نشر موقع "سليت" ملخصا لمقابلة "بودكاست" في برنامج "ماذا بعد؟" التي تعده الصحفية ماري هاريس، حيث استضافت في حلقة الثلاثاء الصحفية الفلسطينية داليا حتوقة، للنقاش حول مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وقالت داليا حتوقة، التي نشأت في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إنها كانت تشاهد وهي طفلة صغيرة الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة على التلفاز، في تقارير لها على قناة الجزيرة، حيث "كانت متعاطفة، لكنها جادة" وهي تتحدث أمام الكاميرا.
وأضافت حتوقة: "أعتقد أن كل عربي في الشرق الأوسط نشأ وهو يتابعها ولعقود، وبالنسبة لمعظم العرب لم تكن فلسطين متاحة لهم، ولهذا أدخلت فلسطين إلى كل بيت عربي".
والشهر الماضي، قتلت أبو عاقلة وهي تقوم بمهمة صحفية في مخيم فلسطيني، وفي الأيام والأسابيع التي أعقبت مقتلها، قامت ثلاث فرق صحفية بالتحقيق بالطريقة التي قتلت فيها، حيث استخدم موقع المصدر المفتوح للتحقيق الاستقصائي بيلينغكات، الصور وأشرطة الفيديو وبيانات من شهود عيان، وقال إن الأدلة تشير إلى أنها "استهدفت ولم تقتل نتيجة رشقات رصاص طائشة صوبت على هدف أو شخص آخر".
كما نشرت شبكة "سي إن إن" تحقيقا، اعتمدت فيه على لقطات الفيديو والصور والخبراء العسكريين، مستنتجة أن أبو عاقلة قتلت في "هجوم مستهدف من الجيش الإسرائيلي"، وقبل فترة قالت وكالة أنباء أسوسيتدبرس الكلام ذاته (وكذا صحيفة واشنطن بوست قبل يومين).
وقال الجيش الإسرائيلي قبل فترة إن هناك إمكانية لمقتل أبو عاقلة برصاصة جندي إسرائيلي، ولكن "لم يطلق أي جندي النار عمدا على الصحفية".
وفي حلقة "ماذا بعد؟" على بودكاست، تحدثت الصحفية هاريس مع حتوقة المتخصصة الآن في صحافة الوسائط المتعددة، وتركز في عملها على الشؤون الإسرائيلية- الفلسطينية.
وقالت إن أبو عاقلة كانت تغطي مداهمة لمخيم جنين، وكانت ترتدي سترة الصحافة والخوذة، ثم أصابتها الرصاصة في الجزء الخلفي من رأسها، و"لم تكن لديها فرصة للنجاة أو الوقت للبحث عن غطاء لتجنبها".
وعندما سألت هاريس عن الضربة القاتلة التي جاءت في المنطقة غير المغطاة بين الخوذة والسترة، أجابت حتوقة: "من وجهة نظري كصحفية، والطريقة التي أنظر إليها، هي أن قناصا مجربا لديه القدرة قادر على إطلاق رصاصة كهذه.
وعندما حدث هذا، قالت السلطات الإسرائيلية إن مقاتلين فلسطينيين هم المسؤولون عن وفاتها، ووزعوا لقطات فيديو لرجال فلسطينيين وهم يطلقون النار في زقاق".
وعلقت على سؤال عن قربهم من أبو عاقلة، قائلة إن الرجال الفلسطينيين لم يكونوا قريبين منها، مضيفة أن منظمة حقوق إنسان إسرائيلية (بتسيلم) أثبتت أن اللقطات قديمة، وأنها تبعد 300 متر عن مكان الصحفيين، ودون مجال رؤية لهم، "إلا إذا كان الرصاص الفلسطيني قادرا على التحرك في الزوايا وتسلق الدرج".
اقرأ أيضا: WP: تحليلات خبراء السلاح تؤكد قتل إسرائيل لـ"أبو عاقلة"
وبعد تقرير بتسيلم، غيّر الإسرائيليون روايتهم، وباتوا يقولون إنهم لا يستطيعون التحقيق إلا في حالة تسليم الفلسطينيين الرصاصة التي انتزعوها من رأسها.
وأشارت الصحفية هاريس إلى أهمية التأكيد على أن الجيش لم يكن الطرف الوحيد الذي قال إنها قتلت برصاص فلسطينيين، بل ورئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن مسلحين فلسطينيين قتلوها.
ورأت حتوقة أن هذا الكلام ليس جديدا على من غطى الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وفي هذه الحالة المتعلقة بفلسطينية أمريكية، حيث تزيد من الضغط على الإسرائيليين الذين قاموا بلوم الفلسطينيين ثم تغيير القصة.
ووصفت حتوقة ما حدث في جنازتها وأهمية حمل النعش والفزع الذي أصاب الإسرائيليين لرؤية العلم الفلسطيني.
وقالت إن هذا المشهد في القدس القديمة لم يكن صادما للفلسطينيين فقط، بل والعالم، مضيفة: "لم أشاهد أبدا اعتداء على حملة نعش في جنازة أحد، حيث أظهروا للناس أنهم حاولوا منعها في حياتها، وإهانتها في موتها أيضا".
وقالت هاريس إنه من المهم المقارنة هنا بين رد فعل الحكومة الأمريكية على مقتل الصحفي دانيال بيرل في باكستان قبل 20 عاما ومقتل أبو عاقلة، ففي الحالة الأولى أرسلت فريق تحقيق من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، فهل هناك إمكانية في حالة أبو عاقلة؟
وأجابت حتوقة: "نعم، لماذا لا يكون؟ ويتدرب الأمريكيون بشكل منتظم في إسرائيل، والمال الذي يضخ إليها من أمريكا مذهل".
وتابعت: "فلماذا لا تحصل مواطنة أمريكية على العدالة التي تستحقها، ومحاسبة الشخص المسؤول عن قتلها؟ وأعتقد أن الجميع يستحقون العدالة والمحاسبة مهما كانت جنسيتهم".
وعن وعود وزير الخارجية أنطوني بلينكن بتحقيق مستقل في مقتلها، قالت حتوقة: "أتحدث كثيرا مع عائلة أبو عاقلة، وأعرف أن بلينكن اتصل بهم ووعدهم بعمل ما يستطيع للتأكد من حدوث تحقيق".
وبصراحة، لم يحدث شيء، ومضى شهر، والأمر ليس صعبا، فهناك لقطات وشهود عيان وكل شيء، فهذا ليس لغزا، بل بعد مقتل شيرين قال الأمريكيون إن العلاقات مع إسرائيل محصنة".
وقالت إن زخم تغطية الإعلام الغربي لمقتل أبو عاقلة قد خف، وإنه لا يهتم بحياة الفلسطينيين إلا بقدر علاقتهم بحياة الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما أوضحت حتوقة أنها تريد من الناس تذكر شيرين أبو عاقلة كشخصية مرحة كانت تحب التسوق وحضور الحفلات وتحب الحلويات.
وتابعت بأنها من "النادر ما شاهدتها حزينة، مع أنها فقدت والدتها ووالدها في سن مبكر، وغطت الكثير من المآسي، ولم تغادر الابتسامة وجهها، كما أن تغطية أحداث فلسطين مثيرة للكآبة، لكنها كانت روحا حرة، ولم تحطمها تغطية انتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية أو توقفها عن التمتع بالحياة وحبها، وأتمنى لو بقيت حية لكي تواصل التمتع بالحياة وحبها".
أكسيوس: الإمارات تبحث مع أمريكا الحصول على "ضمانات أمنية"
موقع روسي: بايدن يؤسس السور العظيم المناهض للصين في آسيا
أسوشييتد برس: الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة "إسرائيلية"