مستلهمة رسوماتها من عبق ملحمة الأدويسا العميقة والمفعمة بالتفاصيل ومليئة بالأحداث التي تلهم القارئ شعرا والكاتب قصصا، عبرت فنانة تشكيلية أوكرانية، "بنت أوديسا"، عن قصة عشقها لبلد عربي.
إليزابيث ليسيوتينا، وعلى خطى عواطف الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي تغنى بالبلد في قصيدة "كيف نشفى من حب تونس"، والشاعر السوري نزار قباني الذي قال: "ياتونس الخضراء جئتك عاشقا"، خيّرت الفنانة التشكيلية الأوكرانية، التعبير عن حبها لتونس، ولكن عبر رسم لوحات بأنماط فنية مختلفة.
وتعيش الفنانة التشكيلية الأوكرانية، إليزابيث ليسيوتينا، في مدينة أوديسا على ساحل البحر الأسود، حيث عبرت لـ"عربي21" عن رغبتها في تحقيق حلمها بزيارة تونس، حالما تنتهي الأزمة التي تعيشها بلادها.
وقالت الفنانة الأوكرانية في تصريح خاص لـ "عربي21"؛ إنها "لم تزر تونس من قبل، لكنها سعيدة بالتعاون مع المغتربين التونسيين، وتحلم بزيارة البلاد قريبا".
كما أوضحت في محادثة مع مراسل "عربي21"، أنها تعلمت الرسم منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، ومنها شاركت في العديد من المعارض والمسابقات الفنية، حيث حصلت على جوائز وشهادات تقدير على مستوى أوكرانيا، وفي مسابقات فنية دولية في فرنسا وبيلاروسيا وتايوان وليتوانيا ولاتفيا ورومانيا وبلغاريا.
وأضافت ليسيوتينا أن لديها أكثر من 10 كتب منشورة في مجال الرسم،كما أنها تعطي دروسا في المجال. وترسم الفنانة التشكيلية بتقنيات مختلفة، لكن الأنماط المفضلة لديها هي الرسم بالقلم الأسود وورق البلاستيك، وكذلك قص الورق على طريقة فيتينانكا "vytynanka"، وهي تقنية تشكيلية أوكرانية.
وإلى جانب الفنون، تخرجت إليزابيث ليسيوتينا، من كلية الحقوق بدرجة امتياز، في عام 2019.
وفي عام 2021 نالت درجة البكالوريوس، بينما تدرس حاليا بمرحلة الماجستير في أكاديمية القانون بمدينة أوديسا.
عشق تونس
وقالت ليسيوتينا؛ إنها عشقت تونس بعد أن شاركت في نشاط ثقافي مع الجالية التونسية في مدينتها، حول المعالم السياحية في تونس في مهرجان "الموج الأخضر" Green Wave الدولي للكتاب، حيث قدمت كتبها مع رسوماتها التوضيحية وشاركت في تقديم دروس في الرسم.
وأوضحت الفنانة التشكيلية لـ"عربي21": "كنت مهتمة جدا بالبلد، فكلما عرفت أكثر عنه وعن معالمه وتقاليده، كلما وقعت في حب تونس".
وأضافت: "الأهم من كل ذلك، أنني أحب قراءة الكثير من المعلومات حول العادات التونسية، ثم استخدامها في رسوماتي".
وتابعت "بنت أوديسا": "من المهم بالنسبة لي أن تونس تتمتع بمزيج متوازن من التاريخ القديم والمنتجعات الشاطئية الحديثة".
وأردفت إليزابيث ليسيوتينا: "تونس لديها العديد من المعالم السياحية المثيرة للاهتمام.. تاريخها فريد ومتعدد الأوجه".
وذكرت الفنانة التشكيلية الأوكرانية أنه "تم إصدار نسخة أولى من كتاب تونس السحرية في 2020، وفي هذا العام سينشر جزء ثان، شاركت فيه".
واستعرضت بعض الأعمال الفنية التي قامت بها، حيث رسمت أحد أهم المعالم في التراث التونسي "الباب الأزرق التقليدي"، الذي تشتهر به ضاحية سيدي بوسعيد و"الخمسة".
وحاولت الفنانة التشكيلية الأوكرانية رسم لوحات لمنتجع مدينة طبرقة السياحية في شمال البلاد، والمدينة العتيقة بمحافظة سوسة على الساحل الشرقي والقصر الروماني بمدبنة الجم.
ولم تنس إليزابيث ليسيوتينا رسم ضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في محافظة المنستير، وحديقة إشكل الوطنية في محافظة بنزرت بشمال البلاد، ومزرعة التماسيح بجزيرة جربة التي تعرف بسحر طبيعتها.
كما رسمت لوحة فنية لحفل زواج تونسي تقليدي، تضمن آلات موسيقية تقليدية، وأنواعا من الحلويات ونبتة الياسمين الشهيرة، وشجر النخيل والتمور الشهية وأكلات شعبية.
كما أبدعت بنت أوديسا في رسم إبريق الشاي، الذي يمثل عادة لدى العائلات التونسية وطبق حلويات "المقروض" التقليدية، الذي يعتبر أحد مميزات الموروث الغذائي في البلاد، مع خلفية لأحد أشهر الأماكن في المدينة العتيقة بتونس العاصمة.
أوكرانيا تحقق "نصرا" في جائزة "يوروفيجن".. وزيلنسكي يعلّق
أوكرانيا الأوفر حظا في مسابقة "يوروفيجن".. وروسيا مستبعدة