سياسة دولية

انتهاء مهلة روسية بشأن "ماريوبول".. نفي أوكراني لخسارتها

روسيا أمهلت سابقا الجنود الأوكرانيين المتبقين في ماريوبول لرمي السلاح- جيتي

مع حلول مساء اليوم الـ53 للحرب في أوكرانيا، تثار مخاوف من تصعيد عسكري روسي جديد، لا سيما بعد انتهاء مهلة أعلنتها موسكو سابقا للجنود الأوكرانيين في ماريوبول لإلقاء السلاح بعد تأكيدها السيطرة بالكامل على المدينة، وسط نفي كييف.

 

نفي كييف

 

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، الأحد، إن القوات المتبقية في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية ما زالت تقاتل، وترفض طلب روسيا بالاستسلام.


وأبلغ شميهال برنامج (هذا الأسبوع) الذي تبثه شبكة "إيه.بي.سي" التلفزيونية بأن "المدينة لم تسقط بعد"، مضيفا أن الجنود الأوكرانيين يواصلون السيطرة على بعض أجزاء المدينة.


وقال شميهال إن القوات الروسية "لم تسيطر تماما" على ماريوبول.

 

اقرأ أيضا: روسيا تعلن السيطرة على "ماريوبول" وأوكرانيا تقر بصعوبة الوضع

وأضاف أنه سيحضر مع مسؤولين أوكرانيين هذا الأسبوع اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، وسوف يطلبون المزيد من المساعدات المالية لأوكرانيا.


وقال شميهال: "نحن بحاجة إلى مزيد من الأموال للوفاء بالتزاماتنا الإنسانية والاجتماعية.. الآن، نصف اقتصادنا فقط يعمل. لذلك نطلب الدعم المالي".


وأضاف أن أوكرانيا تعاني حاليا من عجز في الميزانية يبلغ حوالي خمسة مليارات دولار شهريا.

 

تأثير ماريوبول على المفاوضات

 

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنه لم يكن هناك أي اتصالات دبلوماسية في الآونة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا على مستوى وزارتي الخارجية وإن الوضع في مدينة ماريوبول الساحلية، الذي وصفه بأنه "فظيع"، قد يكون "خطا أحمر" في مسار المفاوضات.


وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس نيوز"، الأحد: "ماريوبول قد تكون خطا أحمر".

  

انقضاء المهلة الروسية

 

وأكد رئيس الوزراء الأوكراني، أن المدافعين عن ماريوبول "سيقاتلون حتى النهاية"، وذلك بعد انقضاء مهلة نهائية حدّدتها روسيا لهم لإلقاء السلاح وإخلاء المدينة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا ومينائها الاستراتيجي الذي سيشكل الاستيلاء عليه انتصارا مهما لموسكو.


وقال إن آخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول ما زالوا يسيطرون على أجزاء من المدينة و"سيقاتلون حتى النهاية".

 

اقرأ أيضا: مهلة روسية للمقاتلين بماريوبول.. وزيلينسكي خائف على العالم

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت الوضع في ماريوبول بأنه "غير إنساني"، داعيًا الغرب إلى تزويد كييف "فورا" بالأسلحة الثقيلة التي يطلبها منذ أسابيع. وتقول القوات الروسية إنها سيطرت على المدينة بشكل شبه كامل بعد قتال عنيف باستثناء جيب مقاوم.


وأكدت وزارة الدفاع الروسية عبر تطبيق "تليغرام"، أن "جميع من يتخلون عن أسلحتهم سيتم ضمان سلامتهم... إنها فرصتهم الوحيدة".


لكن المهلة التي حدّدتها روسيا انقضت، في حين اتّهمت موسكو كييف بأنها "منعت التفاوض على استسلام" قواتها، وفق وزارة الدفاع الروسية.


وفي وقت مبكر من صباح يوم الأحد، تحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن غارات جوية شنها الروس على المدينة من منطقتي دونيتسك وتافريا.


وسيشكل استيلاء روسيا على هذه المدينة انتصارا مهما لموسكو لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

 

روسيا تحرر رهائن بطلب من أردوغان

 

وأعلنت روسيا، الأحد، تحرير رهائن كانوا محتجزين في مسجد تركي بمدينة ماريوبول الأوكرانية، بناء على طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، في تصريحات صحفية، إنه بناء على طلب الرئيس التركي، "تم تنفيذ عملية خاصة في مسجد تركي في منطقة بريمورسكي بمدينة ماريوبول لتحرير الرهائن المحتجزين من قبل القوات الأوكرانية".


وأوضح أن "العملية أسفرت عن إطلاق سراح الرهائن وقتل 29 مسلحا، من بينهم مرتزقة أجانب".


وفي سياق متصل أشار كوناشينكوف، إلى أن القوات الروسية تحاصر بشكل كامل مصنع "أزوف ستال" بمدينة ماريوبول الذي يضم بحسب كوناشينكوف نحو 400 مرتزق أجنبي معظمهم من الدول الأوروبية.


وأفاد بأن "6 آلاف و824 مرتزقا أجنبيا من 63 بلدا جاؤوا إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب"، مشيرا إلى أن عددهم انخفض جراء المعارك ليبلغ اليوم 4 آلاف و877.


وأوضح أن الجيش الروسي قتل ألفا و35 مرتزقا أجنبيا، فيما رفض 912 آخرون المشاركة في المعارك وغادروا البلاد.


وذكر كوناشينكوف أن الجيش الروسي استهدف الليلة الماضية بصواريخ عالية الدقة مصنع ذخيرة في منطقة بروفاري التابعة لكييف.

 

قتلى بشرق أوكرانيا

 

في سياق آخر، قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوغانسك، إن اثنين على الأقل قُتلا وأصيب أربعة آخرون اليوم الأحد في قصف استهدف بلدة زولوتي بشرق أوكرانيا.


وأضاف: "في أحد المباني الشاهقة، دمر (القصف) طابقين... هناك قتيلان على الأقل وأربعة جرحى".

 

ولم يتسن على الفور التحقق من صحة التقرير.

قتلى في خاركيف

وذكرت هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية نقلا عن سلطات الصحة المحلية، أن خمسة أشخاص قتلوا في قصف على وسط مدينة خاركيف اليوم الأحد وأصيب 13 آخرون.


وقال التقرير: "رجال الإنقاذ يعملون في المواقع (المتضررة من القصف)".

الأسلحة من أوروبا


ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، دول الاتحاد الأوروبي لتأمين أسلحة لأوكرانيا بشكل عاجل.


جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، حيث قالت ردا على سؤال حول تقديم السلاح الثقيل لكييف، إنها تدعم تقديم شتى أنواع الأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها.


وطالبت الدول القادرة في الاتحاد أن تؤمن الأسلحة لأوكرانيا بشكل عاجل، حيث ستتمكن وحدها فقط من النجاح في نضالها ضد روسيا.


ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يحضر لفرض حزمة ساسة من العقوبات على روسيا، وخاصة في مجال المصارف والطاقة.


وأكدت على "ضرورة فعل كل ما يلزم لوقف الحرب بأسرع وقت، لكن في الوقت ذاته علينا تحضير أنفسنا لحقيقة احتمال استمرار الحرب لشهور أو ربما سنوات".


وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلا في سيادتها".