يسعى "اليميني" رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية
نفتالي بينيت، بشكل حثيث إلى إنقاذ ائتلافه الحكومي الهش من السقوط، خاصة بعد
الكشف عن اتصالات سرية بين أحد أعضاء حزبه مع حزب "الليكود" المعارض.
وفي محاولة للإبقاء على الائتلاف الحكومي المكون من 8 أحزاب إسرائيلية
بينهما حزب عربي، اجتمع رئيس الحكومة بينيت، مساء أمس، مع النائب الكنيست عن حزبه
"يمينا"، نير أورباخ، بعد تردد أنباء عن نية الأخير ترك الائتلاف
والانشقاق عنه، والالتحاق بالمعارضة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وفي حال تحقق ما جرى الحديث عنه في مختلف وسائل الإعلام العبرية من
انشقاق أورباخ، قد يؤدي هذا إلى سقوط الحكومة وحل الكنيست، ومن ثم الهرولة نحو
إجراء انتخابات جديدة.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن هدف الاجتماع الذي ضم
أقرب المستشارين للعضو أورباخ، "تقرير ما إذا كان ينبغي أن يستقيل من
الائتلاف الآن، أو إذا كان ينبغي منحه (بينيت) الفرصة للمحاولة لتشكيل حكومة
بديلة"، مؤكدة أن الاجتماع "انتهى دون قرار".
ولفتت إلى أن عضو الكنيست المذكور أصدر "إنذارا لرئيس الوزراء
لعدة أيام لتغيير تشكيل الحكومة، داعيا إياه إلى "اصطفاف المتمردين أو تشكيل
حكومة يمينية مع نتنياهو".
وخاطب أورباخ رئيس حكومته بقوله: "لقد شكلنا حكومة للتركيز على
القضايا المدنية، لكننا نحاول رفع رأس القومية الفلسطينية".
اقرأ أيضا: "يديعوت": إسرائيل تتراجع سياسيا.. هذا ما كشفه فشل الحكومة
وعقب الاجتماع في مكتب رئيس الوزراء، صدر بيان مشترك يزعم أن
"الاجتماع كان جيدا، وسيتم الاجتماع مرة أخرى صباح الأحد المقبل".
وذكرت "معاريف" أن الاتصالات بين عضو الكنيست أورباخ وحزب
"الليكود"، كشف عنها لأول مرة يوم الأربعاء الماضي، حيث أكد أورباخ
لعناصر "الليكود" أنه "لا ينوي الاستمرار في الائتلاف كما هو
حاليا".
وفي مؤشر على العنصرية الإسرائيلية في التعامل مع العرب في الداخل
المحتل عام 1948، ذكر أورباخ لرئيس الحكومة خلال اجتماعهما أمس، أن "العرب في
التحالف يبحثون فقط عن ماكينة صراف آلي وليس أي رؤية مدنية، لقد أعطيت فرصة لكني تركت
وحدي، ولا جدوى من الاستمرار".
وأكد أورباخ في الاجتماع، أن "الأمر انتهى، ويجب على بينيت
استيعاب ذلك".
ولفتت الصحيفة إلى أن "أورباخ على اتصال مع الليكود من خلال
وسطاء"، موضحة أن "أحد العوامل المهيمنة في المحادثات هو رئيس الحركة
الصهيونية الدينية، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش ، الذي شارك بالمثل في تقاعد
عضو الكنيست إديت سيلمان".
وعقب الخسارة الجديدة التي مني بها الائتلاف مرة أخرى في الكنيست، أمس،
أكد رئيس "شاس" أرييه درعي، أن "التحالف قد تفكك أخيرا هذا
الأسبوع، قريبا توقعوا مفاجآت".
وتسبب تصريح درعي بغضب حزب "الليكود"، الذي أكد أن نشر مثل هذا التصريح، "تسبب في إلحاق الضرر بالاتصالات من وراء الكواليس، بما في ذلك مع
عضو الكنيست أورباخ".
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"معاريف"، أن "أورباخ سيتخذ
قراره في الأيام المقبلة، وإذا قرر التقاعد، فهو يفضل القيام بذلك مع أيليت شاكيد،
لكنه يعتقد في هذه المرحلة أنه غير قادر على فك الارتباط مع بينيت".
وتشكل الائتلاف الحكومي الحالي الحاكم في "إسرائيل" من 8
أحزاب تضم مختلف ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي، علما بأن ما جمعهم هو هدف مشترك
يتمثل في إسقاط رئيس الحكومة السابق وزعيم المعارضة الحالية نتنياهو.
والأحزاب الثمانية هي؛ حزب "يمينا" اليميني المتشدد برئاسة
بينيت، حزب وسط "يوجد مستقبل" بزعامة مائير لابيد (وزير الخارجية
الحالي)، حزب "أزرق-أبيض" وسط يميل إلى اليمين، بقيادة الجنرال بيني
غانتس (وزير الأمن).
ويضم الائتلاف أيضا، حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة
أفيغدور ليبرمان (وزير المالية حاليا)، حزب "العمل" برئاسة ميراف
ميخائيلي، حزب "أمل جديد" برئاسة المنشق عن "الليكود" جدعون
ساعر، إضافة لحزب "ميرتس" اليساري برئاسة وزير الصحة الحالي نيتسان
هوروفيتش، والحزب العربي الوحيد هو "القائمة العربية الموحدة" برئاسة
منصور عباس.
خبير إسرائيلي: هذه مخططات جيش الاحتلال تجاه أهالي الـ48
"هآرتس": لماذا طردت الكونغو الديمقراطية رئيس "الموساد"؟
تقرير إسرائيلي: مقتل أبو عاقلة برصاص الجيش "مرجح جدا"