رغم
استئناف العلاقات مع دولة الاحتلال، فإن الأوساط الإسرائيلية تتحدث عن أن تركيا تواصل علاقاتها
مع "حماس". ورغم أن أوساطا إسرائيلية تتحدث عن أن الأتراك وعدوا بتخفيض نفوذهم في المسجد
الأقصى، فإن الوقائع الميدانية تؤكد أنهم ما زالوا متمسكين بعلاقاتهم القديمة، مع العلم
أن التقدير الإسرائيلي وصل إلى حد الافتراض أن ما وصفته بـ"شهر العسل" الإسرائيلي
المتجدد مع تركيا قد يدفعها إلى تغيير بعض أنماط عملها التي تُشعر إسرائيل بالمرارة، ولكن
دون جدوى.
جديد
هذه المزاعم الإسرائيلية ما ذكرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "كجزء
من المصالحة المتجددة مع إسرائيل، فقد تعهدت تركيا بمنع حماس من التخطيط لهجمات على أراضيها،
بل تقليص وجود الحركة ونشاطاتها داخل الدولة التركية، التي وعدت بتقليل مستوى انخراطها
في أحداث المسجد الأقصى، الذي يعتبر عقل وقلب الرئيس رجب طيب أردوغان، لكن ما تم الكشف
عنه في لائحة الاتهام المرفوعة في القدس المحتلة ضد أحد كوادر حماس بدا أمرا مقلقا
لدولة الاحتلال".
نداف
شرغاي الكاتب الإسرائيلي زعم في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بلال صب
لبن فلسطيني من شرق القدس، تم توجيه لائحة اتهام ضده من النيابة الإسرائيلية، وجاء
فيها أنه تم تجنيده من قبل نشطاء حماس المقيمين في تركيا، وحصل على تعليمات للقاء وفود
سياحية قادمة من تركيا لزيارة المسجد الأقصى، واستلام الأموال منها لأغراض مختلفة باسم
حماس، مع العلم أن ظاهرة السياح الأتراك القادمين إلى القدس والمسجد الأقصى لتوزيع
الأموال على عناصر حماس، ليس أمرا جديدا".
وأضاف
أن "لائحة الاتهام الإسرائيلية ضد "صب لبن" تظهر أن الأتراك يتمسكون
بالسياسة التي حددها أردوغان في الماضي، وتتضمن زيارة المسجد الأقصى أكثر بكثير للاستمرار
في دعم الفلسطينيين هناك، رغم أن ذلك كان مثار نقاش قبل أشهر قليلة خلال قمة أردوغان-هرتسوغ،
التي بحثت مستقبل علاقات حماس وتركيا، لكن لائحة الاتهام الحالية تضاف إلى لائحة سابقة
لخالد صباح أحد كوادر حماس في القدس، واثنين من أبنائه التي كشفت ذات العلاقات مع رجال
حماس في تركيا".
وزعم
التقرير الإسرائيلي أن "صباح من سكان حي صور باهر في شرق القدس وصل مع زوجته
وأبنائه في كانون الثاني/ يناير إلى تركيا، وهناك تم تسليمه قيادة حماس في القدس، من
كبار قادة الحركة، بل وعين منسقًا لعمليات حماس مع الحركة الإسلامية في إسرائيل- الجناح
الشمالي بزعامة الشيخ رائد صلاح، وبحثت نقاشاته مع قادة حماس مسائل التدرب على إطلاق
النار، والاستعداد لنشاطات عسكرية مستقبلية، وتنظيم أعمال تظاهرات في رمضان، بجانب
بحث الأمور المالية، من خلال دعم "لجنة القدس" لتحويل أموال أهالي الشهداء".
وختم
التقرير مزاعمه بالقول إن "تركيا ما زالت مركزًا ومغناطيسًا جاذباً لأنشطة المنظمات
التابعة لجماعة الإخوان المسلمين من جميع أنحاء العالم، وحماس واحدة منها، ولذلك فلا
يزال أمام تركيا طريق طويل لتقطعه في هذا المضمار".
تستقي
مثل هذه التقارير الإسرائيلية معلوماتها ومزاعمها من أجهزة أمن الاحتلال، في محاولة
للإيقاع بين تركيا وحماس، بعد أن أدارتا علاقاتهما بكثير من التوازن الذي يحفظ لكل
منهما مصالحه، الأمر الذي لم يرق لسلطات الاحتلال، الساعية للضغط على أنقرة، وابتزازها،
من أجل استئناف العلاقة معها، وهو ما واجهته الأخيرة برفض هذا السلوك الإسرائيلي، لاسيما
بعد ما ظهر سافرا، وكأن عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تستدعي تقديم تنازلات فقط
من جانب واحد.