انتقد الائتلاف السوري المعارض إزالة شركة "أجنحة الشام" الخاصة المملوكة لمقربين من النظام السوري، من قائمة العقوبات الأوروبية، واصفاً القرار بـ"غير المقبول".
وشركة "أجنحة الشام" التي تأسست في العام 2007، هي أول شركة طيران سورية خاصة، وحسب المتوفر من المعلومات تعود ملكيتها إلى "مجموعة شموط التجارية"، في حين تؤكد مصادر أن الشركة كانت مملوكة لابن خال رئيس النظام السوري رامي مخلوف.
ولا يُعرف على وجه الدقة، الطرف المالك للشركة حالياً، بعد وقوع الخلاف بين آل الأسد ومخلوف.
وأكد الائتلاف في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه أن الشركة تدعم النظام السوري، وروسيا عبر نقل الميليشيات والمرتزقة، معتبراً أن إزالتها "يرسل رسائل خاطئة لكل مجرمي الحرب وداعميهم في العالم".
كما حذر الائتلاف من تخفيف القيود المفروضة على النظام السوري، مبيناً أن "الأسباب التي من أجلها فرضت هذه العقوبات ما زالت قائمة بل متفاقمة، وما زال النظام مستمراً بارتكابه لجرائم الحرب ضد الشعب السوري، بل تعداها لإرسال الميليشيات الإرهابية للقتال في أوكرانيا وغيرها، وبات شريكاً في حروب روسيا وإيران العدوانية في المنطقة والعالم".
وطالب الائتلاف بالمزيد من الإجراءات الرادعة للنظام المجرم ورعاته، وتفعيل وسائل جديدة لفرض الانتقال السياسي في سورية، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بها.
اقرأ أيضا: ما أهداف الأسد من تأسيس شركات طيران خاصة؟
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، قد أعلنت إزالة الشركة من لائحة العقوبات، وأضافت أن "الهدف من عقوبات الاتحاد هو تغيير سلوك الفرد أو الكيان المستهدف، وعند تغيير السلوك، يمكن مراجعة عقوبات الاتحاد الأوروبي وقد تُرفع كما يتضح من القرار الصريح بشأن أجنحة الشام".
وفي العام 2021، كان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على "أجنحة الشام" ضمن سلسلة عقوبات فرضها حينها على بيلاروسيا بسبب استمرار انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال المهاجرين، ومساهمة الشركة في نقل مهاجرين إلى حدود الاتحاد.
وبعدها أعلنت الشركة تعليق رحلاتها إلى بيلاروسيا، مرجعة ذلك إلى "الظروف الحرجة التي تشهدها الحدود البيلاروسية- البولندية".
وتعليقاً، طالب ممثل الائتلاف في الاتحاد الأوروبي، بشار الحاج، في حديث خاص لـ"عربي21" الاتحاد بتقديم تفسيرات واضحة للقرار، وخاصة أن الشركة متورطة بنقل مرتزقة سوريين إلى أوكرانيا، بالتنسيق مع روسيا.
وقال الحاج إن الائتلاف ينظر إلى مواقف الاتحاد الأوروبي في الملف السوري نظرة تقدير، مضيفاً: "لكن ننتظر التوضيح، لأن الخطوة قد تكون متعلقة بملفات أخرى في المنطقة".
اقرأ أيضا: "أجنحة الشام".. شركة طيران سورية بمهام متعددة
من جانب آخر، لم يستبعد ممثل الائتلاف أن يكون القرار بدافع إنساني، موضحاً أن "عدداً كبيراً من السوريين في أوروبا من الحاصلين على الجنسيات الأوروبية، بحاجة إلى شركات نقل جوي تقلهم إلى سوريا، وهناك شبه اتفاق دولي على تخفيف الأعباء عن السوريين".
واستدرك الحاج بقوله: "لكن لا يمكن إلا الاحتجاج على هكذا قرار وطلب الاستفسار، وتحديداً إن كان بدوافع إنسانية، أو لغايات متصلة بالتطبيع مع النظام السوري وإعادة إنتاجه، علماً أن الاتحاد الأوروبي يؤكد رفضه التطبيع مع النظام قبل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254".
من جانبه، يضع الخبير الاقتصادي السوري سمير طويل، إزالة "أجنحة الشام" من العقوبات في إطار التوجه الدولي والإقليمي نحو تغيير طريقة التعاطي مع النظام السوري.
ويضيف لـ"عربي21"، أن ما يثير الاستغراب أنه في الوقت الذي لا يزال فيه الاتحاد الأوروبي يفرض العقوبات على روسيا، يقدم على شطب شركة "أجنحة الشام".
وفي أيلول/ سبتمبر 2021، كانت الأمم المتحدة قد أكدت استخدام روسيا لشركة "أجنحة الشام" في نقل المرتزقة من سورية إلى ليبيا، وبعدها سرت أنباء شبه مؤكدة عن تورط الشركة بنقل مرتزقة من مناطق سيطرة النظام السوري إلى روسيا، لزجهم في المعارك بأوكرانيا.