صحافة دولية

عقوبات أمريكية على ابنتي بوتين.. من هما كاترينا وماريا؟

بوتين لا يناقش أمور عائلته علنا- جيتي

في إطار الحرب الروسية على أوكرانيا، اتخذت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قرارات بعقوبات اقتصادية مشددة على رجال أعمال مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غير أنه مؤخرًا بدأت العقوبات تتجه نحو عائلته، بعد أن أدرجت ابنتيه في قائمة المعاقبين اقتصاديا، وهما البنتان اللتان نادرا ما تحدث بوتين عنهما. 

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا -ترجمته "عربي 21"- عن البنتين، قالت فيه إنه لم تُعلن أي صور لهويات بنات بوتين رسميًا، وأن عدد الأطفال الذين أنجبهم دائما ما كان محل تساؤل للجميع.

وأكدت الصحيفة أن بوتين لديه طفلتان، ماريا وكاترينا، من زوجته ليودميلا بوتينا، وهي مضيفة طيران سابقة كانت تعمل في شركة إيروفلوت، والتي طلقها في عام 2013، ليصبح بذلك أول زعيم روسي ينفصل منذ بطرس الأكبر في عام 1698.

وقالت الصحيفة إن بوتين لا يناقش أمور عائلته علنا، لكنه قال -في مؤتمر صحفي في عام 2015- إن ابنتيه تعيشان في روسيا، ودرستا فيها، وتتحدثان ثلاث لغات أوروبية بطلاقة، مشددا على أنهما لا ترغبان في تسليط الضوء عليهما أبدا أو أن تكونا مشهورتين، بل على العكس لطالما فضلتا الخصوصية. 

 

اقرأ أيضا: أمريكا تفرض عقوبات على ابنتي بوتين وأسرة لافروف

وبحسب الصحيفة؛ فقد أكد بوتين أن بناته يتخذن الخطوات الأولى في حياتهن المهنية، وأنهن لم ينخرطن في الأعمال أو السياسة. ومع ذلك -كما تقول الصحيفة- فقد أطلقت الابنتان منذ ذلك الحين مشاريع تجارية.

وذكرت الصحيفة أن الابنة الصغرى تدعى كاترينا تيخونوفا، وتبلغ من العمر 35 عامًا، حيث وُلدت عام 1986 مدينة دريسدن الألمانية في الوقت الذي كان فيه بوتين يعمل جاسوسا في المخابرات السوفياتية، وقد درست تيخونوفا -هو اسم والدتها- في جامعة ولاية سانت بطرسبرغ وجامعة موسكو الحكومية، وحصلت على درجة الماجستير في الفيزياء والرياضيات، كما أن لديها شغفا بالثقافة اليابانية ورقص الروك أند رول البهلواني.

وأضافت الصحيفة أن كاترينا تزوجت من كيريل شامالوف، الابن الأصغر لنيكولاي شامالوف، الاقتصادي المقرب من بوتين والمالك الشريك لبنك روسيا، الذي تصفه الحكومة الأمريكية بأنه "البنك الشخصي" لكبار مسؤولي الكرملين، وقد عُين زوجها مستشارًا قانونيًا رئيسيًا لشركة غازبروم للنشاط الاقتصادي الأجنبي في عام 2002، عندما كان عمره 20 عامًا فقط.

وبينت الصحيفة أن صنفت مجلة فوربس الاقتصادية صنفت شامالوف الابن كواحد من أصغر المليارديرات في روسيا بعد استحواذه على حصة 17 بالمئة في شركة البتروكيماويات "سيبور"، وذلك من جينادي تيمشينكو، حليف بوتين الذي تضرر لاحقًا من العقوبات.

 

اقرأ أيضا: مؤرخة أمريكية: هل الانقلاب على بوتين ممكن؟

وتشير الصحيفة إلى أن تحقيقًا أجرته وكالة رويترز للأنباء عام 2015، قال إن الزوجان -اللذان انفصلا لاحقًا في عام 2018، دون أي أخبار عن أي تسويات مالية بينهما، يملكان ممتلكات مشتركة تزيد عن ملياري دولار، بالإضافة إلى فيلا فاخرة على شاطئ البحر بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني في منتجع بياريتز الفرنسي، وهي الفيلا التي اقتحمها المتظاهرون المناهضون لبوتين الشهر الماضي؛ حيث نشروا مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يعلنون فيه أنه تم شراء هذا المنزل بالمال الذي سرقه بوتين والمافيا الروسية، معلنين أنهم جعلوا هذا المنزل مكانًا لإعادة التأهيل والحياة لضحايا نظام بوتين، خاصة اللاجئين من أوكرانيا وروسيا الذين أجبروا على الفرار من الحرب، وقالوا: "لقد ولى الوقت الذي ينهب فيه الدكتاتوريين والأقلية الحاكمة بلدانهم ويتجهون للعيش بلا مبالاة في فيلات في أوروبا".

وتابعت الصحيفة استعراض السيرة الذاتية للبنت الصغرى لبوتين؛ حيث قالت إنها عملت في مناصب مختلفة في جامعة موسكو الحكومية، قبل أن يتم تعيينها في عام 2020 كرئيسة لمعهد "قضايا الذكاء الاصطناعي والأنظمة الفكرية" الجديد، الذي تبلغ تكلفته 1.7 مليار دولار، والذي وصفه بوتين بأنه إحدى أهم الأدوات في الإستراتيجية الوطنية لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وكان من بين مستشاريها الرسميين في الجامعة خمسة أعضاء من الدائرة المقربة لبوتين، بما في ذلك ضابطان سابقان في المخابرات السوفيتية (KGB).

وبخصوص البنت الكبرى لبوتين، فقد قالت الصحيفة إنها تدعى ماريا فورونتسوفا، وهي أخصائية أمراض الغدد الصماء للأطفال، وتدرس آثار الهرمونات على الجسم، وأنها سبق أن أجرت في عام 2019 مقابلة على التلفزيون الحكومي الروسي، كشفت فيها عن خططها لإقامة مشروع طبي بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني يهدف إلى المساعدة في علاج السرطان، كما أنها تزوجت من رجل الأعمال الهولندي جوريت فاسن؛ حيث عاش الزوجان في مبنى سكني حصري في فورشوتين، بالقرب من لاهاي العاصمة.

ونوهت الصحيفة إلى أنه تنتشر العديد من التكهنات في روسيا بأنه توجد ابنة ثالثة لبوتين، من علاقة استمرت لأعوام مع عاملة النظافة سفيتلانا كريفونوجيخ، البالغة من العمر 46 عامًا، والتي أصبحت تملك شقة في إمارة موناكو الفرنسية، إثر ولادتها لابنتها لوزيا التي يرفض الكرملين الحديث عنها كابنة الرئيس.