في الوقت الذي تسجل فيه قوات الاحتلال إخفاقا ميدانيا لوقف العمليات ضد الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنها تذهب لمواجهتها فيما تسميه العالم الافتراضي، من خلال التعتيم على المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي، والتنسيق مع إداراتها لملاحقتها على مدار الساعة.
في الوقت
ذاته، فإن الجهود الأمنية والتقنية الإسرائيلية في هذا المجال وصلت لإزالة ما يقرب
من نصف المنشورات التي يعتبرها الاحتلال تشجع على تنفيذ الهجمات المسلحة، على
مختلف منصات التواصل الاجتماعي، فيما تم حجب مواقع وصفحات تديرها حركة حماس، ويبلغ
عدد متابعيها مئات الآلاف من المتابعين، بحسب الإعلام العبري.
توفا تسموكين، مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت"، زعمت في تقرير ترجمته "عربي21" أن
"أجهزة أمن الاحتلال وضعت يدها على أكثر من 14 منشورا "تحريضيا" منذ
بدء موجة الهجمات في نيسان/ أبريل الماضي، وتم حذف ما يقرب من 7 آلاف منشور بعد
تدخل هذه الأجهزة مباشرة، أو بالتنسيق مع إدارات وسائل التواصل الاجتماعي، بزعم
أنها محتويات عنيفة، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن الاحتلال بمختلف
أذرعهما التقنية يبذلان جهودا متضافرة لإزالة وحجب المحتوى الذي يشجع ويثني على
الهجمات المسلحة من أجل تهدئة الوضع الميداني".
اقرأ أيضا: 8 مطالب إسرائيلية ردا على وثيقة الأردن حول الأوضاع بالأقصى
وأضافت يشأن "البيانات الواردة من قسم الإنترنت بمكتب المدعي العام للدولة، فقد حددت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بمختلف تخصصاتها تصاعدا في المنشورات التحريضية منذ هجوم بئر السبع في 22 آذار/ مارس، حتى أن وزارة القضاء دخلت هي الأخرى على خط محاربة المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل، من خلال اعتبار هذه المنشورات تنتهك القانون الإسرائيلي، وشروط استخدام الشبكة، وتكمن المصلحة العامة للدولة في إزالة هذا المحتوى، لأنها تضمنت دعوات صريحة لطعن اليهود، أو دعسهم، أو إطلاق النار عليهم، بهدف قتلهم، وتشجيع زيادة أعداد القتلى في الموجة الحالية".
المعطيات التي
أعلنها الاحتلال في الأيام الأخيرة كشفت أن بعض المنشورات تم إزالتها، لاسيما تلك
التي ركزت على الإشادة بالهجمات ضد الاحتلال، ومنفذيها، ومنحهم الألقاب الكبيرة
مثل "الأبطال"، وتوجيه التحية لهم، فضلا عن إرفاق المنشورات بمظاهر
الاحتفال بتنفيذ تلك الهجمات من خلال بث مقاطع فيديو لتوزيع الحلوى والاحتفالات
بعد كل هجوم.
بلغة الأرقام،
تكشف أجهزة أـمن الاحتلال أنها خلال الأسابيع الماضية حظرت 495 منشورا على إنستغرام وأبقت 113، وعلى فيسبوك حظرت 4186، وأبقت 1252 منشورا، وعلى تويتر حظرت
434، وأبقت 1100، وعلى تيك توك حظرت 1600، وأبقت 739، وعلى يوتيوب حظرت 151، وأبقت
على 74 منشورا، وعلى تيليغرام حظرت 18، وأبقت على 28 منشورا.
منشورات أخرى
لاحقتها قوات الاحتلال تلك المتعلقة بالدعوة لإضعاف دولة الاحتلال، واستهداف
جبهتها الداخلية، ومهاجمة قواتها والمستوطنين في محاولاتها لاقتحام المسجد
الأقصى، واتهام دولة الاحتلال بمنع المسلمين من الصلاة فيه، بجانب حظر وصول
المتصفحين لبعض المواقع على شبكة الإنترنت، خاصة تلك التي تديرها حركة حماس، وتعمل
على إثارة الروح المعنوية حول المسجد الأقصى، فضلا عن صفحات على Facebook لديها أكثر من 900 ألف متابع.
تزعم الدائرة
الإلكترونية في جهاز أمن الاحتلال؛ أن ما وصفته بـ"الحصار" المفروض على
المحتوى الفلسطيني على شبكة الإنترنت قد يساعد في تقويض قدرة المنظمات المسلحة على
تنفيذ المزيد من الهجمات، وإشعال المشاعر، وأعمال الاحتجاجات حول المسجد الأقصى.
تقرير حقوقي: الاعتداءات على المسجد الأقصى جريمة حرب
الجنايات الدولية تتسلم شكوى ضد إسرائيل لارتكابها جرائم حرب
"الدولي للحقوقيين" يدين انتهاكات الاحتلال في القدس