اقرأ أيضا: ما حقيقة محاولة الاتحاد المصري خطف مدرب المغرب؟
نهج حكم العسكر
في سياق تعليقه على مكافأة اللواء هدهود رغم تورطه في
فعل مشين، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل:
"نحن نعاني من مشكلة واضحة عندما نحاول فهم بعض الأمور المتناقضة من وجهة
نظرنا نحن الشعب".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "نظريا هناك
قوانين وقواعد اجتماعية وأخلاقية تحكم العلاقات بين أفراد المجتمع وطبقاته، ونحن
نقيم كل ما يحدث من أمور بناء على هذا التصور النظري المحايد، لكن الحقيقة والواقع
وما أثبتته مئات المواقف أن مصر دولة تحت سيطرة قطاع يحتوي على نخبة عسكرية
واقتصادية ومجموعة من المنتفعين لهم قانونهم الخاص وعلاقاتهم المعقدة وحتى
أخلاقيات لا تمت لما نعتقده بأي صلة".
واستدرك عادل، وهو ضابط سابق بالجيش المصري، بالقول: "لو
راجعنا حقبة الحكم العسكري لمصر منذ 7 عقود، أي انقلاب يوليو 1952 فإننا لا نجد أيا من
هذا القطاع قد تمت محاسبته على شيء بداية من هزيمة عام 1967، مرورا بكل التجاوزات
والأخطاء حتى أقل رتبة في جهاز الشرطة ضد الشعب".
واختتم حديثه بالقول: "يجب أن ندرك أن هذا القطاع
المسيطر على مصر لا يأبه لا للشعب ولا للقانون ولا لأية قيمة أو عرف مستقر أو
منطقي، فهم لهم قوانينهم الخاصة ولا يحاسبون أحدا منهم إلا إذا بدا منه تمرد أو
تحرك من وراء ظهورهم، وما جرى يتوافق تماما مع نهجهم منذ سبعين عاما".
وصمة الفساد جواز المرور
بدوره، اعتبر السياسي والحقوقي المصري، عمرو عبد الهادي،
أن "ما جرى مع اللواء هدهود ليست محاولة لحفظ ماء الوجه، ولكنها هي طبيعة
المرحلة الراهنة والمستمرة في ظل حكم وهيمنة العسكر على مصر".
وأضاف لـ"عربي21": "السيسي قرر مكافأة
رئيس الحرس الجمهوري الذي خان الرئيس الراحل محمد مرسي وعينه وزيرا للدفاع،
واستعان باللواء أسامة عسكر المتهم بسرقة الملايين وزاد في ترقيته إلى رتبة فريق
وتعيينه رئيسا للأركان"، مشيرا إلى أنه "لا مجال للاستعانة بالشرفاء لأن
الشريف لن يمكث في منصبه يوما واحدا في دولة 1952".
ورأى عبد الهادي أن "السيسي يحاول الآن إعادة تأسيس
دولة 52 من جديد كما بدأها عبد الناصر، وهو إعلان رسمي أن نظامه لا يحوي إلا
القتلة والسارقين والفاسدين".
وأعرب نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم
واستنكارهم لتعيين اللواء هدهود في منصب جديد وترقيته وتكريمه، وإعادته لنادي
الزمالك ومجلس إدارتها رغم واقعة "سرقة" الميدالية بدلا من محاسبته على
فعلته.
انفراد.. تفاصيل قضية فساد أطاحت بوكيل نيابة مصري (وثائق)
"ثورة الغلابة".. غضب من الوضع الاقتصادي بمصر ودعوات للتظاهر