رأى خبراء عسكريون غربيون أن الوسائل التي استخدمها
الجيش الروسي في أوكرانيا لم تكن مناسبة لمواجهة مقاومة شديدة لم تكن في حسبان
أجهزة الاستخبارات.
واعتبر الخبراء أن انطلاقة القوات الروسية في أوكرانيا
كانت فاشلة، بناءً على أخطاء كبيرة في التقدير، تمثّلت بهجمات على عدة جبهات دون
تغطية جوية، وأرتال مدرعات دون دعم، وغياب التنسيق، والاستخفاف بالمقاومة
الأوكرانية.
وأجمع الخبراء على أن الهدف الأصلي للرئيس الروسي
فلاديمير بوتين كان تنحية السلطة الأوكرانية بسرعة عبر عملية خاطفة.
وقال الخبير العسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين، إن "فرض
القادة السياسيين الروس سيناريو عبثيا بالمطلق على القيادة العسكرية مفاده أن كل
شيء سيتم كما حدث أثناء ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014" من قبل روسيا.
وأوضح: "اعتقدوا أن الجيش الروسي سيكون موضع ترحيب
في جميع أنحاء أوكرانيا، باستثناء المناطق الغربية. ومن الواضح أن القيادة
العسكرية الروسية لم تكن مستعدة لمثل هذه المقاومة من الأوكرانيين".
وأكد فانسان توريه من مؤسسة البحث الاستراتيجي، أن "الجيش
الروسي استخف تماما بتوازن القوى"، مشيرا إلى أن "الجزء الوحيد من
العملية التي خُطط لها كعملية حربية هو الغارة على مطار (أنتونوف) في غوستوميل، ومحاولة خلع السلطة الأوكرانية.
وأضاف: "دخلت القوات الروسية الأخرى إلى البلاد كما
لو كانت في طريقها للاستيلاء عليها، بطموحات عالية أدت إلى تشتتها على امتداد
البلاد".
وأشار إلى أن الهجوم الروسي بدأ بالتزامن في ثلاث جبهات، ما أدى إلى تشتيت 150 ألف جندي روسي على عدة محاور: شمالاً باتجاه العاصمة كييف
وشرقاً وجنوبا، وفق "فرانس برس".
اقرأ أيضا: الغزو الروسي لأوكرانيا يدخل الشهر الثالث (إنفوغراف)
السيطرة الجوية
وشدد الخبراء على أن التفوق الجوي من الأساسيات التي
تحدد مسار ما تبقى في أي نزاع معاصر، إلا أن القوات الروسية انتشرت برا دون أن
تبسط سيطرتها جواً، على الرغم من تعبئة 500 طائرة.
وميدانيا، تبدو المناورة الأرضية متخبطة، وتكشف عن فشل
سلسلة القيادة وثغرات في التدريب. يتم إنزال وحدات النخبة بالمظلات إلى مطار
غوستوميل بالقرب من كييف، دون دعم جوي، بينما تتقدم أرتال طويلة من المدرعات
الروسية أحيانا دون تغطية، لتصبح عرضة للضربات الأوكرانية انطلاقا من الأرض أو
الجو، بمساعدة طائرات مسيرة تركية من طراز بيرقدار ذات الأداء العالي.
وخلال شهرين، خسر الروس أكثر من 500 دبابة وأكثر من 300
مدرعة، بحسب مدونة Oryx المتخصصة التي تحصي الخسائر المادية في
أوكرانيا على أساس الصور أو مقاطع الفيديو التي التقطت في ساحة المعركة.
ورأى الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات
الاستراتيجية في لندن، ويليام ألبيرك، أن "هذا لا يعني نهاية عصر
الدبابات"، و"لكن المدرعات تعمل بشكل جيد عندما تقترن بالمدفعية والمشاة
والدعم الجوي"، وهو ما لم يكن متوفراً في المرحلة الأولى من الحرب في
أوكرانيا.
"معركة على
الطرق"
وتفتقر الضربات الروسية المتعددة إلى الدقة، حيث تشير
واشنطن إلى أن 50 بالمئة فقط من ضربات صواريخ كروز تصيب هدفها.
في المقابل، "استعد الأوكرانيون جيدا بشكل لافت.
لقد شنوا عملية مناورة حقيقية" من خلال عدم محاولة الدفاع عن حدودهم الواقعة
تحت نطاق نيران المدفعية، وعمدوا إلى نشر قدراتهم أرض-جو وطيرانهم في البلاد،
وإعادة تجميع صفوفهم في المدن من أجل تعقيد الهجوم الروسي، بحسب مصدر عسكري
أوروبي.
بعد شهر، عقب فشلها في تطويق كييف وإسقاطها، قررت موسكو
تغيير خطتها والتركيز على إخضاع منطقة دونباس، الواقعة شرق البلاد والمتاخمة
لروسيا.
منذ ذلك الحين، "نشهد شكلا من أشكال تعزيز"
الجهود العسكرية الروسية مع "قيادة موحدة وهدف أكثر توافقاً"، بحسب
ألبيرك الذي توقع مع ذلك معركة قاسية على أرض وعرة تنتشر فيها السواقي والغابات.
واعتبر ضابط فرنسي رفيع أن "الأوكرانيين يتميزون في
هذا المجال. سيخوضون معركة على الطرق لتعقيد المناورة وعملية الإمداد
الروسية" مشيرا إلى أن كييف تواجه الآن خطوط إمداد صعبة للغاية، إذ إن
الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة وأوروبا تأتي من الغرب.
اعتقال موظفين لمنظمة الأمن الأوروبية بإقليم دونباس
روسيا تعلن السيطرة على "ماريوبول" وأوكرانيا تقر بصعوبة الوضع
لائحة اتهام مرتقبة ضد بوتين بـ"الجنائية".. تشمل الاغتصاب