أعرب وزير الداخلية الفرنسي عن سعيه لمنع ارتداء البوركيني، عقب إصدار مدينة غرونوبل قرارا يسمح للنساء بارتدائه في المسابح البلدية.
ويثير لباس البوركيني، الذي ترتديه بعض النساء المسلمات لتغطية أجسادهن وشعرهن أثناء السباحة، جدلا كبيرا في فرنسا، حيث كان أحد محاور الحملة الانتخابية الرئاسية الماضية.
واحتدم الجدال خلال الأيام القليلة الماضية في منطقة أوفيرني رون ألب بعد إعلان رئيس بلدية مدينة غرونوبل إريك بيول، التابع لحزب الخضر الفرنسي، تغيير قواعد استخدام المسابح العامة للسماح بجميع أنواع ملابس السباحة.
من جانبه، رد رئيس المنطقة لوران واكيز، التابع لحزب "الجمهوريون"، بقطع مخصصات المدينة إذا طبقت هذا القرار.
ووجه رئيس المنطقة تحذيرا لرئيس البلدية مهددا بقطع جميع المخصصات المالية لمدينة غرونوبل. وأضاف: "لن يمول فلس واحد من المنطقة خضوعك للإسلاموية".
ووصف وزير الداخلية جيرالد دارمانان، التغيير بأنه "استفزاز غير مقبول.. يتعارض مع قيمنا"، مضيفًا أنه طالب بطعن قانوني في اللوائح الجديدة.
وبموجب القانون الجديد لمكافحة "الانفصالية الإسلامية" المثير للجدل الذي أقره البرلمان عام 2021، يمكن للحكومة الطعن في القرارات التي تشتبه في أنها تقوض التقاليد العلمانية الصارمة في فرنسا والتي تهدف إلى فصل الأديان عن الدولة.
وأثير الجدل حول ملابس السباحة مع أولى محاولات عدد من رؤساء البلديات في جنوب فرنسا لحظر البوركيني على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في صيف 2016. وألغيت القيود في النهاية لاعتبارها تمييزية.
ودافع إريك بيول، رئيس بلدية غرونوبل، وهو أحد أبرز السياسيين الخضر في البلاد ويقود ائتلافًا يساريًا واسعًا، عن تحرك البلدية باعتباره انتصارًا. وقال لإذاعة "آر إم سي" الاثنين: "كل ما نريده هو أن يتمكن الرجال والنساء من ارتداء ما يريدون".
وأكد رئيس حزب الخضر جوليان بايو، أن القرار لا علاقة له بقوانين العلمانية التي تلزم مسؤولي الدولة بالحياد في الأمور الدينية، ولكنها تضمن حقوق المواطنين في ممارسة عقيدتهم بحرية.
وفي 29 نيسان/ أبريل الماضي، وجه بيول يرسالة من أربع صفحات إلى إيمانويل ماكرون، دعاه فيها إلى "تعزيز أسس الجمهورية" ووضع قائمة بالعديد من الموضوعات التي يجب تناولها على سبيل الأولوية. ومن بين المواضيع التي تطرقت لها الرسالة، مسألة البوركيني في مسابح البلدية، والتي يرغب المسؤول المنتخب في معالجتها.
ولا يرى رئيس البلدية أن البوركيني يتعارض مع مبدأ العلمانية، وقد أشار في وقت سابق إلى أن كل شخص يستطيع ارتداء ما يريده طالما لا يتعارض ذلك مع "قواعد النظافة والسلامة".
اقرأ أيضا: قضاء فرنسا يحقق في تسريب بيانات شخصية لمسلمين
وأضاف بيول: "أريد أن تكون المرأة المسلمة قادرة على ممارسة دينها أو تغييره... وأود أن تكون قادرة على السباحة. أريدهن أن يكن أقل عرضة لمطالبتهن بارتداء ملابس بطريقة ما أو بأخرى".
وتزعم السلطات الفرنسية أنها لا تمنع البوركيني في المسابح العمومية لأسباب دينية، لأسباب تتعلق بالنظافة.
وقبل غرونوبل، قامت مدينة رين شمال غرب البلاد بتحديث لوائح المسابح في عام 2019، للسماح بارتداء البوركيني وأنواع أخرى من ملابس السباحة.
محكمة فرنسية تؤيد تورط شركة "لافارج" في جرائم بسوريا
روسيا تطرد دبلوماسيي 3 دول.. وزيلينسكي يشارك في "كان"
المجلس العسكري الحاكم بمالي يعلن إحباط محاولة انقلاب