تستمر المملكة السعودية، في دعم روسيا كعضو في منظمة "أوبك+" رغم العقوبات المشددة التي فرضها الغرب على موسكو وإمكانية فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الروسي، وفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز".
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في تصريحات للصحيفة إن الرياض تعمل "على اتفاق مع منظمة "أوبك+" التي تضم روسيا" مؤكدا أن "على العالم احترام قيمة" تحالف المنتجين.
وأضافت الصحيفة أن صفقة إنتاج جديدة ستبرم تزامنا مع قرب انتهاء كوتا "أوبك+" التي تم الاتفاق عليها في نيسان/إبريل 2020 وتنتهي صلاحيتها بعد 3 أشهر.
وعلقت "فايننشال تايمز" بأن تصريحات الأمير عبد العزيز إشارة دعم لروسيا من حليف تقليدي للغرب، مما يطرح أسئلة حول مكانه في مجموعة أوبك+.
وقاومت الرياض ضغوط الغرب لزيادة معدلات إنتاجها من النفط الخام بشكل يخفف من أسعاره التي ارتفعت لمعدلات غير مسبوقة في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
وأكدت الرياض أنه لا يوجد نقص في الإمدادات، حيث قال الأمير عبد العزيز إن من السابق لأوانه الحديث عن شكل الاتفاق الجديد في ظل التقلب في السوق، لكنه أكد على أن أوبك+ ستزيد من الإنتاج "لو كان هناك طلب".
وأضاف: "في ضوء الفوضى الحالية، فمن الباكر جدا محاولة تحديد (شكل الاتفاق)" و"لكن ما نعرفه هو أن ما نجحنا في توفيره الآن كاف ليقول الناس أن هناك ميزة، وهناك قيمة للعمل معا".
وعبر اتفاقها في 2020، توصلت "أوبك+" لزيادة الإنتاج الكلي كل شهر بمعدل متواضع لا يزيد عن 430 ألف برميل في اليوم.
لكن إنتاج روسيا انخفض منذ بداية حرب أوكرانيا، حيث تراجع من 11 مليون برميل في اليوم بشهر آذار/مارس الماضي إلى معدل 10 ملايين برميل في اليوم في نيسان/إبريل الماضي، حسب بيانات أعدتها إكس أويل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار تراجع الإنتاج الروسي ليصل 3 ملايين برميل في اليوم، منذ فرضت القوى الغربية عقوبات مشددة لتخفيض اعتمادها على الطاقة الروسية، بما في ذلك حظر الاتحاد الأوروبي على الاستيراد من روسيا.
ووصل سعر خام برنت، المعيار الدولي إلى 112 دولارا للبرميل في الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضا: هل سيلتقي بايدن محمد بن سلمان.. ولماذا غير موقفه؟
ونسقت السعودية القائد الفعلي لمنظمة أوبك وأكبر مصدر للنفط في العالم، حصص إنتاج النفط مع روسيا منذ عام 2016، من خلال أوبك+.
وحاولت المملكة التحرك بحيادية منذ غزو أوكرانيا، حيث تحدث ولي العهد محمد بن سلمان مرتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما هنأ الملك سلمان الزعيم الروسي في يوم النصر الذي احتفلت به البلاد إحياء لانتصارها على ألمانيا النازية.
ونسب الأمير عبد العزيز بن سلمان زيادة أسعار النفط في محطات الوقود إلى غياب قدرات التكرير العالمية والضرائب.
وقال: "ما يحدد السوق هي قدرة التكرير وكيفية فتحه.. خسر العالم خلال الأعوام الثلاثة الماضية 4 ملايين برميل من قدرة التكرير و2.7 مليون منذ بداية جائحة كورونا".
وفشل بعض أعضاء "أوبك+" في الوفاء بحصص الإنتاج، فيما تظل كل من السعودية والإمارات المنتجتين الوحيدتين اللتين تملكان القدر على زيادة الإنتاج.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عقب غزو أوكرانيا في شباط/فبراير، تجنب الغرب بداية فرض عقوبات على أرصدة الطاقة الروسية نظرا لاعتماد الدول الأوروبية على إنتاج روسيا من النفط والغاز.
ومنعت الولايات المتحدة استيراد النفط الروسي، مقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي التي لا تزال منقسمة بشأن تخفيض استيراد النفط الروسي، وتراجعت هذا الشهر عن مقترح يحظر على حاملات النفط الأوروبية حمل الخام الروسي.
وقال الأمير عبد العزيز إنه يجب إبعاد السياسة عن أوبك+ مضيفا أن التحالف قد يحتاج في المستقبل للقيام بـ "تعديلات منظمة"، في ظل الإغلاق الصيني بسبب كورونا والنمو العالمي وسلاسل التوريد.
أكسيوس: أمريكا تسعى لإعادة فتح سفارتها في كييف رغم الحرب
الغارديان: هل ينجح حظر واردات نفط روسيا بوقف حرب أوكرانيا؟
WP: "سي آي آيه" تستقطب الروس إلكترونيا لمدها بمعلومات سرية