أدانت وزارة الخارجية السودانية، السبت، إعلان مسؤول إثيوبي أن عملية الملء الثالث لسد "النهضة" ستكون في آب/ أغسطس وأيلول/سبتمبر المقبلين، معتبرة أن التصريحات تسمم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية وتزيد من حدة التوتر للعلاقات بين البلدين..
وقال بيان لوزارة الخارجية تعقيبا على تصريحات منسوبة لمدير مشروع سد النهضة الإثيوبي كيفلي هورو، إنها "تابعت بقلق التصريحات غير المسؤولة لمدير سد النهضة في إثيوبيا."
وأضافت أن المسؤول الإثيوبي، "تجاهل موقف السودان الثابت من عملية ملء وتشغيل السد إلّا بعد التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق مصالح شعوب الدول الثلاث إثيوبيا والسودان ومصر".
وتابعت: "لعل من المدهش عدم اكتراث المسؤول الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني رغم اعترافه باحتمال تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث مما يشير إلى أن إثيوبيا تريد المضي قدما في مواقفها الأحادية السابقة".
وأكدت الخارجية السودانية، أن تصريحات هورو "تسمم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية وتزيد من حدة التوتر للعلاقات بين البلدين وتمثل خرقا للاتفاقات السابقة ونكوصاً عن مقترح السودان الداعي للالتزام بالرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والبنك الدولي) في عملية التفاوض".
وشددت الوزارة، على "ضرورة الالتزام بالمواثيق والعهود وعملية التفاوض الجارية التي تحفظ حق الأطراف الثلاثة بغية الوصول لتسوية شاملة لأزمة سد النهضة تحقق المصالح المشتركة حتى لا تتحول نعمة السد إلى نقمة".
والجمعة، أعلن هورو في تصريحات إعلامية، أن عملية الملء الثالث لسد "النهضة" ستكون في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر المقبلين، مشيرا إلى "احتمال تضرر مصر والسودان من عملية الملء".
وقال هورو إن إثيوبيا "لن تسمح بوقف تشييد هذا المشروع، ولن تفعل ذلك ولن تسمح بتعطيله"، داعيا القاهرة والخرطوم إلى "التحلي بالعقلانية".
اقرأ أيضا: برلماني إثيوبي يتحدث لـ"عربي21" عن سد النهضة والملء الثالث
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن مصر ترغب في تحقيق اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا فيما يخص سد النهضة، وفق قواعد القانون الدولي ومن خلال المفاوضات والحلول السلمية التي تحقق مصالح كافة الأطراف.
وأوضح شكري عقب مباحثات مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، أن مصر تسعى بشكل متوازن لما يحقق رغبة الأشقاء في التنمية شريطة حفظ أمن مصر والسودان المائي، في ظل اعتماد مصر بشكل كامل على النيل في مواردها المائية.
وكان عضو مجلس النواب الفيدرالي الإثيوبي محمد العروسي، قد قال في حوار مع "عربي21" إن "مراحل الملء الثالث لسد النهضة تتم بشكل آلي، بمعنى أن كميات التخزين تزيد بزيادة هطول الأمطار، وتقل بقلتها".
وبدأت إثيوبيا رسميا إنتاج الكهرباء من سد النهضة في شباط/ فبراير الماضي، بعد أن نفذت الملء الأول والثاني خلال العامين الماضيين.
والمفاوضات الثلاثية مجمدة منذ نحو عام، حيث تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.
وقامت إثيوبيا بالملء الثاني في تموز/يوليو 2021، بعد عام من آخر مماثل، وسط رفض مصري سوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".
السيسي: حرصت بـ3 يوليو أن لا أصف مرسي بالرئيس المعزول
تفجير خط أنابيب للغاز بسيناء.. والسلطات تتهم تنظيم الدولة