تزامن إحياء الاحتلال
الإسرائيلي لمرور عام
كامل على حرب
غزة الأخيرة في مايو 2021 التي أسماها "حارس الأسوار"، مع تزايد النقاشات الإسرائيلية التي تتمركز حول إمكانية اللجوء لحرب أخرى لمواجهة سلسلة العمليات
الفلسطينية الأخيرة.
ورغم عدم وجود معطيات أمنية استخبارية تربط غزة
بهذه العمليات، لكن العجز الإسرائيلي أمام وقف هذه العمليات يدفعه لمحاولة الهروب إلى الأمام، والزعم بأن قيادة المقاومة في غزة تحرض على تلك الهجمات.
في الوقت ذاته، وبينما صدرت دعوات إسرائيلية
متزايدة لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في غزة، لكن أصواتا أخرى تطالب بالتأني، وعدم
الاندفاع باتخاذ قرار انفعالي قد يكلف أثمانا باهظة، ودون جدوى، لا سيما عند الحديث
عن اغتيالات ضد قادة المقاومة، وفقا لما أصدره عدد من المسؤولين الإسرائيليين في
الأيام الأخيرة.
أتيلا شومفبيه مراسل صحيفة
يديعوت أحرنوت، ذكر
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مرور هذه الذكرى السنوية لحرب غزة
الأخيرة ترافق مع ظهور جدل بين المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال حول
مسار العمل ضد حماس وقادتها، ومن بين ذلك الخلاف القائم حول احتمال شن عملية
عسكرية أخرى في غزة، والخشية الإسرائيلية أن جولة أخرى ستحقق نفس نتائج الجولة
السابقة بالضبط، مما سيسبب إحباطا إسرائيليا آخر".
وأضاف أن "كبار ضباط المنطقة الجنوبية في
الجيش يعتقدون أن مرور عام كامل على حرب غزة الأخيرة مر بسرعة، وهم يشعرون كأنهم
غادروا قطاع غزة منذ لحظات قليلة، ومنذ ذلك الحين وهم يستعدون، ويتعلمون، ويبحثون،
ويبنون خططًا جديدة للجولة التالية المحتملة، ورغم ذلك فليس هناك من إجابة واضحة
على المستوى العملياتي لردع المنظمات الفلسطينية دون بدء جولة جديدة من القتال،
على اعتبار أن الردع مفهوم بعيد المنال، ويعتمد على مكونات ليست عسكرية فقط".
أما الجنرال يوم توف- سامية القائد الأسبق
للقيادة الجنوبية فتحدث عن احتمال شن عملية أخرى في قطاع غزة، معترفا أن
"إسرائيل ليس لديها استراتيجية منظمة للتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل عام،
ومع حماس وغزة على وجه الخصوص، حتى عند الحديث عن دعوات اغتيالات القضاء على قادة
حماس، فإن الجيش ليس لديه مشكلة في القيام بذلك، ولكن كيف سيساعد عندما لا يكون
جزءًا من استراتيجية شاملة للقضاء على حماس".
وأضاف أن "إسرائيل سوف تخطئ إن خرجت
لاغتيال قادة حماس دون تحديد أهداف، بل إن أي اغتيال سيؤدي لجولة أخرى ونفس
النتائج تمامًا، القتل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وتدمير مئات المنازل
الفلسطينية، وإلقاء الكثير من القنابل، وبعد عام آخر سيكون إطلاق نار جديد بين غزة
وتل أبيب، وفي النهاية لن نحقق شيئا في هذا الأمر، ويجب أن يبقى المحظور الأساسي
في أي عملية ضد غزة ألا نعود إليها من جديد".