بعد مرور ما يزيد على العام على المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المدن الفلسطينية المحتلة في أراضي48، أصدر مراقب دولة الاحتلال ماتنياهو إنغلمان تقريره الإجمالي عن تلك الأحداث، ويكشف فيه عن سلسلة من الإخفاقات التي أدت إلى فقدان السيطرة.
وقال إن الإخفاقات تنوعت بسبب فشل المخابرات، مرورا بعدم التنسيق مع أجهزة الأمن، إلى رد الفعل المتردد، وبينها قلة التدريب والموارد وانهيار مقاسم الشرطة.
ويشير التقرير الذي كشف مقتطفات واسعة منه موقع "واللا"، إلى أن شرطة الاحتلال "لم تكن مستعدة لأعمال التظاهرات التي اندلعت خلال حرب غزة في المدن المسماة المختلطة، ذات التواجد العربي واليهودي، وفشلت في التعامل معها".
وأكد أن ذلك "يشير إلى إخفاقات خطيرة لجهاز الأمن العام- الشاباك، وعجز قوات الأمن، لأنهما معا فشلا في تقييم خطورة الأحداث التي قد تندلع، وغياب التنسيق بينها، وعدم اعترافها بتوجيهات الحكومة، وربما ذلك لعدم وجود برنامج لجمع المعلومات الاستخباراتية من شبكات التواصل الاجتماعي، والنقص في عملاء المخابرات الناطقين باللغة العربية".
اقرأ أيضا: تشكيك إسرائيلي بنجاح "الحرس الوطني" في مواجهة الفلسطينيين
وأضاف التقرير الذي ترجمت "عربي21" أجزاء منه، أن "عدد ضباط الشرطة الذين واجهوا المحتجين من فلسطينيي48 كان أقل بكثير مما هو مطلوب، ولم يكن تدريبهم جيدا، ولم يقدموا الاستجابة العملياتية اللازمة للتهديد الذي حددوه بأنفسهم، وفي الوقت ذاته انهار الخط الساخن 100 تحت العبء، وبقيت آلاف مكالمات الإسرائيليين المعرضين للخطر دون إجابة".
وأشار إلى أنه "رغم مرور عام وثلاثة أشهر، فلم تقدم الشرطة بعد تقريرها النهائي عن تلك الأحداث، لأنها ركزت كل جهودها على القدس فقط".
وأكد التقرير أنه "لا تزال هناك أوجه قصور كبيرة في الاستخبارات، وفجوات عديدة في نقل المعلومات الاستخبارية إلى الوحدات الميدانية، ولم يتم تكوين صورة استخباراتية حقيقية عما يحدث على الأرض في مدن اللد والرملة ويافا وعكا، سواء بسبب عدم تركيب برمجيات في أنظمة الشرطة لجمع المعلومات الاستخبارية، أو بسبب الاعتماد على الجمع اليدوي لها، وهي لم تكن كافية".
واليوم بعد مرور 15 شهرا على احتجاجات هبة مايو في فلسطين المحتلة 48، يمكن القول إن أجهزة أمن الاحتلال فشلت في فهم الموقف وتقديره، رغم أنها حدّدت قبل اندلاع حرب غزة وجود اتجاه لتصاعد التوتر بين فلسطينيي48، والخطر المحتمل الكامن في احتمال اندلاع احتكاكهم مع المستوطنين، لكن أداءها عند اندلاع الاحتجاجات جاء منخفضا.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: الهدوء الأمني في الضفة مخادع
وصحيح أنها واجهت صعوبات تشغيلية بسبب مشاكل التنسيق مع الشرطة، لكن الفشل الحقيقي كان في أنها لم تتوقع أن ينتفض فلسطينيو48 نصرة لأشقائهم في غزة والقدس.
وعانت شرطة الاحتلال وقواها الأمنية من النقص الحاد في قواها العاملة في المدن التي تصفها بـ"المختلطة"، ما نتج عنه وجود تقديرات استخبارية بأن الاحتجاجات قد تندلع فقط في القدس.
وفي حين تم تعزيز شرطة القدس بـ1400 عنصر شرطة، فقد واجهت مدينة اللد نقصا بنسبة 57% في عدد شرطتها، وهنا تغذية راجعة أمام الفلسطينيين لأهمية تشتيت أنظار الاحتلال في أكثر من جبهة، لأنها تكشف عن ثغرات في عدم قدرته على الإحاطة بها جميعا، بسبب العدد القليل لأفراد شرطته وقواه الأمنية.