيث تتعاون الحركة وحزب الله في لبنان في إطار الاستعدادات لحرب إسرائيلية متوقعة على لبنان، من خلال مزاعم عن تشكيل مجموعات فلسطينية مسلحة في مخيمات اللاجئين.


لا يتوقف التقارب التركي الإسرائيلي على أسباب الغاز، والتقرب من واشنطن، بل إن ما يوصف بـ"التحالف العسكري الصامت" بين إسرائيل والإمارات والسعودية ومصر والبحرين، ربما يغمز بقناة تركيا أيضا، وكذلك شكلت قمة النقب رسالة إقليمية، وتركيا حساسة جدا لهذه التحركات، وتراها مسارا سريعا باتجاه البيت الأبيض، وهي لا تريد أن تجد نفسها خارج دائرة النفوذ الحالية، ولعلها أحد أسباب الزيارة الأخيرة لولي عهد أبو ظبي إلى تركيا قبل أسبوع من وصول هرتسوغ.