نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحفية شيرا روبين، قالت فيه؛ إنه عندما يزور الرئيس جو بايدن بيت لحم يوم الجمعة، لعقد اجتماع قصير مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تذكير من إدارته بأن قضية الشعب الفلسطيني لم تعد تعني واشنطن.
وأوضحت أن لقاء بايدن بعباس يؤكد إحباط الفلسطينيين من التغيير، لا سيما مع وجود جيل كامل مشلول سياسيا بسبب الرئيس الذي لا يتمتع بالشعبية والبالغ من العمر 86 عاما، الذي مدد فترة ولايته من أربع سنوات إلى 17 عاما بفضل الانتخابات الملغاة.
وأشارت إلى أن الفلسطينيين لم يعرفوا أبدا عملية سلام، ولم يشاركوا مطلقا في الانتخابات الفلسطينية، ورأوا القضية الفلسطينية مهمشة، ومن ثم، فإن الزيارة هي تذكير صريح بأن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بدعم قضيتهم.
اقرأ أيضا: احتجاجات فلسطينية ضد زيارة بايدن.. و"#لا_مرحبا_بك" يتصدر
وفي حين أن زيارة بايدن ستحتفل بالاندماج الإسرائيلي المتزايد في المنطقة، يجد الفلسطينيون أن وضعهم الخاص يزداد سوءا بشكل مطرد، حيث يحكمهم ما يرون أنه حكومة استبدادية أكثر انسجاما مع احتياجات إسرائيل من احتياجاتهم.
وقال فادي قرعان، 34 عاما، المحلل السياسي من البيرة في الضفة الغربية؛ إن زيارة بايدن ستضفي الشرعية رسميا على الممارسات الاستبدادية في السلطة الفلسطينية، التي وصفها بـ "صورة محسنة للعم توم، ما بعد الحداثة [الذي يقوم على خدمة] نظام الأبارتهايد الإسرائيلي".
وافتتح بايدن رحلته إلى الشرق الأوسط في إسرائيل والضفة الغربية، لكن الأضواء الحقيقية هي محطته الأخيرة. وسيطير الرئيس الأمريكي إلى السعودية، وهي الزيارة التي قال بايدن في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست"؛ إنها ستكون بمنزلة "رمز صغير للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، الذي تعمل إدارتي على تعميقه وتوسيعه".
وكان يشير إلى اتفاقيات التطبيع التي مكنت، بدعم ضمني من السعودية، من إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية بين إسرائيل وأربع دول عربية على مدى العامين الماضيين، وهو تطبيع قالت تلك الدول العربية نفسها على مدى عقود؛ إنه سيكون ممكنا فقط إذا اتخذت إسرائيل خطوات نحو إنهاء احتلالها للضفة الغربية المستمر منذ 55 عاما، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن حمزة غنيم، 18 عاما، خريج مدرسة ثانوية مؤخرا، من قرية ترمسعيا بالضفة الغربية، الذي يأمل في استخدام جواز سفره الأمريكي لدراسة الطب في الولايات المتحدة: "بايدن هنا من أجل إسرائيل، وليس من أجلنا".
وقال غنيم، الذي كان يتحدث في موقف للسيارات في سوبر ماركت في هذه القرية، التي كانت زراعية في السابق ويقطنها مواطنون أمريكيون وفلسطينيون؛ إنه يكافح من أجل رؤية مستقبل في وطنه.
ومنذ الطفولة، شهد غنيم تدفقا سريعا للمستوطنين الإسرائيليين، الذين يبلغ عددهم الآن حوالي نصف مليون في الضفة الغربية، وهي أرض يتصورها الفلسطينيون جزءا من دولتهم المستقبلية.
وقال محمد عوض، 19 سنة، الذي انضم إلى مجموعة الشبان خارج السوبر ماركت: "الزيارة بنسبة 100%، تساعد إسرائيل وتؤذينا".
وأعادت إدارة بايدن 500 مليون دولار من المساعدات المالية للفلسطينيين التي قطعها الرئيس دونالد ترامب. وقالت إن الفلسطينيين يستحقون مقياس "الحرية والأمن والازدهار" ذاته الذي يتمتع به الإسرائيليون. لكن الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي يعانون من محدودية حرية الحركة.
وهناك 100000 فقط، من بين أكثر من 5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤهلون للحصول على تصاريح لعبور الجدار الفاصل الشاهق في إسرائيل لزيارة الأسرة أو العمل في "إسرائيل"، وعادة في أعمال مثل البناء أو خدمات الطعام.
اقرأ أيضا: بايدن: أنا صهيوني.. وإسرائيل "دولة يهودية مستقلة" (شاهد)
وقال ديميتري ديلياني -العضو البارز في حركة فتح، ويدعم تيارا مناهضا لعباس في الحركة-؛ إن طلب المساعدة المالية جاء على الأرجح من إسرائيل التي ترى استقرار الاقتصاد الفلسطيني كجزء من استراتيجيتها "لمكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أنه من غير المتوقع أن يثير عباس قضية مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في أيار/ مايو، التي تقول معظم التحقيقات إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عليها وقتلتها.
وقال ديلياني: "قررت الولايات المتحدة، وكذلك السلطة الفلسطينية، بيع دماء شيرين والمواطنين الأمريكيين لدعم التستر الإسرائيلي".
ويقول خبراء إسرائيليون وفلسطينيون؛ إن عباس ودائرته الداخلية يعتمدون على التنسيق العسكري الإسرائيلي من أجل سلامتهم. في المقابل، يقول منتقدون؛ إن قوات الأمن الفلسطينية تقوم بقمع المعارضة بأي شكل من الأشكال.
وفي الشهر الماضي، تم الإفراج بكفالة عن 14 من أفراد الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية، متهمين بقتل المعارض البارز المناهض للفساد نزار بنات في عام 2021.
وأشارت المحكمة إلى خطر انتشار فيروس كورونا في السجن. وفي تصريح لوسائل الإعلام الشهر الماضي، قال غسان بنات، شقيق نزار؛ إن هذا الادعاء ذريعة ودليل إضافي على "نظام عباس الدموي".
وقال عمر أبو حبيب، 32 عاما، من قرية سلفيت بالضفة الغربية؛ إنه يتفق مع معظم انتقادات بنات لعباس والسلطة الفلسطينية، بأنهم يتواطؤون مع إسرائيل لتحقيق مكاسب شخصية، والاستفادة من أموال المساعدات الدولية، وهم "خونة" لشعبهم، لكنه لن يعبر عن آرائه علنا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال: "إذا قلت كلمة انتقاد واحدة، فسوف تستجوبك أجهزة المخابرات.. لذا، فأنا أقوم بالرقابة الذاتية".
وقال أبو حبيب، الذي عمل والده مع الزعيم الوطني الفلسطيني ياسر عرفات؛ إن حل الدولتين الذي يدعمه بايدن، والذي يتم بموجبه إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، "مستحيل".
وقال في إشارة إلى أرض فلسطين التاريخية: "الحل الوحيد هو أن يرحل كل اليهود، ولكي نفعل ذلك، نحتاج إلى مقاومة مسلحة، كما في غزة، وصحيح أن وضعهم الاقتصادي سيئ، لكن على الأقل لهم كرامتهم".
وفقا للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، وهو مركز استطلاعات مقره رام الله، فإن 28% فقط من الفلسطينيين يؤيدون حل الدولتين و 55% سيرحبون بعودة المقاومة الفلسطينية.
وقبيل زيارة بايدن، تحدث عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد عبر الهاتف الأسبوع الماضي، في أول مكالمة من هذا النوع منذ خمس سنوات.
وكتب الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الذي يُتوقع على نطاق واسع أن يخلف عباس، في تغريدة على "تويتر" أن الزعيم الفلسطيني "أكد في المكالمة أهمية تهيئة الأجواء الهادئة قبل زيارة الرئيس بايدن، وهو ما نرحب به".
لكن ضياء علي، 32 عاما، طالب الدراسات الإسرائيلية في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، قال؛ إن الحفاظ على "الجو الهادئ" جاء على حساب الديمقراطية الفلسطينية.
وقال: "نحن نعلم أن الولايات المتحدة تدعم بعض الديمقراطيات وبعض الديكتاتوريات في العالم، ونحن من الصنف الأخير".
WP: هل الفلسطينيون راضون عن زيارة بايدن للضفة الغربية؟
AP: هذه أسماء أبرز "المعارضين المستهدفين" في السعودية
وكالة: ابن سلمان يمكن أن يحكم السعودية لنصف قرن