صحافة دولية

WP: عرض ماسك لشراء "تويتر" يثير مخاوف حول "الاستبداد"

قال الخبراء إن وضع الكثير من القوة في يد شركة واحدة أمر سيئ- جيتي

أثار العرض الذي قدمه  الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، لشراء موقع "تويتر" بعض المخاوف والهواجس بخصوص سيطرة ماسك على المنصة وفرض رقابة على المستخدمين.


وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن متخصصين بمواقع التواصل الاجتماعي، وخبراء أمضوا سنوات بمحاربة "العنف والاستبداد" في "فيسبوك"، حيث "يشعرون بخوف من أن شركة كبرى ثانية (تويتر) قد تخضع لسيطرة شخص واحد فقط، خاصة الشخص الذي يشتكي من أن تويتر يفرض قيودا للنشر على الموقع".


وفي 14 نيسان/ أبريل الجاري، أظهر ملف تنظيمي لشركة "تويتر"، أن الملياردير الأمريكي ماسك، عرض شراء المنصة بقيمة إجمالية 41.39 مليار دولار.


وبحسب تفاصيل الملف، فإن سعر العرض الذي تقدم به ماسك، يعني أن سعر السهم يبلغ 54.2 دولار، بزيادة 38 بالمئة القيمة السوقية للسهم الواحد في إغلاق 1 أبريل/ نيسان الجاري.


ومطلع نيسان/ أبريل الجاري، أعلن الملياردير ومؤسس شركة تسلا، شراء حصة تبلغ 9.2 بالمئة من أسهم "تويتر"، ليصبح بذلك أكبر مساهمي المنصة الاجتماعية.


ويطمح ماسك إلى إجراء رزمة تعديلات على تويتر، والتي أعلن عن بعضها منذ شرائه الحصة، أبرزها إجراء تعديلات على التغريدات بعد نشرها، وإمكانية الدفع للمنصة من خلال العملات المشفرة، فيما شجب ماسك "قرارات حظر بعض المستخدمين"، ووصفها بأنها "رقابة".


ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن شوشانا زوبوف، الأستاذة المتقاعدة في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، قولها إن "وضع الكثير من القوة في يد شركة واحدة أمر سيئ، ولكن وضعها في يد شخص واحد، كما هو الحال مع مارك زوكربيرغ في فيسبوك، أو احتمال ماسك في تويتر، فسيكون غير متوافق مع الديمقراطية".


وأضافت زوبوف: "ببساطة لا توجد ضوابط وتوازنات من أي قوة داخلية أو خارجية، وسيترك ماسك، مثل زوكربيرغ، مع بيانات مجمعة حول الأشخاص والقدرة على استخدامها للتلاعب بهم"، مشيرة إلى "الفرق في النزاهة بين السلوك الفردي والسلوك الجماعي".


وأوضحت: "يجلس زوكربيرغ أمام لوحة المفاتيح، ويمكنه أن يتحكم يوما بيوم، وساعة بساعة، بما إذا كان الناس سيكونون أكثر غضبا أو أقل غضبا، وما إذا كانت المنشورات ستنتشر أم ستحظر".


وقال مسؤولون سابقون لصحيفة واشنطن بوست إنه "إذا سيطر ماسك على تويتر، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على صناع السياسة الأميركيين لتنظيم شركات وسائل التواصل الاجتماعي".


وقالت إيفا غالبيرين، مديرة الأمن السيبراني في مؤسسة "إلكترونيك فرونتيير" إنها "ستشعر بالقلق إزاء تأثير الملكية الفردية لتويتر على حقوق الإنسان والسلامة الشخصية".

 

اقرأ أيضا: "تويتر" تتبنى خطة "الحبة السامة".. ما علاقة إيلون ماسك؟

وأضافت: "إنني قلقة بشكل خاص بشأن تأثير الملكية الكاملة من قبل شخص أظهر مرارا وتكرارا أنه لا يعرف حقائق الإشراف على المحتوى على نطاق واسع".


وتحدث خبراء آخرون عن ضرورة وجود نوع من "الاعتدال" في التحكم بمحتوى وسائل التواصل، بمعنى أنه يجب الحد، على سبيل المثال، من المنشورات الداعية للعنف والجرائم بمختلف أشكالها، عبر وجود قواعد تتحكم في المحتوى، وعندما تكون الملكية خاصة وفردية، يصعب حدوث ذلك.


ولم تفلح الصحيفة في الحصول على رد، سواء من مارك زوكربيرغ أو من إيلون ماسك.