بينما يعيش رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت حالة من الزعزعة وعدم الاستقرار، يعمل رئيس الوزراء البديل وزير الخارجية يائير لابيد بشكل محموم على إخماد النيران المشتعلة، وإنهاء الأزمة القائمة حول المسجد الأقصى مع الفلسطينيين، بالتزامن مع صدور وإلقاء الشرارات والتصريحات العدوانية من مختلف أوساط الائتلاف.
ويجعل التوتر الجاري من رائحة الانتخابات المبكرة تحوم في الأجواء، لكن السؤال يبقى حول من سيطيح بالحكومة، ومن سيترأسها في الحملة الانتخابية، وهل يدخل الاثنان، بينيت ولابيد في حالة من المصالح المتضاربة.
مع العلم أنه بعد وقت قصير من هزيمة التحالف للمعارضة في اليوم الأول للعمل في الكنيست في بداية دورته الصيفية، قام الاثنان بنشر فيديو مشترك للاحتفال بفوزهما، وقبل ذلك بوقت قصير تحدثت أوساط إسرائيلية عن أن بينيت يقدر أن الحكومة وصلت إلى النهاية، وبات يستعد للانتخابات، في حين يفضل لابيد أن يقع اللوم على رئيس الوزراء، حتى يتمكن من الاحتفاظ بمقعده أثناء الحملة الانتخابية، لكن من الواضح أن تصويرهما لهذا الفيديو جاء لتبديد الشائعات عن خلافاتهما.
تال شاليف المراسلة الحزبية لموقع ويللا، ذكرت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بينيت ولابيد أعلنا في التغريدة المصاحبة للفيديو أن "الحكومة هنا لتبقى"، ورغم أن هذه التغريدة تافهة، لكنها أيضًا رمزية، وتعكس تقسيم العمل الذي حدث بينهما في محاولة لتحقيق الاستقرار في الائتلاف وحل الأزمة مع القائمة العربية الموحدة لإنقاذ الحكومة، مع العلم أنه في حال تم حل الكنيست، والتحضير لخوض الانتخابات المبكرة الخامسة فسوف يحصل لابيد على موقع رئيس الحكومة خلال هذه المرحلة الانتقالية خلال خوض الحملة الانتخابية، وهي بطاقة ثمينة له ستساعده في تحقيق نتائج أفضل".
اقرأ أيضا: تقديرات إسرائيلية حول تأثير الهجمات الأخيرة على تماسك الحكومة
وأضافت أن "تسلسل الأحداث في المسجد الأقصى قد تلقي بظلالها المتعارضة على الاثنين، بينيت ولابيد، لأنها تسببت بنشوب عاصفة داخل الائتلاف الحكومي، رغم حديثهما عن ضرورة التعاون البرلماني مع القائمة المشتركة، وعدم استبعاد إمكانية تصويتها لإعطاء الحكومة شبكة أمان في الكنيست، الأمر الذي سيكون من شأنه زيادة الضغط القادم من الجناح اليميني داخل الحكومة، وقد يدفع مزيدا من الأعضاء اليمينيين للانضمام إلى عيديت سيلمان التي انسحبت مؤخرا من رئاسة الائتلاف الحكومي".
فضلا عما تقدم من تطورات حكومية وبرلمانية علنية، فإن هناك معركة سرية تجري بين لابيد وبينيت حول مصير موقع رئاسة الحكومة، سواء في حال بقيت الأمور على حالها، وحينها سينتقل الموقع إلى لابيد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أما في حال انفراط عقد الائتلاف، وبدء التحضير لانتخابات جديدة، فإن لابيد سيستلم هذه المهمة خلال الشهور الثلاثة الخاصة بالانتخابات، وتشكيل الحكومة الجديدة، لكن ذلك من شأنه التسبب بحالة من الضوضاء، وبث الخلافات، وإحداث المشاكل الداخلية.
الاستنتاج الإسرائيلي يكمن في أنه إذا استقرت الحكومة خلال الأسابيع المقبلة، ونجحت بالاستمرار رغم الزخم الحاصل، فحينها يمكن للاثنين، لابيد وبينيت التغلب على مصالحهما المتضاربة، ولكن طالما استمرت الحلبة السياسية في التغيرات المتلاحقة، فإن المعركة السرية بينهما حول من سيقود الحكومة، قد تقربها من نهايتها، وفي الوقت ذاته انفراط عقد شراكتهما.
هل يسقط الأردن حكومة بينيت بعد تصريحاته بشأن إدارة الأقصى؟
8 مطالب إسرائيلية ردا على وثيقة الأردن حول الأوضاع بالأقصى
إقرار إسرائيلي: انهيار تام أمام "حماس" والعمليات ستستمر